تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهو محتاج لأمه التي أفاق (بدأ يشعر بما حوله ويفهم) وأصرّ في السؤال عنها، فأخذوا يعدونه بعودتها

و إنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك

في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،

تسفُّ من ترابها و تشربُ المطر

ومن همس الرفاق عرف أنها ماتت ودفنت جنب التل، تأكل من ترابها وتشرب المطر

تراب جسد أمه اتحد مع الأرض الأم الكبرى، فأصبح الشاعر ابنا للاثنتين.

الفكرة: المطر د يهيج مشاعر الحزن، والدليل تذكر الشاعر لأمه التي ماتت عنه وهو صغير

كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك

حزينا على ضياع رزقه بسبب المطر المتساقط

ويلعنُ المياهَ و القدر

و ينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر

يتغني بأنشودة المطر، ويوزّع هذا الغناء حيث يغيب القمر

مطر

مطر

س/ هل يغني الصياد وهو حزين؟ ولماذا يغني للمطر وهو غاضب منه؟

أو أن غناءه حزين يشكو فيه لمحبوبته الأذى الذي سببه له المطر حين نزل

الفكرة: الصياد دليل على أن المطر قد يتسبب في إثارة الحزن

أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟

يسأل الصياد محبوبته: أتعلمين أي حزن ينشئ المطر بنزوله

فالمطر مثلا فقد يقطع الطرقات، ويخرب أكواخ الفقراء

س/ ما الغرض من الاستفهام؟

وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟

وكيف تبكي المزاريب ومفردها مزراب وهو الذي يتسرب من الماء بأعلى البناء إذا سقط المطر بغزارة

و كيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟

الوحيد الذي يعاني الوحدة والبعد عن الأهل والأصدقاء، فهو يحس بالتشرد عن الوطن

بلا انتهاء _ كالدمِ المُراق، كالجياع

هذا الشعور بالضياع لا انتهاء له، مثل الدم المسال والجياع

كالحبّ، كالأطفالِ، كالموتى – هو المطر

س/ هل المشبه هو: (الشعور بالضياع أم المطر)؟

الفكرة: المطر لا يستفاد منه، لأن خيرات الأرض بعد أن يسقيها المطر يأكلها الطامعون دون الكادحين

ترقبوا بقية الشرح المتواضع

أرجو من الأساتذة الكرام التعقيب على هذا الشرح

وبذلك تكتمل الفائدة للجميع

ـ[أبو باسل]ــــــــ[18 - 10 - 2004, 08:40 م]ـ

آسف يا أخي (الكوس) على التأخير لانشغالي

بقية الشرح

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

أو تطوفان كلاهما صحيح، أي أنه تذكر محبوبته عند نزول المطر

وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق

البروق رمز للخير

سواحلَ العراقِ بالنجومِ و المحار

المحار هو الصدف، البروق تمسح بالنجوم والمحار، أي أنها تبشر بقدوم الخير سماء وأرضا

كأنها تهمُّ بالشروق

تبشر بالخير

فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار

الليل رمز للظلم، يسيطر على هذه السواحل و يغطيها بالدم

أصيحُ بالخليج: " يا خليج

يا واهبَ اللؤلؤ و المحارِ و الردى

اللؤلؤ والمحار يرمزان للخير، والردى هو الموت

فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج:

يسخر منه الصدى، ويعيد له صيحته البكاء

"يا خليج: يا واهب المحار و الردى "

س/ لماذا حذف (اللؤلؤ) حين أعاد الصدى العبارة؟

للدلالة على أن الخليج لا يهب الكادحين إلا المحار الخالي من اللؤلؤ ويهب الموت، أما الثروة فمن

نصيب الطامعين

الفكرة: الوطن به خير وفير، لكنه ليس للشعب الكادح

أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود

يجمع ويوفر الرعود

و يخزنُ البروقَ في السهولِ و الجبال

بالعراق الخير الوفير بكل أرجائه

حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال

نزع الرجال ختمها، أي حان وقت الحصاد واقتسام الغنيمة

لم تترك الرياحُ من ثمود

في الوادِ من أثر

الرياح رمز للطامعين، وثمود رمز للشعب الكادح

نهب الطامعون كل الخير الذي جمعه الوطن بشعبه الكادح

س/ هل قضت الرياح على ثمود؟ لا، بل قضت على عاد، ولا ندري إن كان أخطأ الشاعر، أو قصد بها أمرا آخر

الفكرة: كالفكرة السابقة

أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر

و أسمعُ القرى تئنّ، و المهاجرين

يصارعون بالمجاذيفِ و بالقلوع

عواصفَ الخليجِ و الرعود، منشدين

مطر .. مطر .. مطر

يصور صراع الكادحين (النخيل والقرى) للشقاء، وللمستعمرين القادمين لنهب خيرات الوطن (المهاجرين)، إنه صراع من أجل الحياة والبقاء، فلا بد للشعوب المقهورة أن تثور على الظلم، والمطر يعني الحرية والنعيم

ـ[السراج]ــــــــ[19 - 10 - 2004, 08:53 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله ..

أخي أبو باسل .. شكراً على هذا الشرح المفيد لهذه القصيدة الشهيرة ..

- بنى بدر شاكر السياب هذه القصيدة على الكثير من الرموز والتي نقل في هذه الرموز إحساسه بالحزن إلى إحساس وطنه الكبير بحزن آخر وهمّ أكبر من همّه .. فما كان منه إلا أن يتغنى بالمطر تلك النعمة التي تحيي كل شي من الإنسان إلى النبات، وهو - المطر - رمز لخيرات البلاد وعطائه ..

((ولكن ماذا يقصد السياب بقوله (وكان أقواس السحاب تشرب الغيوم)؟))

أما عن ذكر (ثمود) مكان (عاد) فإن الشاعر - برأيي - أتى ب (ثمود) لتناسب آخر المقطع (حرف الدال المسبوقه بالواو) مثل:

أكاد أسمع العراق يذخر بالرعود

لك الشكر ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير