ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[27 Oct 2007, 09:58 م]ـ
جزلك الله خيرًا!
ما نقلته عن ابن الجوزي ذكر قريبًا منه الألوسي.
أما الخاطر العابر والشهوة الحيوانية فلا يؤاخذ بها النبي ولا يضير نسبته إليه. بل الأليق بعظمة يوسف وتقواه أن ننسبها إليه، وإلا فأي فضل يكون له على غيره إذا كان استنكافه من فعل الفاحشة ومقدماتها من غير شدة شهوة ونزوع إليها؟!
وإنما الذي ينبغي نفيه هو ما نفاه القرآن نفسه بقوله: "لنصرف عنه السوء والفحشاء"، فإن الوقوع في السوء لا يليق بالصالحين فضلا عن عن أن يليق بالأنبياء كما ذكر الألوسي، ثم لا يعقل أن يكون وقع في السوء ثم يثني عليه الله تعالى بتلك المحامد العظيمة، هذا كله معنى ما ذكره الألوسي.
وزاد أيضًا أن يوسف صلى الله عليه وسلم لو وقع في ما يؤاخذ عليه لاستغفر ربه وأناب كما فعل داود وسليمان وغيرهما، فلما لم يذكر في السورة إلا تصريحه بدرء التهمة عن نفسه كان ذلك كالشمس على أنه لم يقع في محظور.
وكلها لعمري أدلة باهرة على نقاء يوسف صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه.
ومصدر الخطأ في كثير من التفسيرات عدم الاستعانة بالسياق والنصوص المحتفة بالسألة والنصوص المتعلقة بها، فمن ثم يقع خطأ كثير. كما ترى ههنا.
وبارك الله بكم.
لكن بقيت الفقرة الأولى من كلامكم لم أفهم ما ترمي إليه! هل فيها تراجع عن بعض ما كنت تقوله؟؟
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[29 Oct 2007, 10:40 م]ـ
أيها الفضلاء لقد كتبت بحثا في الآية الكريمة، ودرست الروايات التي نقلت عن السلف، وإليكم البحث ومعدرة حيث لم تنزل الحواشي ولعلي استطيع إعادة تنزيله مرة أخرى مع العلم أن البحث مطبوع وهو بعنوان " الإيضاح الأتم لاية ولقد همت به وهم " وهو بحث محكم.
المقدمة
الحمد الله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على قدوتنا وإمامنا نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد
يقول ربنا في كتابه {ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} ().
آية تتحدث عن نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام، يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن الخليل إبراهيم عليهم السلام.
تتحدث هذه الآية عن هذا النبي، إنها آية من سورة سميت باسمه تعرض لنا سيرته وتبين لنا محنته،وتوضح لنا نزاهته وطهارته. سورة تشحن القارىء بأسئلة كثيرة، أسئلة تدور في المخيلة تبحث عن إجابة لها {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ().
يوسف نبي الله المبتلى في صغره وشبابه، محبوب والده،الجميل في خلقته، الفاتن في صورته، أحرقت محبته قلب سيدته فراودته، وغلقت الأبواب وقالت: هيت لك، طلبت منه الكثير وما ظفرت منه بقطمير. رفض المؤدب الوديع المطيع أمر سيدته هذه المرة، هيهات هيهات يا سيدتي فلن أطاوعك،ولن أنفذ طلبك وإن كنت صاحبة الفضل، معاذ الله يا سيدتي ومعذرة إن عصيتك فأنا عبد طاهر مستسلم لأمر ربي وربك، معاذ الله يا سيدتي فلست ممن يسلك هذا الطريق، فأنا نبي وأبي نبي وأجدادي أنبياء.معاذ الله أن أنفذ طلبك وأحقق رغبتك، فأوصدي الأبواب أو افتحيها
غلقي الأبواب بالقفل أحكميها واحلمي فيما تريدي واطربي ()
لن تنالي ما تريدي فاسمعيها إنني الصديق من نسل أبي
لن تحصلي مني على المراد، فاستمري في تكريمي إن شئت أو اسجنيني، أبداً لن أنفذ الأمر فافعلي ما بدا لك.
عجيب أمرك سيدتي تطلبي مني عصيان خالقي وخيانة سيدي وتلطيخ عرضي،اتركيني وشأني، اسجنيني فأرتاح وترتاحي، السجن أحب إلي من حرية تحفها الشهوات وتحيط بها المغريات، اسجنيني لأعيش منفردا بين الجدران، وكيدي لي فقد كاد لي قبلك أخيار، حياتي يا سيدتي منذ الصغر عناء وشقاء، في غيابة الجب رميت، وعن حنان الوالدين أبعدت، فلا السجن يخيفني يا عزيزتي، ولا النفي والطرد يزعجني، ولا مفارقة الأحباب تؤلمني، إنما ألمي وعذابي أن أحقق رغبتك فأواقع الحرام معك، نعم هذا هو الذي لا أحتمله وهذا هو الذي لن أفعله.
يا زليخا لن تنالي فافهميها ألف كلا اسمعيها واعقليها
أنا طاهر يا سيدتي ونظيف وابن كرام من كرام.
لا تظني يوسفا يبغي الخنى إنه الصديق قد أضحى نبي
¥