تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)).

هذا فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ وزلل، فمن نفسي ومن الشيطان، وجزى الله شيخنا الكريم فضيلة الدكتور مساعد الطيار خيرا على هذه المواضيع الغنية بالعلم والتفكر في آيات الله، وزاده الله علما ونورا.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، والحمدلله رب العالمين.

ـ[جند الله]ــــــــ[14 Sep 2008, 08:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يلزم أن تكون معجزة الأنبياء عليهم السلام فيما برع فيه قومهم فقط .. وهذا لا ينفي أن تكون المعجزة فيما برع فيه قومهم .. وعلى هذا يمكن أن نقسم المعجزات على قسمين (معجزات على العموم) و (معجزات على الخصوص)

المعجزات على العموم:

هي الإتيان بما يعجز عنه عموم البشر، وما ينقض نواميس الكون والطبيعة.

فالنار تحرق البشر .. وهذا ناموس عام يعجز البشر عن إتيانه .. فتأتي المعجزة فتغير من ناموس الطبيعة .. وهذه معجزة عامة تشمل البشر جميعا كما في معجزة خروج إبراهيم عليه السلام من النار سالما

الإسراء والمعراج وشق القمر من المعجزات العامة والتي يعجز البشر بعمومهم في كل زمان ومكان عن الإتيان بها

المعجزات على الخصوص:

هي الإتيان بما يعجز عنه قوم في أمر برعوا ونبغوا فيه .. كما برع العرب في اللغة العربية فجاء القرآن معجز لهم

فبني إسرائيل عبر كل زمان ومكان برعوا في السحر وفنونه ما لم يحصل لأحد غيرهم .. هذا وإن كان السحر قد عرف من قبلهم من خلال المجوس .. فاتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر .. قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102].

حتى ظهرت منهم فرقا صوفية باطنية بنيت على السحر مثل (الكابالا Kabbalah) ولها كتاب من عدة مجلدات ضخمة تضم الكثير من فنون السحر وتعاليمه يسمى (الزوهار Zohar)

http://www.po-ip.co.il/images/netivot/products/sefer_zohar_2.jpg

كتاب الزوهار

فجاءت معجزة موسى عليه السلام فنقضت السحر وأبطلته ..

قال تعالى: (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 80: 82]

ففرعون وسحرة فرعون كانوا من بني إسرائيل .. لأن الأمر بالخروج شملهم مع قوم موسى عليه السلام

قال تعالى: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) [طه: 63].

والأمر بالخروج شمل فرعون نفسه، فقد تكلم فرعون عن الخروج بصيغة الجمع (لِتُخْرِجَنَا) بحيث يشمل الخروج فرعون وملأه وقومه وبني إسرائيل، قال تعالى: (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى) [طه: 57]. وتارة تكلم بصيغة الجمع بحيث يشمل الخروج الملأ حوله (يُخْرِجَكُم)، قال تعالى: (قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [الشعراء: 34، 35]. نفهم من صيغة الجمع هنا أن فرعون كان مخاطبا بالخروج مع بني إسرائيل، أي أن فرعون كان ملكا من ملوك بني إسرائيل، مما يلزم منه أن قوم موسى منهم من وصلوا إلى سدة الحكم، فكان منهم ملوكا، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]. فقوله (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) اختلف المفسرون في تأويلها، فلم يتفقوا على قول جامع، ولم يصلوا إلى معنى يستقيم مع ظاهر النص، والذي يشير إلى أن من بني إسرائيل من جعلهم الله ملوكا يحكمون البلاد بعد أن جاؤوا من البدو، بداية من يوسف عليه السلام الذي كان عزيزا على خزائن الأرض، وآخرهم كان فرعون في زمن موسى عليه السلام، وبينهما ملوكا لا نعلم لهم سميا.

فلو احتمل قوله تعالى (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) معنى مغاير لمعنى الوصول إلى سدة الحكم، لبطل المعنى تماما، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل، قال تعالى: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 22]، فلا يستقيم المعنى أن يكونوا عبيدا وملوكا في آن واحد، إلا في حالة تفرق بني إسرائيل شيعا، شيعة المؤمنين، وشيعة الكافرين، فيعلو بعضهم على بعض، وهذا ما ثبت في حق فرعون، قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]. وقوله تعالى (شِيَعًا) يفيد الكثرة وتعدد الشيع، لكن فرعون استضعف طائفة منهم، ألا وهي طائفة المؤمنين من بني إسرائيل، بينما باقي الشيع يعبد كل منهم إلاها من آلهة فرعون المتعددة تقربا إليه من دون الله تبارك وتعالى، فكانوا على ملة واحد من الكفر، وموالية لفرعون ضد شيعة المؤمنين، قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) [الأعراف: 127].

وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن

وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر

هذه كلها معجزات على الخصوص لا تنفي المعجزات على العموم .. كأصحاب الكهف .. وطوفان نوح .. والإسراء والمعراج .. كلها لا علاقة لها فيما برع فيه القوم .. لذلك يجب تقسيم المعجزات .. لا حصرها في وحدة واحدة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير