تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحبُّ أغلبُ للفؤادِ بقَهرهِ= مِن أَن يُرى للسترِ فيه نصيبُ

وإذا بدا سرُّ اللبيبِ فإِنَّهُ= لم يَبدُ إلا والفتى مغلوبُ

إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً= لم تتهمهُ أعينٌ وقُلوبُ

هذه الأبيات الطريفة لشاعر القلوب المتيمة العباس بن الأحنف، وهذا الشاعر حسن الوصف لمشاعر القلوب، وكأني به قد ذاقها ثم وصفها فوقع في وصفها على دقائق لم تتهيأ لغيره. وهذه الأبيات قد نسبت لأبي العتاهية أيضاً، غير أنه ليس فيها روح أبي العتاهية الزاهدة، وهي أليق بالعباس منها بأبي العتاهية.

والعباس بن الأحنف في هذه الأبيات يصف حالة الحب إذا طغت على صاحبها حتى يقرأها الناظر في نظراته وعبراته، وأن مبالغة العاشق في التستر والتهرب ليست من صدق المحبة في شيء، بل عدها العباس بن الأحنف من قلة الوفاء، وبرودة الطبع حتى إنه يبغض هذا النوع من العاشقين (إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً). ولم يكتف بهذا التستر بالهوى حتى اشترط له أن يكون ذائعاً تتهمه الأعين والقلوبُ بهذا الحب لما ترى عليه من علاماتها. وهذه العلامات تظهر عند ذكر المحبوب أو رؤيته أو غير ذلك على حد قول سلم الخاسر:

ولي عندَ رُؤيتهِ رَوعةٌ = تُحقِّقُ ما ظَنَّهُ المُتَّهِمْ

وهذا المعنى الذي أشار إليه العباس بن الأحنف تجده كثيراً في شعر أهل النسيب.

ولعلكم تذكرون ما مر معنا في هذه التأملات من قول جمال الدين بن مطروح:

مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ = فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!

فهو اعترافٌ بالضعف عن ملاقاة الأعين النجل وأنه لا قبل له بالصبر على غرامها ووجدها.

والشاهد عندي منها هو البيت الرابع، وهذه المعاني العفيفة الصادقة في مشاعر الحب جدير بالأزواج أن يتذاكروها فيما بينهم وأدبنا العربي مليء بها. وأذكر حديث أم زرع وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها فلا أجده يبتعد كثيراً عن مثل هذه المعاني البديعة، وكيف كانت عائشة تسأل النبي صلى الله وعليه وسلم عن مدى حبه لها وبقائه على حاله.

أيها الأدباء! لقد أساء الإعلام إلى كلمة (الحب) أيما إساءة وشوهها أيما تشويه، فهل من عودة لصفاء تلك الكلمة مع أمثال هذه المقطعات الأدبية!

أرجو ذلك.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 03:10 م]ـ

يا لَلعودة الرقيقة ..

وأن مبالغة العاشق في التستر والتهرب ليست من صدق المحبة في شيء، بل عدها العباس بن الأحنف من قلة الوفاء، وبرودة الطبع حتى إنه يبغض هذا النوع من العاشقين (إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً). ولم يكتف بهذا التستر بالهوى حتى اشترط له أن يكون ذائعاً تتهمه الأعين والقلوبُ بهذا الحب لما ترى عليه من علاماتها. وهذه العلامات تظهر عند ذكر المحبوب أو رؤيته أو غير ذلك على حد قول سلم الخاسر:

ولي عندَ رُؤيتهِ رَوعةٌ = تُحقِّقُ ما ظَنَّهُ المُتَّهِمْ

وهذا المعنى الذي أشار إليه العباس بن الأحنف تجده كثيراً في شعر أهل النسيب.

.

ويكثر هذا التكتّم عند شعراء الغزل العفيف خاصة؛ إما لحيائهم ,أولحرصهم على عفاف سمعة الطرف الآخر ..

وهذ جلي ٌ وكثير في شعر الهذليين أيضا كقول أبي صخر:

وإنِّي لتعروني لذكراك هِزَّة ٌ ... كما انتفض العصفورُ بللَّه القطر ُ

،،،,,,,,,

أما عن تأثير الإعلام فوالله لقد صدقت ..

حيث امتلأ العقل اللاواعي للمتلقي العربي بعروض الحب الرخيصة , وشعره المبتذل .. فلا تكاد تُذكر هذه العاطفة النبيلة إلا ويتبادر لذهن الكثير:الخطيئة والممنوع المحرم ..

وفي السيرة النبوية- كما تفضلتم- وسير الصالحين ما يصحح هذا لمن يتأمل ..

.......

لا أبعد الله هذه التأملات عن أعين منتظريها ..

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:47 ص]ـ

:::

مرحبا بك صاحب الشوارد:)

و حيهلا بأوقات صفائك:

فعُد بها لا عدمتها أبدا ... خيرُ صفات الكريم أعودُها

وسأعود ـ إن شاء الله ـ وإن تأخر الوفاء!

كل عام وأنتم بخير.

ـ[ابن آدم]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 04:35 ص]ـ

شكر الله لكم جميعا

ـ[ابن هشام]ــــــــ[21 - 11 - 2007, 10:37 م]ـ

أحاول أن

د. شوارد

ابن آدم

أشكركم جميعاً على مروركم وتعقيبكم.

ـ[ابن هشام]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 06:27 ص]ـ

ذَهبَ الذين أحبُّهم = فعليكِ يا دنيا السلامُ

إِنِّي رضيعُ وِصالِهم = والطفلُ يؤلمهُ الفِطامُ

مررتُ هذا الصباح على هذا الموضوع بعد طول انقطاع فهيج لي مشاعر وذكريات جميلة أشكر من أثارها من الفضلاء بتعقيبه ومروره على هذا الموضوع، وأظنُّ معظم من عقب على هذا الموضوع قد غادروا المكان.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:11 م]ـ

ذَهبَ الذين أحبُّهم = فعليكِ يا دنيا السلامُ

إِنِّي رضيعُ وِصالِهم = والطفلُ يؤلمهُ الفِطامُ

مررتُ هذا الصباح على هذا الموضوع بعد طول انقطاع فهيج لي مشاعر وذكريات جميلة أشكر من أثارها من الفضلاء بتعقيبه ومروره على هذا الموضوع، وأظنُّ معظم من عقب على هذا الموضوع قد غادروا المكان.

السلام عليكم ورحمة الله

مرحبا بعودتكم الوفية لجلسائكم ..

سجلت ُ لكم الحضور والغياب لقاعتكم العامرة فوجدت الغائبين أقل من الحاضرين" عددا لا مكانة ":إليكم القائمة:

أستاذنا خالد الشبل- حاضر

الأستاذة الثرية المستبدة- غائبة

الأستاذة الكريمة سلاف- غائبة

الأستاذ العاطفي- غائب

شيخنا د/الأغر- حاضر

الأستاذ السنوسي-قريب

الأستاذ حذيفة-قريب

الأستاذة معالي-حاضرة ملء المكان والسمع والبصر!

الأستاذ البلاتين, غائب

الأستاذ ابراهيم-غائب

الأستاذ خبر مقدم-غائب

مشرفنا الفاضل أبو طارق-حاضر

الشاعرة الأستاذة قبة الديباج-قريبة

الشاعر الأستاذأحمد بن يحيى -حاضر

الأستاذ السنوسي-قريب

مشرفنا الشاعررؤبة بن العجاج-حاضر

أحاول أن- حاضرة

الأديب محمد سعد-حاضر

شيخنا د/شوارد-حاضر

الأستاذ ابن آدم-قريب

الحصيلة: تسعة ,كلهم آذان صاغية , ستة , نسأل الله لهم عودا حميدا , خمسة بالقرب سيسمعون حديثكم فيُقبلون ..

والعشرات ممن يفضلون قراءة الإبداع قراءة صامتة منصتة ..

بارك الله أوقاتكم وحفظكم حيثما كنتم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير