تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي "فاتنة الأسواق" يقدم الشاعر صورة مزرية لنمط من النساء يتخذن من الأسواق " مرابض الشيطان"، مسرحاً ومجالاً للفسق والفجور والعبث والمجون والانزلاق في غوايات الشيطان! وهو يقصد من وراء ذلك إلى تنبيه أولياء أمور أولئك النساء إلى ما يحدق بهن من شر وسوء ليحسنوا مراقبتهن لتجنيبهن تلك المفاسد والشرور المهلكة، ونسوق بعض الأبيات التي تجسد سلوكيات هذا النمط من النساء، يقول:

كم يحدق في عيني رجل ** يغضي من ذاك الإحداق

خجلت عيناه وما خجلت ** عيناها بنت الأعراق ويرد الشاعر هذه المفاسد والشرور إلى انتشار الأطباق الفضائية التي تغصّ بألوان الفساد والسوء والشر ومشايعة الحضارة الغربية التي تصدر لنا القشور:

بنت الإسلام ووا أسفا ** تجترّ سموم الأطباق

تنساق وراء حضارتهم ** وتحاكي نهج الفساق

ويوجه نصائحه إلى هؤلاء النساء عسى أن يكففن عن التسكع في الأسواق، ويتجنبن مرابض الشيطان ويرجعن إلى نهج الإسلام القويم:

ي

ا بنت الإسلام استمعي ** نغماً أشدوه بإشفاق

صوني بحياتك مملكة ** من شهد جمال دفاق

كوني بالحشمة شامخة ** بجمالك فوق الأعناق

بل حسن المرأة حشمتها ** يكسوه جمال الأخلاق

كذلك جاءت قصيدة " العذراء والطبق" ص 137 صورة أخرى من صور التشوه الأخلاقي في المجتمع الإسلامي المعاصر حيث غزته الحضارة الغربية الفاسدة وسلطت عليه كل شياطينها وزبانيتها لتدمر الحصون المتينة التي شيدها الإسلام، وقد نجحت نجاحاً هائلاً مذهلاً تفشت أثاره في كل مظهر وجانب من مظاهر الحياة الإسلامية جوانبها! وهكذا جاءت " العذراء والطبق" تحكي قصة فتاة غريرة لم تدر من أمور الدنيا شيئاً حتى كشفت لها الفضائيات كل شيء فأرادت أن تجرب ما ترى وتسمع فكانت الفاجعة، وكانت قصة دامية مؤلمة! وقد حرص الشاعر على توصيلها إلى الناس عسى أن يتعظوا ويعتبروا ويرتدوا عن مسالك الشيطان، ولا ينسى أن ينحي باللائمة على أولياء الأمور الذين سمحوا بإدخال هذه الأطباق الشيطانية إلى بيوتهم، وإن كانت المسؤولية مشتركة بين هؤلاء وهؤلاء وغيرهم من طبقات المجتمع! ونجتزئ ببعض أبياتها، يقول:

زرعت بدارنا أطباق فسق ** جناها يا أبي سم وسام

تشبّ الكفر والإلحاد نارًا ** لها بعيون قطرتنا اضطرام

فلو للصخر يا أبتاه قلب ** لثار .. فكيف يا أبت الأنام؟

جناك وما أبرئ منه نفسي ** ولست بكل ما تجدني أُلام

ثم كانت قصيدته " إلى عاشقة" ص 101 لتكمل حلقة المرأة في ديوان "مليكة الطهر"، وقد أدارها حول ظاهرة اجتماعية متميزة في مدارس البنات تجسد الرغبة في البروز والظهور بمظهر الفتاة المعشوقة التي يتهافت عليها الشباب، وأنها قد بلغت مبلغ النساء فصارت جديرة بمجاراتهم في أفعالهن وأحاسيسهن ومشاعرهن.

ومثل هذه الظاهرة جديرة بالمراقبة والرعاية لتجنيب الفتيات مزالق الشيطان عن طبق التربية والتهذيب والتعليم، ولكن القضية تظل عقيمة الجدوى أو ضحلة الأثر ما دامت وسائل الفساد والشر مستشرية ومنتشرة في كل أنحاء الحياة الاجتماعية التي انعزلت عن الدين وتعاليمه القويمة.

وعلى هذه الشاكلة تبينت لنا معالم المرأة في ديوان "مليكة الطهر"، وهي معالم تحظى بنظرة حانية عطوف من شاعر حريص على تجنيب المرأة مزالق الشيطان ومهاوي الرذيلة، كما تتجلى أهميته فيما تميز به من حس إسلامي عظيم.

د. خليل أبو ذياب 30/ 1/1425 ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=177&catid=33&artid=3491)

ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[25 - 02 - 2005, 10:26 ص]ـ

شكرا لكم على هذا النقل ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير