تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا يلزم من إفادتهما من شيخ واحد _في تفسير اتفاق تفسيريهما في كثير من المسائل_ أن يكونا التقيا في مجلس واحد، كما أن هذين الشيخين عرفا بالحديث، ولم يعرفا بالتفسير، مما يضعف احتمال إفادة أبي المظفر والبغوي منهما في التفسير والله أعلم.

ثالثاً/ إفادتهما معاً من كتاب واحد:

وهو احتمال قوي، خصوصاً تفسير الثعلبي، الذي يعتبر تفسير البغوي مختصراً له، بل إن البغوي أورد في مقدمة تفسيره رواية تفسير الثعلبي عن أحد تلاميذه ([15]). وحيث أن السمعاني لم يصرح في ثنايا تفسيره بالإفادة من الثعلبي -ولم أقف على مقدمة لتفسيره تكشف شيئاً من ذلك لكن رجحت في المبحث السابق احتمال إفادة السمعاني منه-بالإضافة إلى الاتفاق الكبير بين تفاسير الثعلبي والسمعاني والبغوي في بعض المسائل. ([16])

لكن تبقى نصوص أخرى في تفسير السمعاني لا توجد في تفسير الثعلبي ولا في غيره _سوى البغوي ([17]) مما يرجح الاحتمال التالي والأخير_ بالإضافة إلى هذا الاحتمال.

رابعاً/ إفادة البغوي من تفسير السمعاني:

ويرجح هذا الاحتمال _بالإضافة لما سبق_ فارق الوفاة بينهما _والتي تصل إلى 27 سنة_ وهي فترة كافية لأن يطلع البغوي على تفسير السمعاني ويفيد منه، وإن لم يصرح البغوي بذلك، لكنه أمر يقع كثيراً بين المتقدمين، يفيد بعضهم من كتب بعض دون تصريح، ويبقى الأمر مجرد احتمال، والجزم بذلك من خلال ما وقفت عليه من المعطيات من المحال، والله أعلم بحقيقة الحال.

--- الحواشي


(1) ينظر ص 63.
(2) ينظر ص 54.
(1) ذكر ذلك د/ عبد القادر منصور في تحقيقه تفسير السمعاني (لسورتي الفاتحة والبقرة) 1/ 333، ولقد استعرضت ذلك ووقفت على كثير من تلك النصوص.
(2) انظر مثلاً: 1/ 163، 170.
(3) ينظر مثلاً "رسالة البغوي ومنهجه في التفسير" ص 35 - 39، لعفاف عبد الغفور حميد. دار الفرقان – عمان: الأردن. ط1 1402هـ/ 1982م.
(4) فالنسبة إليها شاذة على خلاف الأصل كما قال أبو سعد السمعاني في الأنساب: 2/ 273 - 276.
(5) ينظر معجم البلدان: 1/ 467 - 468.
(6) ينظر سير أعلام النبلاء: 19/ 441 - 442.
(1) ينظر مقدمة محققي تفسير البغوي: 1/ 16.
(2) ينظر مثلاً تفسير البغوي (بتحقيق النمر و ضميريه): 1/ 39، 40، 41، 42، 43.
(3) أما العكس وهو احتمال إفادة السمعاني من البغوي فهو بعيد جداً نظراً لفارق السن بينهما كما أن الفارق بين وفاتهما تصل إلى 27 سنة!! بالإضافة إلى أن هذا الاحتمال – البعيد جداً- يسقط بما سقط به الاحتمال السابق.
(4) ينظر تفسير البغوي: 1/ 36 وكذلك ينظر فيه: 1/ 37 ففيها ذكر لعدد من علماء مرو الذين أخذ عنهم البغوي.
(5) ينظر الأنساب: 3/ 30 - 31، كما ذكر ذلك الذهبي في ترجمته لابن أبي الهيثم في سير أعلام النبلاء: 18/ 25، وينظر: ص 41 من هذه الرسالة. هذا وقد رجح د/ عبد القادر منصور محقق تفسير السمعاني لسورتي الفاتحة والبقرة أن السمعاني والبغوي التقيا في مجلس شيخها ابن أبي الهيثم الترابي، لكن يترجح هذا إذا تكررت رحلة طلب البغوي إلى مرو= =أما إن كانت رحلة واحدة وهي التي صرح بأنها كانت عام 464هـ فإن ذلك ينتقض! إذ أن أبا المظفر كان غائباً حينئذ من مرو في رحلته الطويلة للحج والتي استمرت من عام 461هـ إلى عام 468هـ كما تقدم من تحقيق السبكي لذلك. كذلك فإن أبا الهيثم الترابي عمر طويلاً وتوفي وله 96 سنة _كما ذكر الذهبي_ فيقوى احتمال سماع أبي المظفر منه قبل البغوي بزمن.
ينظر ص من هذه الرسالة، وسير أعلام النبلاء: 18/ 252.
(1) ينظر البغوي ومنهجه في التفسير: ص 35 - 39، ومقدمة محققي تفسير البغوي: 1/ 17، وص من هذه الرسالة.
(2) تفسير البغوي: 1/ 34.
(3) ينظر أمثلة لذلك في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة للسمعاني بتحقيق: د. عبد القادر منصور: 2/ 37، 63، 67، 71، 98، 117، 206 وغيرها.
(4) ينظر مثاله في المرجع السابق: 2/ 115 - 120، وتفسير البغوي: 1/ 177 - 178 وذلك عند تفسير قوله تعالى:) إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر .... (الآية 164 من سورة البقرة.

شكر الله للدكتور خالد واصل هذه المشاركة، ولعلها تضيف جديداً في هذا الموضوع.

ـ[المقرئ]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:30 م]ـ
دائما مفيد شيخنا عبد الرحمن نفع الله بك

سبحان الله أرى أننا اتفقنا في بعض الأفكار وهذا من الغرائب ولا والله رأت عيناي كلامه ولا سمعت به من قبل

وأشار إلى ما أشرت إليه من قبل وهو أنهما اتفقا في أشياء لا تكاد تجدها عن غيرهما

إلا أن الشيخ محمد العواجي إلى أن هناك مصادر مخطوطة قد يكون اتفقا في النقل معها وهذا يبقى احتمال وارد

لكن أعجبني منطق السبر والتقسيم عند الشيخ الواصل نفع الله به

وعندي سؤال أعتذر عن الإزعاج به

وهو: هل طبعت رسالته وهل هي كاملة وحبذا بعض التعريف بها
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير