تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهناك من المصادر العربيه ما يؤكد أن مصحف عثمان الخاص به والذى تحتفظ بعض أوراقه بآثار دمه كان محفوظا فى جامع قرطبه حتى سنه 552 هـ عندما نقله عبد المؤمن بن علي خليفة الموحدين الى مراكش وأنه ظل بالمغرب حتى عصر بن مرين ونحن نعتقد أن المصحف المذكور كان يشتمل على بضع ورقات من مصحف عثمان أضيف اليها صفحات أخرى منسوخه من مصحف فى الأندلس ولاثبات ذلك لابد من تتبع مصحف عثمان الخاص به من تاريخ استشهاده حتى وصوله الى الأندلس فالمغرب. ونستنتج مما ذكره السمهودى فى " وفاء الوفا " أن مصحف عثمان الذى كان يطالع فيه وقت استشهاده انتقل بعد وفاته الى أحد شخصين كلاهما اسم خالد. نقلا عن محرز بن عثمان بن عفان (38). والثانى وفقا لروايه ابن قتيبه هوخالد بن عثما ن بن عفان (39) من زوجته أم عمرو بنت جندب. أماخالد الحفيد فهو ابن رملة بنت معاوية بن أبى سفيان (40) ومعنى ذلك أن خالد بن عمرو بن عثمان المذكور فى رواية محرز كان حفيدا لكل من عثمان بن عفان من جهة الأب ومعاوية بن أبى سفيان من جهة الأم. ونميل الى الأخذ برواية محرز التى أوردها السمهودى وفيها ما يؤكد أن المصحف الامام المنقط بدم عثمان ظل محفوظا لدى خالد بن عمرو بن عثمان لعاملين, الأول قرابته من معاوية بن أبى سفيان فهو حفيده ومن المنطقى أن يسمح الجد (معاوية) لحفيده (خالد) بأن يحتفظ بمصحف جده (عثمان بن عفان) وذلك لثقة معاوية التامة فى أن حفيده لن يفرط فى هذا المصحف أبدا والثانى أن دار عثمان آلت الى عمرو بن عثمان وأخوته وهى الدار التى كان قد تصدق بها وفقا لرواية السمهودى على ولده (41) وعرفت دارعثمان لذلك بدارعمرو بن عثمان مما يؤكد أنه كان أكثر أولاد عثمان اهتماما بدار أبيهم وأنه أكثر من الاقامة بها حتى عرفت باسمه وفى ذلك ما يشير الى أن ولده خالد بن عمرو نشأ فى هذه الدار وأقام بها وأنها نفس الدار التى قتل فيها عثمان وكان بها مصحفه المنقوط بدمائه.

ولهذين العاملين نرجح أن يكون مصحف عثمان فى حوزة حفيده خالد بن عمرو باعتباره أقرب الى معاوية بن أبى سفيان و بينه من خالد بن عثمان , بالاضافه الى أنه كان يقيم مع أبيه فى دارعثمان بن عفان نفسها وهذا يؤكد عدم خروج المصحف من دار عثمان حتى ذلك الحين وأيا ما كان الأمر وسواء كان المصحف المنقوط بدم عثمان محفوظا عند خالد بن عثمان أو عند خالد بن عمرو بن عثمان فان هذا يعنى بقاء المصحف فى حوزة آل عثمان بن عفان وأن بنى آمية لم يسعوا الى انتزاعه منهم لاطمئنانهم الى سلامته فى حمى أقربائهم أبناء عثمان بن عفان.

ويعتقد ابن عبد الملك الأنصارى ونحن نؤيده فى رأيه أن هذا المصحف المنقوط بدم عثمان فقد فى المدينة فى بعض الفتن الطارئة عليها (42) , وهذه الفتن تنحصر فى واحدة من الفتن الثلاثة التى وقعت فى المدينة:

الأولى:- وهى التى حدثت فى سنة 50 هـ فى خلافة معاوية بن أبى سفيان عندما صمم معاوية على انتزاع البيعة بولاية العهد لابنه يزيد من أبناء الصحابة , فقدم بنفسه إلى المدينة فى ذللك العام وأرسل للقاء العبادلة من أبناء الصحابة , وخاطبهم فى مبايغة يزيد فاعترضوا على ذلك ورفضوا ان تكون الخلافة هرقلية كلما مات هرقل تولى هرقل , فعاد معاوية إلى دمشق غاضبا بعد ان طلب من سعيد بن العاص عامله على المدينة بان يحمل الناس على مبايعة يزيد , فأبى اهلى المدينة , واضطر معاوية إلى العودة الى المدينة فى ألف من الخيالة لارغام المعارضين على المبايعة ليزيد , وكانوا يتمثلون فى الحسين بن على وعبدالله بن عمر, وعبد الرحمن بن أبى بكر , وعبد الله بن الزبير فأوقف على رأس كل منهم حارسين يحمل كل منهما سيفه (43) , وخاطب معاوية اهل المدينة معلنا موافقة المعارضين الأربعة على مبايعة يزيد , فاضطر المعارضون الأربعة الى السكوت , وبايع الناس ليزيد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير