تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الموحدون من السذاجه بحيث يحملون المصحف مع جامع قرطبه عندما تهدده الخطر القشتالى الى عاصمتهم مراكش ويتفننون فى الإحتفال به و ترصيعه بأنفس الدرر واليواقيت ويجندون المهندسين وأرباب الحيل الهندسيه لحفاظ عليه داخل خزائن تفتح وتغلق آليا و يحمله خلفاؤهم فى حملاتهم تبركا مالم يكن هذا المصحف موضع التبجيل والتكريم هو أو على الأقل بضع ورقات منه من مصحف عثمان الأصلى. وهذا يدعونا الى الشك فى أصالة مصحف البصرة الذى رآه ابن بطوطة ولا يبقى أمامنا سوى افتراض أن يكون هذا المصحف المحفوظ بالبصرة أحد المصحفين اللذين أرسلهما عثمان بن عفان الى العراق (31) وأن تكون آثار قطرات الدم التى تركزت على الآية " فسيكفيكهم الله " قد وضعت عمدا للتمويه واقناع البسطاء من بأنه مصحف الخليفة الشهيد.

ج-والادعاء الثالث يتعلق بمصحف طشقند , فمكتبة الإدراة الدينية بطشقند تحتفظ بمصحف مكتوب على الرق يزعمون أنه مصحف عثمان ويتميز هذا المصحف بأنه خال من النقط وأن كل صفحة من صفحاته تشتمل على 12 سطرا وان عدد ورقاته عددها 353 ورقة وقياسها 68 سم * 53 سم (32). ويتساءل البعض عن كيفيه وصول هذا المصحف الامام الى سمرقند الى أن نقل سنه 1869 م الى موضعه الحالى بطشقند (33).

ويفترض حلا لذلك افتراضين:

الأول أن يكون هذا المصحف قد وصل الى سمرقند إبان حكم القبيلة الذهبيه (621 - 907 هجرية) وأنه كان هدية من الظاهر بيبرس الذى تحالف مع بركة خان رئيس هذه القبيله وأول من أسلم من المغول وصاهره.

والا فتراض الثانى: فى أقوال هؤلاء المؤرخين أن يكون هذا المصحف الذى رآه ابن بطوطه عند زيارته للبصره (34)

ثم نقل الى سمرقند على يد تيمور لنك (771 - 807 هـ).

والافتراض الأول مرفوض تماما لأنه لايقوم على أساس صحيح لأ ن نسبة مصحف مصر الى عثمان بن عفان أمر مشكوك فية أساسا. وفى هذه الحالة يصبح مصحف بيبرس الذى أهداه لبركه خان مزيفا فى نسبته الى عثمان لأن ذلك يعنى أن مصر كانت تحتفظ زمن المماليك بنسختين من المصاحف العثمانيه وهذا محال بطبيعه الحال لأن مصحف عثمان الذى اصطبغت بعض أورقه بدم عثمان واحد فقط يضاف الى ذلك الحقيقه بأن عثمان بن عفان لم يرسل أصلا الى مصر نسخه من المصاحف التى أمر بنسخها وأن عبد العزيز بن مروان هو أول من نسخ مصحفا رسميا فى مصر على نسق المصحف العثمانى. أما الافتراض الثانى فقد لقى قبولا (35) عند بعض الباحثين ورفضا من البعض الآخر (36) فالذين يؤيدون فكرة انتقال المصحف من البصرة الى سمرقند يقصدون به واحدا من النسخ التى بعث بها عثمان الى الامصار الاسلامية ويستندون فى ذلك الى أن صور الخط الذى كتب به مصحف طشقند أقرب مايكون الى صورة الخط الذى كتب به مصحف الامام أى أن تأييدهم ينحصر فى أن مصحف سمرقند يمكن أن يكون نفس المصحف العثمانى الى البصرة أما الرافضون لهذا الافتراض فيرون ان الصنعه الفنيه تظهر واضحة فى مصحف طشقند ممثله فى رسم الحروف مما يشير الى أن الخط الذى كتب به لايرجع تاريخه الى خلافة عثمان وإنما يرجع الى القرن الثانى أوالثالث للهجرة فالخطوط المستقيمة تبدو كأنها رسمت بمسطرة.

د- الادعاء الرابع: يتعلق بمصحف حمص فقد شاهد الشيخ اسماعيل بن عبدالجواد الكيالى فى مسجد قلعة حمص المصحف العثمانى محفوظا فى خزانة والخزانة موضوعة داخل صندوق لحفظه (37). ويذكر الشيخ الكيالى أنه كان مكتوبا بالخط الكوفى الغليظ وأنه شاهد آثار دماء فى بعض الكلمات ولكن العلماء المتخصصين فى علم الخط والنقوش الكتابية يرون أن الخط الكوفى الذى كتب به مصحف حمص يرجع الىعصر متأخر مما يؤكد أنه كتب فيما بعد القرن الأول الهجرى.

هـ - والادعاء الخامس: هو مصحف استنبول فمتحف طوب قابو سراى باسطنبول يحتفظ بمصحف مكتوب على الرق يزعمون أنه نفس المصحف الذى كان بيد عثمان يوم استشهد وأن آثار الدماء ما تزال واضحه على ورقاته حتى اليوم ولكن بالرجوع الى وصف المصحف يتضح أن هذه النقاط الحمراء التى يزعمون أنها آثار دم عثمان ليست سوى رقوش ودوائر بداخلها خطوط هندسية وفى ذلك ما يؤكد بأن المصحف لا يمت بصله إلى المصاحف العثمانية اذا لم يكن الرقش والتنقيط من خصائص تلك المصاحف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير