تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالطبع لا، فقول عمر: ((أنزلت ورسول الله ? واقف بعرفة)) يتضمن نزولها بعد الهجرة؛ لأن حجة الوداع كانت بعد الهجرة قطعًا، ولم يكن هناك داعٍ لأن يقول عمر: نزلت بعد الهجرة، ولا كان من مصطلحات الصحابة والتابعين وكثير من أتباع التابعين ().

وأول من رأيته نصَّ على هذا الضابط الزماني يحيى بن سلام البصري (ت: 200) قال: (( ... وإن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي عليه السلام المدينة فهو من المكي.

وما نزل على النبي ?في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني)) ().

وهذا الضابط الزماني هو الذي اعتمده العلماء المتأخرون، وسارت به الكتب بعدهم.

ولكن المقصود هنا التنبيه على أنه لا تعارض بين مذهب السلف في التعبير عن النُّزول بالمكان، وما ذهب إليه المتأخرون من العلماء من أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني؛ لأن السلف كانوا يعتنون بذكر المكان، ويعملون بالزمان في تطبيقاتهم التفسيرية، ومما يدل على ذلك ما يأتي: قال سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال: ((سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: ?ومن عنده علم الكتاب?] الرعد: 43 [أهو عبد الله بن سلام؟ فقال: كيف؟ وهذه السورة مكية)) ().

ويمكن تلخيص القول في هذه المسألة بأن يُعتبر المصطلحان معًا بحيث يكون في ذكر مكان النُّزول إشارة إلى ضابط الزمان إن احتاج الأمر إلى ذلك.

وإذا تأملت ذلك وجدت:

1 - أن كل ما وُصِف من القرآن بأنه مدني فلا يدخله اللَّبس، فما وصف بالمدني فهو بعد الهجرة لا قبلها قطعًا.

2 - أنَّ الأماكن التي ثبت أن الرسول ? إنما ذهب إليها بعد الهجرة؛ - كبعض غزواته: غزوة بني المصطلق وغزوة تبوك - لا يمكن أن يقال: إنها من المكي؛ لأنها بعد الهجرة.

3 - يبقي الأمر في بعض السور والآيات التي نزلت بمكة بعد الهجرة، وهي قليلة بالنسبة لسور وآيات القرآن.

وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى الترجيح بين المصطلحين - كما ذهب إليه بعض من كتب في المكي والمدني - لأمن اللبس في أغلب نزول القرآن من هذه الجهة، والله أعلم)).

ـ[محمد الشايع]ــــــــ[04 Apr 2007, 04:40 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضافة إلى ما كتبه الاخوة الأفاضل في هذا الموقع المبارك احببت ذكر بعض الكتب

الخاصةفي الموضوع، منها:

1 - المكي والمدني في القرآن الكريم عبد الرزاق حسين أحمد

2 - المكي والمدني في القرآن الكريم محمد الشايع

3 - مقدمة في خصائص الخطاب القرآني بين العهدين المكي والمدني د / السيد عبد المقصود جعفر

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2007, 06:06 م]ـ

حياك الله دكتور هشام ونحن سعداء بانضمامك معنا وننتظر مشاركاتك القيمة , وأما ما يتعلق بالاستثناء فسأذكر لك ما كتبته حول هذا الموضوع في رسالتي يضاف إلى ما تكرم به المشايخ الكرام:

تِقْسِيمُ السُّوَرِ إلى مكِّيَّةٍ ومدنيَّةٍ، وكَوْنُ السورةِ كُلِّها مكِّيَّةٍ أو مدنيَّةٍ إنّما هو الأغْلَبُ الأعَمُّ في سُوَرِ القرآن، ذلكَ أنّه قد وَرَدَتْ آياتٌ مدنيَّةٌ في سُوَرٍ مَكِّيَّةٍ والعكْسُ على وجه القِلَّةِ، وسبب ذلكَ ما تقرَّرَ بأنّ ترتيبَ الآياتِ تَوقِيفيٌّ بالإجماعِ كما تقدّمَ، قال ابن حجرٍ رحمه الله:" قد اعتنى بعضُ الأئمّةِ ببيانِ ما نَزَلَ مِن الآياتِ بالمدينةِ في السُّوَرِ المكِّيَّةِ " ... إلى أنْ قال:" وأمّا عَكْسُ ذلكَ وهو نُزولُ شيءٍ مِن سُورَةٍ بِمَكَّةَ، تأخَّرَ نُزولُ تلكَ

السُّورةِ إلى المدينةِ فلَمْ أَرَهُ إلاّ نادرًا ". ()

والاسْتِثْنَاءُ المذكورُ مَشْهُورٌ في كُتُبِ القُرَّاءِ ومُثْبَتٌ في المصاحِف، وثُبُوتُ وُقُوعِه دلَّتْ عليه الأدلَّةُ، لكنْ هل يُقْبَل كُلُّ ما يُذكر مِن الاستثناءِ؛ أمْ لا بُدَّ مِن النظرِ فيه؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير