تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا تقبل الاستئناف فهي نهاية مطلقة.

3 ـ هناك أيضا تحيز واع واضح، وآخر غير واع كامن. أما التحيّز الواعي فهو تحيز من يختار عقيدة بعينها (أيديولوجية) ثم ينظر للعالم من خلالها، ويقوم بعمليات دعاية وتعبئة في إطارها. أما التحيّز غير الواعي، فهو أن يستبطن الإنسان منظومة معرفية بكل أولوياتها وأطروحاتها، وينظر للعالم من خلالها دون أن يكون واعياً بذلك.

والتحيّز الواضح عادة ما يفصح عنه نفسه، كما هو الحال في (البروباجندة)، أي الدعاية الصريحة الرخيص ... أما التحيّز الكامن، فإن المتلقي له يتأثر به دون وعي من جانيه.

4 ـ ويمكن تصنيف التحيّز من ناحية حدّته، فيمكن أن يكون التحيّز حاداً واضحاً، ويكون أقوى ما يكون عادة في ميادين العقائد الدينية والتقاليد والعلاقات الإنسانية، وما يعبر عنها من فنون وآداب وفكر وثقافة. أم الميادين التي تكون درجة تعرضها للتحيز متوسطة القوة فنجدها في التكنولوجيا والتنمية الصناعية، أما أقل اليادين تعرضاً للتحيز فهي العلوم البحتة مثل الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتاريخ الطبيعي ومع هذا فهي تحوي قدراً من التحيّز.

5 ـ وهناك تحيّز داخل التحيّز، أي حين ينبني الباحثُ رؤية معينة محدودة من داخل نموذج معرفي متكامل تصبح تحيزاته أكثر اتساعاً. ويظهر التحيّز داخل التحيّز في عملية التركيز على أفكار بعينها دون غيرها داخل المنظومة موضع البحث.

6 ـ وهناك العكس أيضاً، أي أن يتحيز البحث لعدد من الأفكار تنتمي إلى أنساق معرفية مختلفة متناقضة ولكنه يتبناها كلّها دون تمييز أو تفريق بسبب غياب الرؤية المعرفية العميقة.

7 ـ هناك تحيز جزئي وآخر كلّي، والتحيّز لعنصر واحد أو لشيء ما.

ويمكننا القول أن النوع الجزئي من التحيّز هو تحيز الشخص الواثق من نفسه ذي الهوية الواضحة الذي يدور في إطار رؤيته ويقف على أرضيتها، وله تحيزاته المحددة، ثم ينتظر إلى العالم ويأخذ منه ما يريد. فهو يمسك بالميزان ولا يخاف أن يستورد الأفكار والأشياء من الخارج ولكنه يزن ما يستورده بميزانه، ويعيد صياغته بما يتفق مع معاييره، أي أن هذا الشخص ليس ضد الوافد، وليس ضد الاستفادة من الآخر، وليس ضد الانفتاح عليه، ولكنه ضد أن يضع أحدُهم ميزاناً مستورداً في يده ليزن به الأشياء، وضد أن يتحدث عن نفسه بضمير الغائب، وضد إغلاق باب الاجتهاد بالنسبة للآخر ...

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:27 ص]ـ

هذا الموضوع مهم بلا ريب، لكن سيقع فيه اختلاف موازين النقد (الجرح والتعديل)، فهل كل هذه الموازين متفق عليها، أو لا؟

وما هي الموازين التي نتفق عليها لنحكم بها، فننطلق من المتفق عليه إلى المختلف فيه، ونحرر مناط المتفق عليه، لتقلِّ دائرة الاختلاف في النقد.

فمثلاً: لا نختلف في أن الاتباع أصل الدين، لكن تحقيق مناط هذا الاتباع سيقع فيه خلاف، فهل هذا المؤلف متبع أو غير متبع، فميزان الاتباع قد يختلف فنكون في دور لا ينتهي، وتلك من مشكلات النقد والتقويم للكتب والأشخاص والجماعات؛ لذا نحتاج إلى ضبط مثل هذا الميزان في الاتباع لنسلم من اتساع الاختلاف، وهكذا غيرها من موازين النقد والتقويم، والله يوفقنا إلى ما يحب ويرضى.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2007, 08:03 ص]ـ

هذا الموضوع يعد نواةً لوثيقة عمل بحثية في غاية الجودة لما يثيره من الأسئلة الدقيقة التي ينبني عليها أمر إعادة النظر في موضوع تقويم الكتب والبحوث الإسلامية، وفي ظني أن ما طرحه الأستاذ المبدع محمد بن جماعة من أسئلة لو استثمر على وجهه في مراكز البحوث لعاد بأحسن عائدة على مسألة التقويم العلمي للمؤلفات والبحوث.

وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان: (التحكيم العلمي: أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا، وذكر من أهداف هذه الندوة:

1 - التعرف على المعايير العلمية والأخلاقية للتحكيم العلمي.

2 - التعرف على المشكلات التي يواجهها التحكيم العلمي في المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية

وسوف تعقد هذه الندوة يومي 9 - 10 من شهر ذي القعدة المقبل 1428هـ.

محاور هذه الندوة:

المحور الأول: المعايير العلمية للتحكيم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير