تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[27 Oct 2007, 12:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم علي جاسم حفظه الله تعالى ووفقنا وإياه إلى معرفة الحق واتباعه:

أود أن أحيي فيك هذه الشجاعة في النزول عند الحق بعد فترة من الإصرار على الخطأ، وهذا -والله- يكبرك في أعيننا وقلوبنا، فإن الهدف في هذا الملتقى ينبغي أن يكون هو نشدان الحق، ولا يهمنا على أي لسان جاء، ولا عيب في الاجتهاد بشروطه بل هو مطلوب، ولا عيب أيضا في النصيحة بآدابها وقبولها بصدر رحب، فهذا كله من أهم أخلاق العلم والتعلم، ونحن كلنا هنا نتعلم ونستفيد.

وأرجو منك أخي الكريم أن يتسع صدرك للملحوظات التالية::

1 - ) قولك: "وأكرر "أقسم بالله أني ما أردت التعميم " ولكنكم فهمتموه تعميما .. أنا إنما أردت القصص القرآني على وجه - الخصوص وقد قلت سلفا أني حديث عهد بهذه التفاسير ولولا أني أشتغل بكتاب يتناول القصص القرآني لما وقفت على هذه الملحوظة .. "

أقول: نحن لا نستطيع الاطلاع على قصدك الذي في قلبك، ولكنا نعتمد في الفهم على كلامك وما تقتضيه قواعد اللغة، والحق أن التعميم واضح في كلامك. والدليل عليه -زيادة على ما ذكره الإخوة- قولك في تعقيبك على موضوع لي ضمن هذا الملتقى تحت عنوان: "من يخبرنا مشكورا عن هذه التفاسير؟ " فقلت أنت بالحرف:

أخي الكريم .. أنا طويلب علم في مجال القرآن .. ولعله لا قبل لي بالإخوة الأكارم على ما هم عليه من العلم والدراية في تخصصاتهم .. ولكن فيما عدا هذا وذاك سأرمي بأوثق سهم في كنانتي كما تقول العرب .. والحق أقول أني لم اسمع بهذه المسميات من قبل .. ولا أحسبني سأسمعها من بعد .. ولكني أقول لك .. وبعيدا عن هذه التفاسير .. بل وبعيدا عن كل التعليقات الكريمة التي قرأتها للإخوة الأفاضل .. أقول لك عن تجربة .. الزم الظلال للشهيد سيد قطب يرحمه الله .. ستجد فيه غنى عن غيره.وستجد فيه حياة .. أي حياة ".

فأين القصص القرآني هنا؟ أليس يفهم من هذا الكلام استبعاد ما سوى الظلال لسيد قطب رحمه الله تعالى بغض النظر عن موضوعاتها؟

2) وردت في تعليقاتك عدة أخطاء لغوية أرجو مراجعتها وهي كما يلي:

- أن التخصص في مجال ما لا سيما القرآن قد يتأت عن طريق الجامعة وقد يتأت ... " الصواب: "يتأتى" بالمد في الموضعين.

- إن الجبابرة قد يتمثلوا بأشكال مختلفة في كل معركة من معارك العقيدة والإيمان .. فقد يتمثلوا بأجسامهم الضخمة المرعبة .. وقد يتمثلوا بعددهم الجم الغفير .. وقد يتمثلوا بعدتهم القاهرة" الصواب: "قد يتمثلون"

3) ما ذكرته من الإشكال المتعلق بالقصص القرآني عند المفسرين ووجود الخرافات والأباطيل في عدد من كتب التفسير، لا جديد فيه، فهذا الإشكال معروف عند العلماء والباحثين قديما وحديثا، وهم حين يتكلمون فيه يضعونه في سياقه الصحيح، وهو ضرورة تنقية التفاسير من كل ما شابها عبر العصور من الروايات الضعيفة الباطلة والفهوم السقيمة. وقد ظهرت في الواقع عدة مشاريع وأعمال تتصدى لهذه القضية.

ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام بتاتا أن هذا التراث التفسيري الضخم سيرمى به بعد تنقيته، بل المقصود هو حسن توظيفه واستثمار السليم الصحيح منه في وضع تفسير شامل تنتفع به الأمة فيما تستقبل من أيامها.

أما مادة هذا التراث فينبغي أن تبقى على حالها شاهدة على أزمنتها، يتسفيد منها الدارسون على اختلاف تخصصاتهم.

والله المستعان.

ـ[علي جاسم]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:49 م]ـ

يا سيدي الفاضل .. قلت ولا زلت أقولها .. إلزم الظلال للشهيد السيد قطب ففيه غنى .. لا بل أزيدك من الشعر بيتا كما تقولون في الخليج وأقول " إن من الضلال ترك الظلال " .. ولا أجد في هذه الجملة أي إهانة لتلك التفاسير .. قياسا بكلمة قشور في قشور التي أقامت الدنيا وما أقعدتها .. ثم أنا ما زدت -وقد أجبتك يومها -على أن وضعت تلك التفاسير في كفة والظلال في كفة فرجحت كفة الظلال من منطلق تجربتي مع الظلال وما اثمرته في نفسي حتى تمنيت لو يجد كل مسلم هذه الثمرة الطيبة في نفسه .. وهذا لا يعني لا من قريب ولا من بعيد أني أنسف تلك التفاسير جملة وتفصيلا كما فهمت خطئا ..

ثم أني إذ استبعدت تلك التفاسير -كما وصفت- فإني لا أعتبرها قشورا قياسا بالقشور التي أنا بصددها ..

أما فيما يتعلق بهذا الموضوع أعزكم الله فأنا هنا قد أقصيت الظلال من المعادلة وأبقيت تلك التفاسير التي سميت ثم رأيت أنها وفي قصص القرآن تحشو عقل القارئ بالمعلومات اللبانية التي .. يلوكها العقل حتى تقع أضراسه ولا يشبع ..

بل رايتها تغرق في تقصي أمور لا نفع منها حدا يصرفهم عن جوهر القصة ومضمونها الأصيل والذي من أجله نسجت القصة القرآنية وهذا ما أهمني من أمر تلك التفاسير ..

ولا زلت أقول وأصدع بهذا القول " إن هذا الحشو الفارغ وهذا التكلف في تقصي شخوص القرآن وتتبع السرد القصصي المجرد وذكر الوقائع للتسجيل التأريخي وحسب إن هذا كله لمن المعلومات القشرية أو الصدفية التي لا تتقدم بالأمة شبرا واحدا .. بل ولعلها تكون عبئا على الأمة حين ينفق طلبة العلم فيها أوقاتهم ويستنفدوا جهدهم ونحن أحوج لتلك الأعمار وتلك الطاقات لما هو أثمن عند الأمة وأغلى .. وأقولها لك أخي الحبيب فاسمع إنه لا يمكن أن يكون لهذه المعلومات وزن يذكر في رصيد الأمة إلا إذا كان للظل وزن يذكر في كفة الميزان " ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير