تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكلامك يا أخي الفاضل يحمل عمق التناقض والتباين عندما تقول: " وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية " ثم تصف احتوائها على الخيال القشري والتِّبن الذي لا فائدة منه إلا إضاعة الوقت وتسويد القراطيس بما لا يفيد.

فهل يصح عقلا أن أقول لواحد من الناس: أنت جاد مجد وأنت في ذات الوقت خواء لا مضمون لك ولا فائدة منك؟!!!!!!

قل لي من يستطيع تحويل اللغة والبيان إلى قشر وعصف لمجرد مجاورته قصة إسرائيلية؟ [/ color]

ولا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان ولا عنزان في أن كتب التفسير بمجملها حوت ما لا يستحق الكتابة ـ من وجهة نظري كتلميذ من تلاميذ التفسير ـ ولكن هل وجهة نظر المفسر هي المرادة مما كتبه أهل التفسير؟

قلت: اللهم لا.

لماذا؟ قلت: لأن حصر تراث المفسرين في مراد المفسر فحسب ليس مقصوداً؛ يجوِّد ذلك من درس مادة مناهج المفسرين

التي تعكس اختلاف مشارب المفسرين وتوجهاتهم العلمية.

فمن مفسر همته منصبة على إظهار هدايات القرآن للناس مع تغليب الأحكام الفقهية، وآخر .. مع تغليبه للصبغة البيانية، وثالث مع تغليبه الصبغة التاريخية، ورابع مع تغليبه الصناعة النحوية، وخامس مع تغليبه الصبغة الأثرية " الأحاديث"، وسادس مع تغليبه الوجهة الأدبية، وسابع مع تغليبه الصبغة النقدية للمجتمع إذا ما وضعنا أفعاله في ميزان القرآن وأردنا تقويمه، وهلم جرا .. , ..

ومن هنا يجب علينا معرفة أن التفسير قد اصطبغ بصبغة كل مفسر وتغيا غايته، ليفيد الفقيه، والبياني، والمؤرخ، والنحوي، والمحدِّث، والأديب، والإمام والخطيب أو المصلح الاجتماعي.

وبناء على ما تقدم أجزم بأن ما نراه حشوا سيفيد قطعا بعض العلماء المحللين للتاريخ الاجتماعي والحكم على الأعصار من خلال تلمس مثل هذا المكتوب في ظلال القرآن الوارفة. وممن قد يفيد من القشور التي لا تكون غاية المفسر علماء الاجتماع مثلا.

وبمنطق العدل والصواب أقول: إن ما تحتوية مجمل كتب التفسير من العلم النافع يفوق ملايين المرات المنتقد الموصوف بالقشر.

ومن هنا نجزم بأن ما لا يفيدك قد يفيد غيرك، وسعة النظرة تؤدي إلى دقة الحكم على الأعمال، مع دقة العبارة التي لا توقعنا في الإثم أو الحرج. وأخيرا لولم تطلب يا أخي العزيز الرأي مع الدعاء لمن يخبرك بالرحمة ما تكلمت ولا بكلمة واحدة في شأن ما كتبت لأنني أخاف على مشاعر الناس حبا لهم، وصديقك من صدقك لا من صدقك.

والله الموفق والمستعان مع طلبي للمعذرة إن كنت قد محضت النصح وبذلت الجهد في تحرير ما يتناسب مع المقام فضلا عن المقال.

ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[25 Oct 2007, 01:22 ص]ـ

أما (د. خضر) فقد بلغ

وأنا أضم صوتي له

ـ[علي جاسم]ــــــــ[25 Oct 2007, 09:56 ص]ـ

سيدي الكريم الأخ د. خضير .. يخيل إلي أني لو رفعت عقيري بمجلسك لما كان جوابك إلا صفعة تجلجل على قفاي أني سليط اللسان سيء الأدب مع شيوخي .. على أني -علم الله- لم أتتلمذ -كما ادعيت- على أيديهم .. ولم أتعلم الرماية من كتبهم .. بل أنا حديث عهد بتفاسيرهم .. فقد أغناني الله عنهم بما هو أزكى وأنفع .. ويبدو أنك أخي الحبيب لم تقرأ كلامي قراءة دقيقة فاحصة .. فأنا يا سيدي الفاضل لم أناقض نفسي حين قلت أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية ولا زلت أقولها المرة تلو المرة بأعلى صوتي أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. ولكنها قشور حين تضاف إلى الغاية الأساس في كتاب الله .. وأعني بها "أن يتمثل القرآن نسيجا بشريا يدب على وجه الأرض" .. فهذه يا حضرة الدكتور هي غاية القرآن يوم نزل وهذه أسمى مقاصده وكل علم لا يبلغنا هذه الغاية أو لا يدفع بالأمة صوب هذه المقصد فهو قشور في قشور .. وإني سائلك فأجبني رعاك الله .. لماذا لا نجد في القرآن الكريم وصفا لملامح شكلية لشخصية من شخوص القرآن .. لماذا لم يصف لنا القرآن جبابرة موسى .. لماذا لم يذكر لنا القرآن شيئا عن عوج ابن عنق .. أتعرف عوج ابن عنق إنه شخصية خرافية الحجم حتى أنه لم يغرق زمن الطوفان -هكذا تقول التفاسير- .. لماذا لم يصف لنا القرآن شكل فرعون .. أو جمال يوسف .. أو طول أبينا آدم الذي كان يحك برأسه جلدة السماء حتى صلع رأسه .. لماذا لم يصف لنا القرآن يأجوج ومأجوج .. أو ذي القرنين .. أو دابة الأرض التي ستخرج آخر الزمان .. لماذا لم يصف لنا القرآن عفريت سليمان أو عرش بلقيس .. ؟؟؟؟؟؟ أتعرف لماذا حضرة الدكتور .. لأنه من العبث الذي لا طائل من وراءه أن يورد القرآن هذه الأشياء .. فلست بمخطئ حين أسقط من حساباتي ما اسقطه القرآن من حساباته ..

خلاصة القول أخي الحبيب ..

القرآن منهج حياة .. وأرى أن الإستغراق بهذه العلوم الفرعية من القرآن يحيد بنا عن هذه الغاية الأساس في زمن نحن أحوج ما نكون لتوجيه هذه الجهود وهذه الطاقات العلمية لتحقيق منهجية القرآن في مجتمعاتنا .. فأوقاتنا اليوم .. واليوم اليوم لا غير ثمينة -أخي الفاضل- وجهودنا عزيزة بالنظر لواقع الأمة .. فخير لنا أن نطلب من علوم القرآن ما يصلح حال الأمة بدلا من أن نحشوا أذهاننا معلومات لا يضر فقدانها ولا ينفع وجودها .. والله الهادي لسواء السبيل ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير