تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَتَشهَدُ كُلَّ يَومٍ دَفنَ خِلٍّ&& كَأَنَّكَ لا تُرادُ بِما شَهِدتا

وَلَم تُخلَق لِتَعمُرها وَلَكِن&& لِتَعبُرَها فَجِدَّ لِما خُلِقتا

وَإِن هُدِمَت فَزِدها أَنتَ هَدماً&& وَحَصِّن أَمرَ دينِكَ ما اِستَطَعتا

وَلا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها&& إِذا ما أَنتَ في أُخراكَ فُزتا

فَلَيسَ بِنافِعٍ ما نِلتَ فيها&& مِنَ الفاني إِذا الباقي حُرِمتا

وَلا تَضحَك مَعَ السُفَهاءِ لَهواً&& فَإِنَّكَ سَوفَ تَبكي إِن ضَحِكتا

وَكَيفَ لَكَ السُرورُ وَأَنتَ رَهنٌ&& وَلا تَدري أَتُفدى أَم غَلِقتا

وَسَل مِن رَبِّكَ التَوفيقَ فيها&& وَأَخلِص في السُؤالِ إِذا سَأَلتا

وَنادِ إِذا سَجَدتَ لَهُ اِعتِرافاً&& بِما ناداهُ ذو النونِ بنُ مَتّى

وَلازِم بابَهُ قَرعاً عَساهُ&& سَيفتَحُ بابَهُ لَكَ إِن قَرَعتا

وَأَكثِر ذِكرَهُ في الأَرضِ دَأباً&& لِتُذكَرَ في السَماءِ إِذا ذَكَرتا

وَلا تَقُل الصِبا فيهِ مَجالٌ&& وَفَكِّر كَم صَغيرٍ قَد دَفَنتا

وَقُل لي يا نَصيحُ لَأَنتَ أَولى&& بِنُصحِكَ لَو بِعَقلِكَ قَد نَظَرتا

تُقَطِّعُني عَلى التَفريطِ لَوماً&& وَبِالتَفريطِ دَهرَكَ قَد قَطَعتا

وَفي صِغَري تُخَوِّفُني المَنايا&& وَما تَجري بِبالِكَ حينَ شِختا

وَكُنتَ مَعَ الصِبا أَهدى سَبيلاً&& فَما لَكَ بَعدَ شَيبِكَ قَد نُكِستا

وَها أَنا لَم أَخُض بَحرَ الخَطايا&& كَما قَد خُضتَهُ حَتّى غَرِقتا

وَلَم أَشرَب حُمَيّاً أُمِّ دَفرٍ&& وَأَنتَ شَرِبتَها حَتّى سَكِرتا

وَلَم أَحلُل بِوادٍ فيهِ ظُلمٌ&& وَأَنتَ حَلَلتَ فيهِ وَاِنهَمَلتا

وَلَم أَنشَأ بِعَصرٍ فيهِ نَفعٌ&& وَأَنتَ نَشَأتَ فيهِ وَما اِنتَفَعتا

وَقَد صاحَبتَ أَعلاماً كِباراً&& وَلَم أَرَكَ اِقتَدَيتَ بِمَن صَحِبتا

وَناداكَ الكِتابُ فَلَم تُجِبهُ&& وَنَهنَهَكَ المَشيبُ فَما اِنتَبَهتا

لَيَقبُحُ بِالفَتى فِعلُ التَصابي&& وَأَقبَحُ مِنهُ شَيخٌ قَد تَفَتّى

فَأَنتَ أَحَقُّ بِالتَفنيدِ مِنّي&& وَلو سَكَتَ المُسيءُ لَما نَطَقتا

وَنَفسَكَ ذُمَّ لا تَذمُم سِواها&& بِعَيبٍ فَهِيَ أَجدَرُ مَن ذَمَمتا

فَلَو بَكَت الدَما عَيناكَ خَوفاً&& لِذَنبِكَ لَم أَقُل لَكَ قَد أَمِنتا

وَمَن لَكَ بِالأَمانِ وَأَنتَ عَبدٌ&& أُمِرتَ فَما اِئتَمَرتَ وَلا أَطَعتا

ثَقُلتَ مِنَ الذُنوبِ وَلَستَ تَخشى&& لِجَهلِكَ أَن تَخِفَّ إِذا وُزِنتا

وَتُشفِقُ لِلمُصِرِّ عَلى المَعاصي&& وَتَرحَمُهُ وَنَفسَكَ ما رَحِمتا

رَجَعتَ القَهقَرى وَخَبَطتَ عَشوا&& لَعَمرُكَ لَو وَصَلتَ لَما رَجَعتا

وَلَو وافَيتَ رَبَّكَ دونَ ذَنبٍ&& وَناقَشَكَ الحِسابَ إِذاً هَلَكتا

وَلَم يَظلُمكَ في عَمَلٍ وَلَكِن&& عَسيرٌ أَن تَقومَ بِما حَمَلتا

وَلَو قَد جِئتَ يَومَ الفَصلِ فَرداً&& وَأَبصَرتَ المَنازِلَ فيهِ شَتّى

لَأَعظَمتَ النَدامَةَ فيهِ لَهَفاً&& عَلى ما في حَياتِكَ قَد أَضَعتا

تَفِرُّ مِنَ الهَجيرِ وَتَتَّقيهِ&& فَهَلّا عَن جَهَنَّمَ قَد فَرَرتا

وَلَستَ تُطيقُ أَهوَنَها عَذاباً&& وَلَو كُنتَ الحَديدَ بِها لَذُبتا

فَلا تُكذَب فَإِنَّ الأَمرَ جِدٌّ&& وَلَيسَ كَما اِحتَسَبتَ وَلا ظَنَنتا

أَبا بَكرٍ كَشَفتَ أَقَلَّ عَيبي&& وَأَكثَرَهُ وَمُعظَمَهُ سَتَرتا

فَقُل ما شِئتَ فيَّ مِنَ المَخازي&& وَضاعِفها فَإِنَّكَ قَد صَدَقتا

وَمَهما عِبتَني فَلِفَرطِ عِلمي&& بِباطِنَتي كَأَنَّكَ قَد مَدَحتا

فَلا تَرضَ المَعايِبَ فَهِيَ عارٌ&& عَظيمٌ يُورِثُ الإِنسانَ مَقتا

وَتَهوي بِالوَجيهِ مِنَ الثُرَيّا&& وَتُبدِلُهُ مَكانَ الفَوقِ تَحتا

كَما الطاعاتُ تَنعَلُكَ الدَراري&& وَتَجعَلُكَ القَريبَ وَإِن بَعُدتا

وَتَنشُرُ عَنكَ في الدُنيا جَميلاً&& فَتُلفى البَرَّ فيها حَيثُ كُنتا

وَتَمشي في مَناكِبَها كَريماً&& وَتَجني الحَمدَ مِمّا قَد غَرَستا

وَأَنتَ الآن لَم تُعرَف بِعابٍ&& وَلا دَنَّستَ ثَوبَكَ مُذ نَشَأتا

وَلا سابَقتَ في ميدانِ زورٍ&& وَلا أَوضَعتَ فيهِ وَلا خَبَبتا

فَإِن لَم تَنأَ عَنهُ نَشِبتَ فيهِ&& وَمَن لَكَ بِالخَلاصِ إِذا نَشِبتا

وَدَنَّسَ ما تَطَهَّرَ مِنكَ حَتّى&& كأَنَّكَ قَبلَ ذَلِكَ ما طَهُرتا

وَصِرتَ أَسيرَ ذَنبِكَ في وَثاقٍ&& وَكَيفَ لَكَ الفُكاكُ وَقَد أُسِرتا

وَخَف أَبناء جِنسِكَ وَاِخشَ مِنهُم&& كَما تَخشى الضَراغِمَ وَالسَبَنتى

وَخالِطهُم وَزايلهُم حِذاراً&& وَكُن كالسامِريَّ إِذا لَمِستا

وَإِن جَهِلوا عَلَيكَ فَقُل سَلاماً&& لَعَلَّكَ سَوفَ تَسلَمُ إِن فَعَلتا

وَمَن لَكَ بِالسَلامَةِ في زَمانٍ&& يَنالُ العُصمَ إِلّا إِن عُصِمتا

وَلا تَلَبَث بِحَيٍّ فيهِ ضَيمٌ&& يُميتُ القَلبَ إِلا إِن كُبِّلتا

وَغَرِّب فَالغَريبُ لَهُ نَفاقٌ&& وَشَرِّق إِن بَريقَكَ قَد شَرِقتا

وَلَو فَوقَ الأَميرِ تَكونُ فيها&& سُمُوّاً وَاِفتِخاراً كُنتَ أَنتا

وَإِن فَرَّقتَها وَخَرَجتَ مِنها&& إِلى دارِ السَلامِ فَقدَ سَلِمتا

وَإِن كَرَّمتَها وَنَظَرتَ مِنها&& بِإِجلالٍ فَنَفسَكَ قَد أَهَنتا

جَمَعتُ لَكَ النَصائِحَ فَاِمتَثِلها&& حَياتَكَ فَهِيَ أَفضَلُ ما اِمتَثَلتا

وَطَوَّلتُ العِتابَ وَزِدتُ فيهِ&& لِأَنَّكَ في البَطالَةِ قَد أَطَلتا

فَلا تَأخُذ بِتَقصيري وَسَهوي&& وَخُذ بِوَصِيَّتي لَكَ إِن رَشَدتا

وَقَد أَردَفتُها سِتّاً حِساناً&& وَكانَت قَبلَ ذا مِئَةً وَسِتّا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير