تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟

عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون .. ولا لقب

تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا = وللمنجم قالوا: إننا الشهب

قبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا

واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا = نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب

تنسَى الرؤوسُ العوالي نار نخوتها = إذا امتطاها إلى أسياده الذئب

(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب

ماذا أحدِّث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب

ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب

كانت تراقب صبح البعث فانبعثت = في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب

لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «

وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثانٍ كحلم الصبا ... ينأى ويقترب

» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شُبَّابةٌ في شفاه الريح تنتحب

كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب

أرعيتَ كل جديبٍ لحمَ راحلةٍ = كانت رعته وماء الروض ينسكب

ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب

لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب

إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب

قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب

» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟

ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟

واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني = والأربعون على خدّي تلتهب

كذا إذا ابيض إيناع الحياة على = وجه الأديب أضاء الفكر والأدب

وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب

وتجتدي كل لص مترف هبة = وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب

شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب

طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب

لكن موت المجيد الفذ يبدأه = ولادة من صباها ترضع الحقب

» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب

وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ = من رهبة البوح تستحيي وتضطرب

يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا = ونحن من دمنا نحسو ونحتلب

سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا = يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟

ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء تُرجَّى حين تُحتَجَب)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير