تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتشتري دنيا المنى والضلال

...

يامن نسيت النار يوم الحساب

وعفت أن تشرب ماء المتاب

أخاف إن هبت رياح الردى

عليك أن يأنف منك التراب

...

يا قلب كم تشقى بهذا الوجود

وكل يوم لك همّ جديد

وأنت يا روحي ماذا جنت

نفسي وأخراك رحيل بعيد

...

تناثرت أيام هذا العمر

تناثر الأوراق حول الشجر

فانعم من الدنيا بلذاتها

من قبل أن تسقيك كف القدر

...

لا توحش النفس بخوف الظنون

وأغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تساوى في الثرى راحل

غدا وماض من ألوف السنين

...

مررت بالخزاف في صحوة

يصوغ كوب الخمر من طينة

أوسعها دعّا فقالت له:

هل أقفرت نفسك من رحمة

...

لو أنني خيرت أو كان لي

مفتاح باب القدر المقفل

لاخترت عن دنيا الأسى أنني

لم أهبط الدنيا ولم أرحل

...

هبطت هذا العيش في الآخرين

وعشت فيه عيشة الخاملين

ولا يوافيني بما أبتغي

فأين مني عاصفات المنون

...

حكمك يا أقدار عين الضلال

فأطلقيني آد نفسي العقال

إن تقصري النعمى على جاهل

فلست من أهل الحجا والكمال

...

إذا سقاك الدهر كأس العذاب

فلا تبن للناس وقع المصاب

واشرب على الأوتار رنانة

من قبل أن تحطم كأس الشراب

...

لا بد للعاشق من نشوة

أو خفة في الطبع أو جنة

والصحو باب الحزن فاشرب تكن

عن حالة الأيام في غفلة

...

أنا الذي عشت صريع العقار

في مجلس تحييه كأس تدار

فعدِّ عن نصحي لقد أصبحت

هذي الطلى كل المنى والاختيار

...

أعلم من أمري الذي قد ظهر

وأستشف الباطن المستتر

عدمت فهي أن تكن نشوتي

وراءها منزلة تنتظر

...

طارت بي الخمر إلى منزل

فوق السماك الشاهق الأعزل

فأصبحت روحي في نجوة

من طين هذا الجسد الأرذل

...

سئمت يا ربي حياة الألم

وزاد همي الفقر لما ألمّ

ربي انتشلني من وجودي فقد

جعلت في الدنيا وجودي عدم

...

لم يخل قلبي من دواعي الهموم

أو ترض نفسي عن وجودي الأليم

وكم تأدبت بأحداثه

ولم أزل في ليل جهل بهيم

...

الله قد قدر رزق العباد

فلا تؤمل نيل كل المراد

ولا تذق نفسك مرّ الأسى

فإنما أعمارنا للنفاد

...

إن الذي يعرف سر القضاء

يرى سواء سعده والشقاء

العيش فان فلندع أمره

أكان داء مسنا أم دواء

...

يا طالب الدنيا وقيت العثار

دع أمل الربح وخوف الخسار

واشرب عتيق الخمر فهي التي

تفك عن نفسك قيد الإسار

...

الكأس جسم روحه الساريه

هذي السلاف المزة الصافية

زجاجها قد شف حتى غدا

ماء حوى نيرانها الجارية

...

قد ردد الروض غناء الهزار

وارتاحت النفس لكأس العقار

تبسم النور فقم هاتها

نثأر من الأيام قبل الدمار

...

بي من جفاء الدهر همّ طويل

ومن شقاء العيش حزن دخيل

قلبي كدنّ الخمر يجري دما

ومقلتي بالدمع كأس تسيل

...

وكلما راقبت حال الزمن

رأيته يحرم أهل الفطن

سبحان ربي كلما لاح لي

نجم طوته ظلمات المحن

...

ماذا جنينا من متاع البقاء

ماذا لقينا في سبيل الفناء

هل تبصر العين دخان الألى

صاروا رمادا في أتون القضاء

...

تلك القصور الشاهقات البناء

منازل العز ومجلى السناء

قد نعب البوم على رسمها

يصيح أين المجد، أين الثراء

...

هون على النفس احتمال الهموم

واغنم صفا العيش الذي لا يدوم

لو كانت الدنيا وفت للألى

راحوا لما جاءك دور النعيم

...

وإنما الدهر مذيق الكروب

نعيمه رهن بكف الخطوب

ولو درى الهم الذي لم يجيء

دنيا الأسى لاختار دار الغيوب

...

صبت علينا وابلات البلاء

كأننا أعداء هذا القضاء

بينا ترى الإبريق والكأس قد

تبادلا التقبيل حول الدماء

...

تفتح النوار صب المدام

واخلع ثياب الزهد بين الأنام

وهاتها من قبل سطو الردى

في مجلس ضم الطلى والغرام

...

حار الورى ما بين كفر ودين

وأمعنوا في الشك أو في اليقين

وسوف يدعوهم منادي الردى

يقول ليس الحق ما تسلكون

...

نصبت في الدنيا شراك الهوى

وقلت أجزي كل قلب غوى

أتنصب الفخ لصيدي وإن

وقعت فيه قلت عاص هوى

...

أنا الذي أبدعت من قدرتك

فعشت أرعى في حمى نعمتك

دعني الى الآثام حتى أرى

كيف يذوب الإثم في رحمتك

...

إن تفصل القطرة في بحرها

ففي مداه منتهى أمرها

تقاربت يا ربّ ما بيننا

مسافة البعد على قدرها

...

وإنما الدنيا خيال يزول

وأمرنا فيها حديث يطول

مشرقها بحر بعيد المدى

وفي مداه سيكون الأفول

...

جهلت يا نفسي سر الوجود

وغبت في غور القضاء البعيد

فصوري من نشوتي جنة

فربما أحرم دار الخلود

...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير