تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقلت: (وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار)

وكنت أتمنى أن ينقد هذا الاحتمال ويعطى حقه من النظر، وإن رأى أحد الباحثين المتأهلين غيره أرجح منه ذكره.

ولشرحه أقول: إن ابن عباس كان يختار القراءة بـ (أفلم يتبين) وقرأها كذلك على بعض الصحابة، كما قرأ أيضاً (أفلم ييأس) لكنه يختار الأولى، ولعلها كانت أشهر لما يدل عليه ما روي عن ابن كثير رحمه الله أنها القراءة الأولى، فلما سئل عنها ابن عباس قال ما قال باعتبار أن المختار عنده وعند عدد من الصحابة ما كان يقرؤه، واستغرب أن تكتب القراءة الثانية).

وهذا الاحتمال لم أجزم به، وإنما هو مطروح للمناقشة.

وأما قول أخي الفاضل د. فاضل: (نعم لو كان ابن عباس يقرأ (ييئس) لما ساغ له أن يتهم الكاتب بأنه ناعس)

فلعله أراد أن يبين لي وجه التناقض الذي أشار إليه أخونا أبو عمرو

فإن كان هذا مراده فالقراءة بالسين قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما من عدة طرق، ولو لم تصح عنه لكان الأمر أهون في توجيه كلامه.

وأما قول أخي الفاضل: عبد الله الشهري: (صحة الإسناد، ولو كان مسلسلاً بالثقات، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث، وكلام الشيخ مساعد في محله، جارٍ على الجادة)

فأقول: كلام الشيخ مساعد وجيه، وله حظ من النظر وهو سائر على الجادة كما تفضلت، بمعنى أنه بنى كلامه على أساس علمي، والكلام الذي ذكره دقيق، وإن كان متوجها إلى الدفاع عن قراءة السين، وليس هذا محل خلاف، لكنه قد يفيد من يدرس الأثر دراسة حديثية نقدية

إذ من المعلوم في علم العلل أنه لا ينبغي أن يُتعجل برد الحديث والأثر وإعلاله بمجرد استغراب المتن قبل أن تجمع طرقه وألفاظه، وقبل أن يكون له توجيه صحيح يحمل عليه.

فمن أعله والحالة هذه كان متعجلاً في حكمه.

أما من جمع طرقه وأقوال الأئمة فيه ودرسه رواية ودراية وكان من أهل الاجتهاد في هذا الشأن فله أن يحكم بما أدى إليه اجتهاده.

وهو بذلك محسن في البيان، مجتهد مأجور إن شاء الله تعالى.

وللفائدة أنقل كلام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، حيث قال: (8/ 474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس: أنّه كان يقرؤها: أفلم يتبيّن: ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس. ومن طريق ابن جريح، قال: زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى: وهذه القراءة جاءت عن علي وابن عبّاس وعكرمة وابن أبي مليكة وعلي بن بديمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيد وحفيده جعفر بن محمد، في آخرين قرؤوا كلّهم: أفلم يتبيّن.

وأمّا ما أسنده الطبري عن ابن عبّاس فقد اشتدّ إنكار جماعة ممّن لا علم له بالرجال صحّته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته، إلى أن قال: وهي والله فرية ما فيها مرية، وتبعه جماعة بعده، والله المستعان.

وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه) قال: (ووصّى) التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه.

وهذه الإشياء ـ وإن كان غيرها المعتمد ـ لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق به).

فائدة: فسر مجاهد رحمه الله قوله تعالى (أفلم ييأس)، بـ (أفلم يتبين) وهو من باب تفسير إحدى القراءتين بالأخرى باعتبار مؤداهما.

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:01 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أورد ابن حجر هذه الراوية عن الطبري وعلق عليها انها مروية عن طريق الثقات ورجال البخاري، لكن بالبحث عنها في صحيح البخاري لم نجدها فيه. لنا أن نسأل لماذا لم يوردها البخاري في صحيحه إن كان رجالها من الثقات؟

هذه واحدة، الثانية إن صحت هذه الرواية عن ابن عباس وهو المتوفى عام 65 هجرية، بمعنى أنه شهد جمع القرآن على عهد أبي بكر وعثمان وكتابة المصحف الإمام، إن صحت هذه الراوية عنه وأنكره كونها "ييأس" هل نظن أن هذا الرأي لم يصل للصحابة ولم يصدعوا به إن كلن صحيحا؟ وهنا أشير إلى تعليق قاله أحد الإخوة عن الترتيب الزمني في آراء ابن عباس، فمن المؤكد- إن صحت هذذه الرواية عنه- أنه قال في زمن متأخر وأن الصحابة الآخرين ممن لهم مزيد على وتفصيل إحاطة بالقرآن قد أعلموه بخطأه ولذا صحت عنه القراء بـ "ييأس".

ونحن نعلم أن الصحابة لم يخافوا في الله لومة لائم، فلو صح الزعم الوارد في الرواية واستقر دون تصحيح من الصحابة، لما هدأ ابن عباس حتى يغير المكتوب من القرآن حتى يتوافق شكلا موضوعا مع المنطوق منه.

هدانا الله جميعا إلى سبيل الرشاد

وليد شحاته بيومي

[email protected]

ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:46 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، وأرجو أن تتسع صدور مشايخنا الفضلاء، فنحن والله نحبكم ونحب العلم الذي عندكم بارك الله فيكم.

لقد أدلى مشايخنا بدلائهم في المسألة، وقد أفادوا جزاهم الله خيرا.

وعندي بعض التساؤلات، وأرجو تصويبي إن أخطأت:

أولا: إن كان شرط الحديث الصحيح -أو الأثر الصحيح- أن يكون خاليا من الشذوذ والعلة، أوليس هذا بخبر شاذ مستغرب عن ابن عباس رضي الله عنهما؟

ثانيا: ألا يُحتمل أن يكون ابن عباس رضي الله عنها، قد قال ما قال، قبل أن يصله التواتر، أي قرأ الآية قراءة من صحيفة ورجح ما يراه أقرب معنى، لكن بعد وصول التواتر تراجع عن قوله؟

فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير