ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[08 Nov 2007, 02:52 م]ـ
نقط رؤوس الآي في سورة {الفاتحة} بالمصحف الهدية
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تمهيد:
يشار إلى رؤوس الآي في هذا المصحف بوضع نقطة فوق السطر و بين الآيات. و من المنتظر و المتوقع أن يتم تحديد مكان وضع هذه النقط لفصل الآيات عن بعضها البعض، باعتماد العدد الخاص بالقراءة التي كتب بها المصحف ...
و الظاهر ـ و الله أعلم ـ أن وضع نقط تحديد رؤوس الآي في المصاحف الكوفية القديمة كان يتم باعتماد العدد الكوفي ... و في المصاحف المدنية باعتماد عدد مدني، و في المصاحف الشامية باعتماد العدد الشامي، و في المصاحف البصرية باعتماد العدد البصري، و في المصاحف المكية باعتماد العدد المكي. و هذه النقطة في حاجة إلى تأكيد من طرف المختصين.
والمصاحف المغاربية ـ مثلا ـ كانت تعتمد العدد المدني و تكتب بروايتي ورش و قالون ... و عندنا منها مصاحف كثيرة مطبوعة و منتشرة في المكتبات العمومية و الشخصية و في المساجد ... إلا أن انتشار العدد الكوفي في البلاد الإسلامية بانتشار مصحف المدينة المنورة المهدى للحجاج خلال مواسم الحج، و اعتمادهذا العدد الكوفي في الدراسات و الأبحات و تاليف الكتب الإسلامية، الأكاديمية منها و المدرسية، بل و حتى في توثيق الآيات في الجرائد و المجلات، ساهم في ظهور مصاحف مكتوبة بقراءة نافع المدني، و اعْتُمِدَ فيها العدد الكوفي ... و أشهر هذه المصاحف عندنا في المغرب هو المصحف الحسني،. و هو برواية ورش عن نافع ... و الذي أمر بطبعه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، ملك المغرب، طيب الله ثراه و أخلد في الصالحات ذكره.
و مما جاء في تعريف المصحف الحسني المسبع ما نصه:
" عد الآيات و علامات الأثمان و الأرباع و الأنصاف و الأحزاب و أسماء السور، و عدد آياتها، وفق ما نص عليه أئمة العدِّ عند الكوفة حتى يكون المصحف الحسني في المستوى المطلوب خطا و رسما و وقفا [1] و ضبطا و قراءة على ما يوافق رواية ورش عثمان بن سعيد المصري عن نافع " ...
كما اعْتُمِد العدد الكوفي في آخر المصاحف ظهورا بيننا في المغرب، و أقصد مصحف التجويد الصادر عن دار المعرفة بدمشق بسوريا ... و هو برواية ورش عن نافع، و بالعد الكوفي.
العدد في سورة الفاتحة بالمصحف الهدية [الصفحة اليمنى بالصورة رقم 1]:
و هذه نظرة إلى العدد المعتمد في سورة الفاتحة، في المصحف الهدية:
أهم ملاحظة خاصة أود التنبيه إليها بالنسبة لتحديد رؤوس آي الفاتحة هنا، هو إسقاط نقطة فصل الآيات بعد لفظة {عليهم} أي عدم وضع نقطة الفصل على السطر لتحديد رأس الآية بعد لفظة {عليهم} ... و هذه ملاحظة هامة لأن العددين المكي و الكوفي هما وحدهما اللذان لا يعدان {صراط الذين أنعمت عليهم} آية ... أما الأعداد الأربعة الباقون، و هم المدنيان و البصري و الشامي فيعدونها آية، و يضعون علامة فصل الآي عن بعضها البعض، بعد {عليهم} في الفاتحة ...
و واضح في آخر السطر الثامن من الصفحة اليمنى بالصورة رقم 1، بالمصحف الهدية، غياب نقطة الفصل بعد لفظة {عليهم} ...
و غياب النقطة هنا، يعني كحكم أولي أن المصحف إما مكي، و إما كوفي ... و هذا بالنسبة للعدد المتبع في فصل آي سورة " الفاتحة " ...
و سيتم التأكد من هذا الإستنتاج الأولي بعد ملاحظة نقط فواصل آي السور الأخرى إن شاء الله ...
إلا أن هذا الإستنتاج الأولي يشير ضمنيا و من البداية إلى إستبعاد الأعداد الأربعة، و التركيز على خصائص العددين المكي و الكوفي فيما سيأتي من ملاحظات خاصة بالبحث عن العدد المتبع في وضع نقط الفصل بين آيات هذا المصحف الهدية ...
و سأورد أمثلة أخرى من دراسة عدد آي السور الأخرى، تؤيد الحكم على استبعاد هذه الأعداد الأربعة من العدد المتبع بالمصحف الهدية ...
و تحضرني هنا نقطة أخرى جد هامة، و هي وصف أستاذنا و شيخنا المشرف العام الدكتور عبد الرحمن الشهري لهذا المصحف بقوله:
{وصف المصحف:
¥