تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 Sep 2008, 04:21 ص]ـ

هذا هو الإسناد

قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16/ 452]

والأثر لا مطعن في إسناده عند أهل الحديث، رجاله رجال الصحيحين غير القاسم بن سلام وهو إمام ثقة

وهذه العبارة تدخل في علم توجيه القراءات وهو علم له قواعده وأصوله وضوابطه

ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك

ولهذه المسألة نظير عن ابن عباس أيضاً في قراءة (وقضى ربك) وكان يقرأها (ووصى ربك) قال: التصقت الواو بالصاد

ولها نظائر عن بعض الصحابة كإنكار بعضهم أن تكون المعوذتين من القرآن، قالوا: إنما كانت تعاويذ يتعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم

وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح

وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده

وهذه المسألة حالها كحال كثير من المسائل التي يعلم العالم فيها دليلاً ويخفى عليه دليل آخر مؤثر في الحكم فربما سارع إلى الإنكار

لا سيما مع كثرة التحديث

وقد بين الإمام مسلم طرفاً من ذلك في مقدمة صحيحه، وزاده توضيحاً وتقريراً شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه العظيم: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)

والقاعدة المتقررة في مثل هذه المسائل أن المثبت مقدم قوله على النافي

والقراءة إذا ثبتت بإسناد صحيح فهي صحيحة

وأما الخلاف المعروف في مسألة القراءة بما يخالف المصحف الإمام مما صح سنده فإنه لا يقتضي عدم صحة تلك القراءة؛ فليتفطن إلى ذلك.

ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:

الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً

الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.

وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار

والمقصود الأعظم أن كل هذه المسائل لا تقدح في عصمة القرءان وأنه محفوظ بحفظ الله له

والقراءة التي في المصحف قد ثبتت بالتواتر اليقيني فلا مطعن فيها

وقراءة أفلم يتبين صحيحة ثابتة أيضاً

وأما ردود العلماء بعضهم على بعض فهو أمر آخر غير أمر الرواية يدخله الاجتهاد والخطأ

جزاك الله خيرا. صحة الإسناد، ولو كان مسلسلاً بالثقات، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث، وكلام الشيخ مساعد في محله، جارٍ على الجادة.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Sep 2008, 09:59 ص]ـ

أحيي الإخوة الفضلاء على مناقشتهم، ومثل هذه المناقشات والنقول تثري البحث ويجد فيها من يقرأ الموضوع بعدنا مادة علمية قيمة ربما تغنيه عن مطالعة عدد كبير من الكتب

وللتوضيح مرة أخرى أقول:

التوجيه الذي سبق بيانه ذكره الأستاذ محمود شاكر رحمه الله

وأوردت عليه إشكالين:

أحدهما: أن القراءة بالسين صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما

والآخر: أن ابن عباس رضي الله عنهما من صغار الصحابة سناً وأكثرهم سؤالاً وعلماً وقد قرأ على عدد من قراء الصحابة فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة (أفلم ييأس)

وقلت: إن هذين الإشكالين ربما تضعفان القول بهذا التوجيه، وربما يوجد من أهل البحث والنظر من يجيب عنهما، فيصح.

وإنما قلت ذلك لمعرفتي بعمق كتابات الأستاذ محمود شاكر، وحرصه على التثبت والتحرير وبعده عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.

ويكفي أنه ألف كتاباً بسبب هذه المسألة!

فلم أر من الأدب العلمي أن تلغى النتيجة التي توصل إليها ويهدر بحثه بحكم يطلقه المتعجل في دقائق معدودة إن لم تكن ثوانٍ

لذلك اكتفيت بإيراد الإشكالين، لما أظنه أن في رواد هذا الملتقى الكريم من أوتوا حظاً وافراً من سعة الاطلاع وحسن النظر والتحرير والبعد عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير