3 - أُولئكَ بعضُهمْ أوْلياءُ بَعْضٍ يقول: هاتان الفرقتان، يعني المهاجرين والأنصار، بعضهم أنصار بعض، وأعوان على من سواهم من المشركين، وأيديهم واحدة على من كفر بالله، وبعضهم إخوان لبعض دون أقربائهم الكفار. وقد قيل: إنما عنى بذلك أن بعضهم أولى بميراث بعض، وأن الله ورَّث بعضهم من بعض بالهجرة والنصرة دون القرابة والأرحام، ...
4 - والَّذِينَ آمَنُوا الذين صدقوا بالله ورسوله، ولَمْ يُهاجِرُوا قومهم الكفار، ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام. ما لَكُمْ أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرضَ الحرب، مِنْ وَلايَتِهِمْ يعني: من نصرتهم وميراثهم. وقد ذكرت قول بعض من قال: معنى الولاية ههنا الميراث،
5 - القول في تأويل قوله تعالى:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ?لأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
يقول تعالى ذكره: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله ورسوله، بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ يقول: بعضهم أعوان بعض وأنصاره، وأحقّ به من المؤمنين بالله ورسوله.
6 - (من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء، أي قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر)
وقوله على دينهم لا إشكال فيه لأنه قال بعد ذلك: (ومن تولى اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، أي من أهل دينهم وملتهم. فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه)
فهذا هو المفهوم الصحيح لكلام هذا الإمام فلا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ...
شاء أم أبى لأنه لازم له لا محيد له عنه لا أنه قيد!!!
- الإمام النسفي:
1 - {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء} أي لا تتخذوهم أولياء تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتعاشرونهم معاشرة المؤمنين. ثم علل النهي بقوله {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37] وكلهم أعداء المؤمنين، وفيه دليل على أن الكفر كله ملة واحدة {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:15] من جملتهم وحكمه حكمهم، وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب مجانبة المخالف في الدين {إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ} [المائدة:15] لا يرشد الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفرة {فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} [المائدة:25] نفاق {يُسَـ?رِعُونَ} حال أو مفعول ثانٍ لاحتمال أن يكون من رؤية العين أو القلب {فِيهِمْ} في معاونتهم على المسلمين وموالاتهم {يَقُولُونَ} أي في أنفسهم لقوله على «ما أسروا» {نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة:25] أي حادثة تدور بالحال التي يكونون عليها {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ} [المائدة.
2 - {أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:27] أي يتولى بعضهم بعضاً في الميراث، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة وبالنصرة دون ذوي القرابات حتى نسخ ذلك بقوله {وَأُوْلُو ?لاْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ} [الأحزاب:6] وقيل: أراد به النصرة والمعاونة.
البيضاوي:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى ?لاٌّرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} في الميراث أو المؤازرة، وهو بمفهومه يدل على منع التوارث أو المؤازرة بينهم وبين المسلمين. {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} إلا تفعلوا ما أمرتم به من التواصل بينكم وتولى بعضكم لبعض حتى في التوارث وقطع العلائق بينكم وبين الكفار.
الثعالبي:
1 - وقوله سبحانه: {وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37]؛ وذلك يجمع الموارثَةَ والمعاوَنَةَ والنُّصْرة،
¥