المخللاتي لقصيدة ناطمة الزهر للشاطبي، و هي في علم العدد ... و الشرح للعلامة المخللاتي رحمه الله ـ وهو رضوان بن محمد المكنى بأبي عيد. توفي عام 1893م ـ .. و الكتاب من شرح و تحقيق: عبد الرزاق علي إبراهيم موسى و هو من العلماء المعاصرين بارك الله في عمره و نفعنا ببركته، و هو أستاذ جامعي بكلية القرآن الكريم بالمملكة السعودية .... و في موقع ملتقى أهل التفسير هذا، وجدت و بعد بحث طويل كتاب شرح المخللاتي هذا ... فهذه بعض بضاعتكم ردت إليكم، بعد أن استفدت و تعلمت كثيرا منها ....
وهذه الكتب المشار إليها أعلاه هي أهم المراجع المعتمدة في دراستي لعلم العدد.
و يقتضي النظر في العدد المتبع في المصحف الهدية، القيام بدراسة أولية للعدد المتبع في وضع النقط الخاصة بالترقيم في سورة البقرة.
و قبل الحديث عن آي سورة البقرة و اختلاف أهل العدد فيه، لمعرفة العدد المتبع في المصحف الهدية ... و حتى أقرب للقارئ الكريم المقصود بمصطلح علم العدد هنا، لا بأس من هذا التعريف المبسط لتسمية هذا العلم، أقدمه للإخوة والأخوات الذين يزورون هذا الملتقى، ليتزودوا منه بالمعلومات الأولية في علوم القرآن ...
علم العدد، علم من علوم القرآن، عند علماء السلف و الخلف. و موضوعه، ما تم االإتفاق عليه و ما جاء فيه اختلاف، بالنسبة لعدد حروف القرآن وعدد كلماته وعدد آياته ...
و ما أود التأكيد عليه، أولا و قبل كل شيء، أن هذا العلم علم أصيل، أول من اهتم به هم حفظة القرآن من الصحابة رضوان الله عليهم، فهم المرجع فيه، و عنهم توارثه باقي القراء و نقلوه بالتواتر من عهدهم و إلى يومنا هذا ... نقله العدل الضابط عن مثله في سلسلة متواصلة الحلقات لا شك في رجالها و اتصالها و صحة سندها. و أن علم العدد هذا لا علاقة له، لامن بعيد و لا من قريب، بل لا في التسمية و لا في الموضوع، بما أصبح يسمى و يعرف الآن بالإعجاز العددي في القرآن، و ما يرد فيه من عمليات حسابية و استنتاجات و فرضيات لا تمت بصلة لعلم العدد الذي نتكلم فيه هنا ...
فتلكم العمليات الحسابية " العددية " هي أمور مستحدثة، بل أكاد أقول هي بدع، حتى و إن كانت عند البعض بدع مستحسنة، و الفرق شاسع و كبير بينها و بين علم العدد، و ظهرت هذه المستحدثات أول ما ظهرت في بداية القرن العشرين ...
أما علم العدد موضوعنا هنا، فأسسه مأخوذة عن النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم مباشرة، و بوحي و توقيف من الله جل جلاله، بواسطة الملك جبرائيل عليه السلام، كما يقول الإئمة المعتمدين رضوان الله عليهم.
قال العلامة الدكتور غانم قدوري الحمد، عن القرآن الكريم، في تقديمه لكتاب {البيان في عد آي القرآن} للإمام الداني [1]:
{فكان علماء الصحابة قد حفظوه في صدورهم، و كتبوه في المصاحف، و علموه للناس الذين تفقهوا على أيديهم، و حمل التابعون أمانة القرآن العظيم من بعدهم، تلاوة و إقراء، و كتابة و رسما، و بلغ بهم الحرص على نص القرآن و الإجتهاد في ضبطه أن أحْصَوْا آياته، و عدوا كلماته و حروفه، و عيَّنوا أجزاءه و أحزابه، و ظهرت المؤلفات في ذلك على يد التابعين و تلامذتهم، و كثرت المؤلفات في علم العدد، الذي هو أحد علوم القرآن، و كتبت فيه عشرات الكتب} [4] ...
و تعمدت هنا التذكير بالفرق الشاسع و غياب أدنى وجه للشبه أو المقارنة أو الموازنة بين علم العدد هذا كعلم من علوم القرآن، و بين تلكم الإنشغالات المستحدثة المهتمة بتلكم الحسابات العصرية المبنية على افتراضات و تخمينات و مصادفات ... أو ما يسمى بالإعجاز العددي، و المقترح تسميته بالتناسق العددي، و هو الأسلم ...
اقول: تعمدت التذكير بهذا لأن علم العدد الأصيل و المتواتر صار مجهولا بيننا في عصرنا هذا، وأوثق دليل على ضياعه منا، و غيابه بيننا، و جهل جلنا حتى لأبجدياته، شهادة أعرف الناس بالموضوع، الدكتور غانم قدوري الحمد الذي يؤكد هذه الحقيقة المرة، و التي لم يفكر فيها جديا الكثير من علمائنا المتأخرين و المعاصرين و مثقفينا الكثيرين، سامحهم الله ...
قال العلامة الدكتور غانم قدوري الحمد:
{و قد قل اهتمام المتأخرين بكتب علم العدد، و أهمل المعاصرون أصول هذا العلم القديمة المخطوطة، حتى لا يجد الناظر في المكتبة العربية شيئا منها، اللهم إلا رسائل صغيرة، كتبها بعض علماء الأزهر المتأخرين، رحمهم الله تعالى، على قلتها و ندرة وجودها} [5] ...
و قبل التطرق لدراسة العدد المتبع في نقط فواصل آي سورة البقرة في المصحف الهدية، أقدم هذا الرابط عن دراسة لي في الموضوع، أظنها الدراسة الوحيدة في الشبكة العنكبوتية ... و لا فخر و لا غرور ... و الله أعلم.
و الرابط هو:
موقع الوراق / مجالس الوراق: مجلس علوم القرآن / ملف: الميزان في عد آي القرآن، و هو من إعدادي.
www.alwaraq.net/core/dg/dg_topic?ID=2338...
و سأتكلم في المشاركة القادمة ـ إن شاء الله ـ عن العدد المتبع في نقط آي المصحف الهدية.
و لله الأمر من قبل و من بعد.
ـــــــــــــــــــــــ
[يتبع]
ــــــــــــــــــــ
[1]: " البيان في عد آي القرآن "، للإمام أبي عمرو الداني، تحقيق: الدكتور غانم قدوري الحمد. مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ـ الصفاة ـ الكويت. ط.1. 1994.
[2]: دار البلاغة - الطبعة الأولى - 1413 هـ - 1993 مـ - بيروت.
[3]: دار الكتب العلمية - الطبعة الأولى – 1318 هـ - 1997 مـ - بيروت.
[4]: المرجع المذكور أعلاه: ص.1.
[5]: المرجع السابق: ص 1.
¥