وقد ذكرت أن العد الآلي لا يمكن الاعتماد عليه في التمييز بين ما هو كلمة وما ليس بكلمة؛ فإن منهج العد لدى مايكروسوفت مختلف تماما عن جميع مناهج العلماء في العد:
وهي أنها تعد كل ما كان محفوفاً بمسافتين كلمة، وإن كان نقطة أو قوساً أو أي رمز من الرموز، وإذا حصل خطأ ما فحذفت مسافة بين كلمتين فإنه يعدهما كلمة واحدة
فهل يجوز اعتماد هذا المنهج ودعاء أن ما يحصل به من نتائج لعدد الكلمات مراد لله تعالى؟
ألا فلنتق الله عز وجل ولنحذر من هذه الترهات التي ينسبها إلى كتاب الله عز وجل من لم يقدر هذا الأمر قدره، ولم يعظم الله عز وجل حق تعظيمه.
وأما الذين لم يعتمدوا العد الآلي فنحن نتدارس معهم، فإن وجدنا في بحوثهم ما يستند إلى دليل صحيح معتبر قبلناه وفرحنا به وأيدناه.
وإن لم يأتوا بدليل على صحة ما لديهم فكما قال أحمد شوقي:
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
تتميما للفائدة أحب أن أنبه على أمر، من باب الاستطراد المفيد
لمن يقرأ هذا الموضوع، ولا تعلق له بمسألة منهج العد.
وهو أني لما رأيت بعض الأمثلة العجيبة التي يذكرها بعض أصحاب العدد، تعجبت منها وأردت التثبت والتحقق حتى لا تنتشر في الناس، يتحدثون بها، ويتعجبون منها ويظنون أنها دليل على إعجاز القرأن ثم نفاجأ بعد فترة من الزمن أنها مجرد أغاليط عبث بها عابث وتلقفها كل متلقف
فمن باب الذب عن كتاب الله تعالى، ونفي انتحال المبطلين عنه، عزمت على التحقق من صحة ما ذكروه:
فوجدت بعضهم يدعي تماثل ورود ذكر الجنة والنار في القرآن، وكذلك الموت والحياة، وكذلك الملائكة والشياطين، وغيرها
وأعجب منها ادعاؤهم أن عدد ذكر كلمة البحر يعادل ضعفي عدد ورود كلمة البر في القرآن الكريم، وهو ما يعادل التناسب المعروف بين الماء واليابسة في الأرض
وأشياء عجيبة من هذا النوع
وأنا أدلكم على طريقة سهلة لا تحتاجون معها إلى متخصص في البرمجة وتقنية المعلومات تتمكنون بها من التحقق من كلام هؤلاء فيما يستجد من المسائل:
فإذا كان لديك المصحف الإلكتروني على ملف وورد وأردت استخراج عدد مرات ورود كلمة ما في القرآن الكريم اكتب تلك الكلمة في حقل البحث
من القائمة: تحرير/بحث/استبدال/
واكتب تلك الكلمة واستبدلها بنفسها واضغط على زر- استبدال الكل- فالرقم الذي ينتج لك هو عدد مرات ورود تلك الكلمة في المصحف.
لكن ينبغي التنبه إلى تجريد المصحف من المقدمات واللواحق وغيرها فلا يبقى إلا الآيات فقط
وبالكشف عن عدد بعض تلك الكلمات حصلت على النتائج التالية:
وسأكتفي بذكر الكلمة وعدد مرات ذكرها في المصحف
وأترك لكم التعليق:
الجنة: 57
النار: 105
جنة: 79
نار: 146
الملائكة: 53
الشياطين: 15
ملائكة: 68
شياطين: 18
الموت: 53
الحياة: 67
موت: 87
حياة: 71
الدنيا: 115
الآخرة: 112
البحر: 28
البر: 37
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
ولا أستبعد أن يكون لأعداء الدين يد خفية خلف انتشار مثل هذه الأمور.
والله المستعان على ما يصفون.
ـ[الميموني]ــــــــ[23 Dec 2007, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد العزيز
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Dec 2007, 05:11 م]ـ
[عبدالعزيز الداخل
من الأمور التي ينتقد بها منهج العد هو الاضطراب فيه، ويبرز هذا الاضطراب في جانبين:
الجانب الأول: أن لا يسير فيه على وتيرة واحدة في المثال الواحد فمثلاً يعد –ما- وما بعدها كلمة واحدة في بعض المواضع، ويعدها كلمتين في البعض الآخر.
الجانب الثاني: أن يفرق بين المتماثلات، فمثلاً يكون له منهج في – ما – وما يتبعها، ومنهج آخر في – يا- وما يتبعها
من من العادين ينطبق عليه كلامك هذا؟
اذكره ولا تترك القارىء يظن أنه ينطبق على الجميع .. هذا في رأيي نوع من الخداع.
6: هل العبرة في العد بالرسم أو بالنطق؟ وبينهما فرق كبير.
وهنا أيضا لك أن تسأل؟ أنت توهم القاريء أن العاد لا يتبع الرسم أو اللفظ وربما يخلط بين الاثنين ..
أهذا ما تريد أن توصله للقارىء؟ ولماذا تريد ذلك؟
7: التطابق العجيب بين العد الآلي وما ذكره أولئك ليس دليلاً على صحة منهج العد، بل هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً
استنتاج خطأ ومن العجيب أنك تصر عليه .. ممارسة الخداع أيضا ..
¥