ـ[صالح صواب]ــــــــ[02 Dec 2007, 11:24 م]ـ
جزى الله شيخنا الشيخ مساعد خير الجزاء، وجعلني وإياك من الخادمين لكتاب الله، الذابين عنه، السائرين على هديه.
في البداية أرجو الاكتفاء بالشطر الأول من البيت، دون ذكر الشطر الثاني، وسوف نعوج بإذن الله
شيخنا الكريم .. ما قلته هو أن الكاتب نظر إلى الإعجاز العلمي من زاوية واحدة، وهي الزاوية السلبية في هذا الباب، وأغفل وجها آخر، لا أعتقد أن من الإنصاف تجاهله وإهماله.
ولا شك أن هناك أخطاء، وتكلفا، وتأويلا غير صحيح، وتوسعا مذموما في هذا الباب، ويجب أن يصحح.
وقد جانب كثير من الباحثين الصواب في ذلك، وخرجوا عن الضوابط، واتسع الخرق على الراقع، والواجب تصحيح هذه المفاهيم، وأرى أن عددا من المصطلحات تحتاج إلى إعادة نظر، ومن ذلك على سبيل المثال: (القول بأن القرآن قد سبق إلى حقيقة علمية)، وعندي أن مصطلح السبق لا يصح إطلاقه، فإذا كان البشر يسعون لاكتشاف حقائق وفيهم سابق ومسبوق، فإن ذلك لا ينبغي أن يقال في حق القرآن.
ولا يصح أيضا القول بأن القرآن قد اكتشف، أو نحو هذه العبارات.
ثانيا: مع أن القرآن لم يأت لبيان الاكتشافات العلمية، وليس مجالا لها، إلا أن في القرآن أخبارا كثيرة عن الكون والإنسان، وأعتقد أنه ليس هناك ما يمنع من فهم هذه الأخبار في ضوء الاكشافات الحديثة، وهذا في إطار الاجتهاد المعتمد على اللغة.
وقد وضع بعض العلماء ضوابط للقول بالإعجاز العلمي بحيث يفهم النص في ضوء هذه الضوابط، وأعتقد أن الإعجاز العلمي لا يختلف من حيث مضمونه عن التفسير العلمي، ومن هذه الضوابط:
1 – أن يعتمد التفسير العلمي على الحقائق العلمية المسلّمة المشاهدة، لا على النظريات المتوقعة؛ لأن النظريات تتغير غالبا، أما الحقيقة التي أصبحت مشاهدة فلا تتغير.
2 – أن يكون التفسير معتمدا على اللغة العربية، فلا يخرج عن معاني اللغة العربية.
3 – ألا يتصادم التفسير العلمي مع النصوص الدينية، ولا يخالفها.
4 – ألا يكون متكلفا، ولا يكون فيه تأويل للنصوص.
5 – الاعتدال في الأخذ به، وتسخيره لفهم معاني القرآن والاهتداء بهديه، فلا نجعل من القرآن كتابا متخصصا في علم من العلوم، وننسى هداية القرآن، بل نسخّر هذه العلوم لتكون وسيلة لخدمة كتاب الله تعالى.
وأعتقد أنه وفق هذه الضوابط يمكن التخفيف من الأخطاء التي يقع فيها الآخرون.
ثالثا: ورد في مقالك سؤال: هل ورد أن الصحابة ومن بعدهم من علماء الأمة المعتبرين اعتمدوا على علوم غيرهم لفهم كلام الله تعالى؟
وأقول: إن الحقائق العلمية ليست ملكا لأحد، فإذا ثبتت الحقيقة العلمية، فليست علوما للغير؛ لأنها ليست ثقافة أو فكرا، وفرق بين الثقافة والفكر، وبين حقيقة علمية اكتشفها عالم من العلماء.
رابعا: لاخلاف حول عدد من المسائل التي ذكرتها في فقرة (ثالثا)، وأضم صوتي إلى صوتك في أن من الواجب علينا رد كل الدعاوى الباطلة في هذا المجال، وعلينا التأصيل لهذا العلم بحيث لا يحمّل القرآن ما لا يحتمله.
وأخيرا .. حتى لا يقع الناس في الإفراط في هذا الاتجاه، فإن من واجبنا وواجب العلماء، ربط الناس بكتاب الله تعالى، ودعوتهم إليه، وإبراز هداية القرآن، وإعجازه، وإيصال ذلك إلى عامة الناس؛ ومن ثم فلا يحتاج الناس بعد ذلك إلى الاعتماد على هذه الأمور ..
مع التأكيد على النظر إلى الموضوع من جميع الزوايا، وتمييز ما هو إيجابي وما هو سلبي.
وفقكم الله وسدد خطاكم، ونفع بعلمكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 12:09 ص]ـ
هناك بحث جيد للدكتور عبدالرزاق الهرماس نشر عام 1994م في العدد التاسع عشر من مجلة المشكاة المغربية في عددها 19 بعنوان: (قضية الإعجاز القرآني بين الحقيقة والملهاة).
ليت أحد الزملاء المغاربة يتكرم بوضعه هنا للاطلاع فعهدي به قديم، ولا أملك نسخة من البحث الآن.
ملحوظة للأخ أبي بيان ناقل المقالة: عبارة (سفتنة) التي في عنوان المقال فيها غموض ولم يتعرض له الكاتب، فلعل فيها خطأ والصواب (فتنة الإعجاز العلمي) والسين مقحمة في العبارة، أو أن أصل الكلمة (سد فتنة) ثم سقط حرف الدال مثلاً. ما رأيك؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2007, 08:47 ص]ـ
ملحوظة للأخ أبي بيان ناقل المقالة: عبارة (سفتنة) التي في عنوان المقال فيها غموض ولم يتعرض له الكاتب، فلعل فيها خطأ والصواب (فتنة الإعجاز العلمي) والسين مقحمة في العبارة، أو أن أصل الكلمة (سد فتنة) ثم سقط حرف الدال مثلاً. ما رأيك؟ [/ quote]
هو ما تراه يا دكتور عبد الرحمن
ولعل الكاتب قد عبر عن سد فتنة بمصطلح سفتنة، على نحو: حوقلة وسفسطة ...
ولعل فرح اخينا أبي بيان بهذا المقال ... (والذي لاقى هوى في نفسه) قد شغله عن هذه الملاحظة ..
ـ[صالح صواب]ــــــــ[03 Dec 2007, 09:20 ص]ـ
ورد في بداية المقال:
والله إنها لفتنة!!.
لذلك أقول: إنها فتنة!.
صحة العنوان: (فتنة) بدليل ما ورد في مقال الكاتب في العبارات السابقة ... ولا حاجة للتكلف في تفسيره، وعند أبي بيان الخبر اليقين
¥