تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والفتنة الثانية وقعت فى عام 63 هـ ,فقد دعا عبد الله بن الزبير لنفسه بعد استشهاد الحسين فى كربلاء فبايعه الناس فى تهامة والحجاز وكان أهل المدينة قد غضبوا لمقتل الحسين بن على , فخلعوا عثمان بن محمد بم ابى سفيان عامل يزيد عليهم وطردوا مروان (44) بن الحكم وسائر بنى أمية وأقاموا عليهم عبد الله بن حنظلة فسير اليهم يزيد قوة كثيفة من الشاميين عدتها 12 ألف مقاتل (45) وقيل خمسة آلاف (46) بقيادة مسلم بن عقبة المرى لتأديب أهل المدينة والقضاء على حركة ابن الزبير أما اهل المدينة فقد ولوا على انفسهم عبد الله بن مطيع العدوى عن قريش وعبد الله بن حنظلة (47) عن الأنصار , وتلوملوا بخندق حفروه حول المدينة بعد معركة ضارية دارت بالحرة فى 27 ذى الحجة سنة 63 هـ قتل فيهاثمانون من صحابة الرسول (ص) وآلاف من سائر الناس واستباح عسكر الشاميين المدينة ودعوا أهل المدينة إلى البيعة على أنهم عبيد فبايع الناس على ذلك.

والفتنة الثالثة: وقعت فى المدينة فى خلافة ابن جعفر المنصور فقد آثار استئثار العباسيين بالخلافة دون العلويين سخط العلويين وغضبهم وكان الحسنيون أول من تحرك منهم للمطالبة بحقهم فى الخلافة وتزعم الثورة محمد النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن على فى جمادى الآخرة سنة 145 هـ ودعا الناس فبايعته (48) ولم يتردد المنصور فى اخماد هذه الحركة التى أصبحت تشكل خطرا جسيما يتهدد كيان الدولة العباسية فسير الى المدينة عيسى بن موسى ولى عهده على راس قوة عدتها أربعة آلاف فارس وألفى راجل وأردف هذه القوه القوق بجيش كثيف تولى قيادته حميد بن قحبطة والى الجزيرة وأحد كبار القادة العباسيين ودخلت قوات عيسى بن موسى المدينة يوم النصف من رمضان سنة 145 هـ وفوجىء أهل المدينة بخيالة العباسيين تطوقهم واشتد القتال واستشهد عدد لا يستهان به من أنصار النفس الزكية فتفرق كثير منهم عنه وأيقن بالهزيمة فدخل دار مروان واغتسل وصلى الظهرثم خرج لمواصلة القتال بين من تبقى من أصحابه حتى استشهد على يد حميد بن قحطبة الذى احتز رأسه (49) وبذلك قضى المنصور على ثورة الحسنيين فى المدينة ثم تجددت ثورات الحسنيين فى المدينة سنة 169 هـ فى خلافة الهادى وتولى زعامتها هذه المرة الحسين بن على بن الحسن بن الحسن وكان يتولى المدينة من قبل الخليفة العباسى آنذاك عمر بن عبد العزيز بن عبدالله بن عمر بن الخطاب الذى اصطنع مع الحسنين بالدعوة لنفسه فبايعه أهل المدينه ثم خرج فى أنصاره الى مكه فى 24 من ذى الحجة فتصدت له عند فخ فرب مكه قوه كثيفه العدد من العباسيين بقياده سليمان بن المنصور ودارت بين الفريقين معركة عنيفة انتهت بمصرع الحسين ومعظم من كان معه (50).

وهكذا نجد أنفسنا أمام أكثر من أحتمال الا أننا نرجح الاحتمال الثالث استنادا الى رواية أوردها السمهودى على لسان الامام مالك بن انس الذى قال ان مصحف عثمان رضى الله عنه تغيب فلم نجد له خبرا بين (51) الأشياخ ومن المعروف أن مالك توفى سنة 179 هـ. كذلك يذكر السمهودى أن القاسم بن سلام المتوفى سنة 223 هـ رأى (52) مصحف عثمان المنقوط بدمه وقد استخرج له من خزائن بعض الأمراء وشاهد آثار الدماء بورقاته. وهناك نص أورده كل من ابن عبد الملك الأنصارى (53) فى الذيل والتكملة وابن مرزوق فى المسند الصحيح (54) يذكر فيه أن شخصا يدعى أبو بكر محمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت ذكر أنه سمع عن والده أحمد وراى بخط جده يعقوب ما يؤكد أن يعقوب هذا رأى سنة 223 هـ وقد بعث به المعتصم العباسى لتجدد دفتاه ويحلى وأنه شاهد فى أورق كثيرة من مصحف اثر دم كثير وأن أكثر هذا الدم فى سورة " النجم " , وعلى قوله تعالى " فسيكفيكهم الله " وألفى أن طول المصحف يبلغ نحو شبرين وأربعة أصابع وأن كل ورقة تشتمل على 28 سطرا.

ونخرج من هذه الرواية بالحقائق الآتية:-

1 – أن المصحف الامام كان محفوظا بالعراق زمن الخليفة المعتصم بالله.

2 - أن طول المصحف كان يصل الى نحو شبرين وأربعة أصابع ون كل ورقة منه كانت تشتمل على 28 سطرا.

3 - أن نقاط من الدم كانت تصبغ عددا كبيرا من أورق المصحف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير