تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحين تمر بها الصبا تترك على صفحتها اللامعة حزوزا تتفاوت في عمقها ووضوحها حتى تمحى عند الجانبين فتصبح كالدروع نرى بظاهرها طرائق وخطوطا تضعف حتى تمحى عند حواشيها وأطرافها.

وحين تشرق الشمس عليها يزداد تألقا كأن الشمس قد أسعدتها بالمضاحكة.

وحين يسقط المطر تترادف قطراته كأنها البكاء ويحبو لمعان البركة وتألقها كأنما تشارك في هذا الجو الحزين. وحين يقبل الليل تنعكس صور النجوم على صفحتها المصقولة فيحسب الرائي أن السماء كل ما فيها قد اتصلت بها وركبت فيها.

* المقطع ’’ ج ‘‘:

ويرى الشاعر في البركة سمكا، يسبح ويمرح، منطلقا في البحيرة لا يستطيع أن يبلغ نهايتها لاتساعها وترامي أطرافها .. وهو يعلو ويهبط مستعينا بزعانفه التي تقع منه موقع الأجنحة فكأنه الطير حين تهوي بأجنحتها في جو السماء. وحين يهوي يجد في قاع البركة مكانا فسيحا كأنه صحن الدار .. وحين يعلو يجد في مقدمتها منتدى يجتمع فيه .. وقد مالت منه الرؤوس في طمأنينة وهو يتجه ببصره نحو تمثال لسمكة دولفين .. وقد أذهب خوفه من أن نظر الدولفين كان مصروفا عنه، غير موجه إليه.

* المقطع ’’ د ‘‘:

وبعد أنهى الشاعر حديثه عن البركة نفسها: عن جمالها، ودقة صنعها، واندفاع الماء إليها وأثر الصبا بصفحتها، ومشاعرها ضحكا وبكاء .. وعن السمك السابح فيها صاعدا هابطا انتقل إلى ما حولها، فتلك الرياض الملونة وقد استدارت بها تشبه الطواويس جمالا وتلونا .. لا بل إن ريش الطواويس يشبهها.

وهاتان الدكتان المتقابلتان أشبه ما تكونان بالشعريين، وهما نجمان في السماء.

و لكن أفانين هذا الجمال التي عرضها الشاعر منفعلا بها، في تتابع أخاذ لا ترتفع إلى مستوى مساعي الخليفة وأعماله الجليلة .. وهو بهذا يمهد للانتقال إلى المدح وهو الغرض الأساسي للقصيدة .. ويسمي النقاد ذلك حسن تخلص.

# مصدر الدراسة:

كتاب: ’’ الأدب والنصوص والبلاغة ‘‘، للصف الثاني الثانوي، تأليف: أحمد عثمان عبدالمجيد، محمد شمس الدين عبدالحافظ، إبراهيم عابدين، درويش حمودة. ط 17، 1414هـ/ 1993ـ1994م، دولة الإمارات العربية المتحدة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير