"فهنا الابتداء بالتفسير الموضوعي يكون من الواقع و يعود إلى القرآن الكريم، بينما التفسير التجزيئي يبدأ من القرآن و ينتهي إلى القرآن ليس فيه حركة من الواقع إلى القرآن ... يبدأ بالقرآن و بنتهي بالقرآن .. "
ثم بين الفرق الآخر بينهما؛ مختصره أن الوضوعي هدفه الرئيس هو إيجاد النظرية التي تعبر عن الموقف القرآني تجاه موضوع من موضوعات الحياة العقائدية، الاجتماعية، الكونية.
ثم بين سبب تسميته بالموضوعي بناء على الفارق الأول:
"لأنه يبدأ من الموضوع الخارجي و ينتهي إلى القرآن الكريم"
و سمي توحيديا:
"لأنه يوحد بين التجربة البشرية و القرآن
أما على أساس الفرق الثاني، فسمي موضوعيا؛ لأنه يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد، و توحيديا لأنه يوحد بين هذه الآيات، ضمن مركب نظري واحد.
و أشار إلى ضرورة تجذر الاتجاه الموضوعي في ميدان التفسير؛ بحيث يشمل كل مسائل الحياة، و أن يغوص فيه المسلم إلى أعماق القرآن؛ ليستنبط هداياته، و نظرياته.
ثم نص على أفضلية الموضوعي بهذه الفروق على التجزيئي بقوله:
"تبينت عدة أفضليات تدعو إلى تفضيل المنهج الموضوعي في التفسير على المنهج التجزيئي في التفسير ... لأنه أوسع أفقا و أكثر عطاء باعتبار أنه يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي كما أنه قادر على التجدد باستمرار، على التطور و الإبداع باستمرار؛ باعتبار أن التجربة البشرية تغني التفسير بما تقدمه من مواد"
و بعد أن بين حاجتنا إلى إيجاد نظريات تبين لنا موقف القرآن الكريم من المسائل التي تواجهنا في حياتنا، قال:
"إذن فالتفسير الموضوعي في مقام هو أفضل الاتجاهين في التفسير إلا أن هذا لا ينبغي أن يكون المقصود منه الاستغناء عن التفسير التجزيئي، هذه الأفضلية لا تعني استبدال اتجاه باتجاه و طرح التفسير التجزيئي رأسا و الأخذ بالتفسير الموضوعي، إنما إضافة اتجاه لاتجاه ... يعني افتراض خطوتين خطوةهي التفسير التجزيئي، و خطوة هي التفسير الموضوعي"
هذه فحوى الدرس الثاني، و رجائي من الأخوة الأفاضل، ممن يستطيع تحميل الكتاب على صفحات الملتقى؛ أن يفعل -مشكورا-لتكمل الفائدة!!
أما عن المآخذ التي قيدتها على الدرسين:
1 - رأيت أن المؤلف وقع في تناقض مع ذاته؛ فهو بالبداية حمل على الاتجاه التجزيئي و بالغ في ذمه، ثم طالب بضمه إلى الموضوعي، و من هنا لاحظت:
2 - أن حقيقة الاتجاهين ليست واضحة في ذهن المؤلف؛ فإن الموضوعي يحتوي في صلبه على الاتجاه التجزيئي، أو التحليلي كما نسميه، و هذا عليه مأخذ آخر:
3 - فهو سماه بالتجزيئي، و هو لفظ يوحي للسامع -غير المتخصص بالتفسير - أن هذا النوع مفكك، مجزء، لا ترابط بين أجزائه!!
4 - ولم أجد هناك ترتيبا بالأفكار، أو تسلسلا، و كثيرا ما كان يعيد الكلام ... فاعترضت عليّ زميلاتي، بأني حملت على المؤلف، و لم أراعي أنه يلقي المحاضرة إلقاءً!!
و بعد ...
فإني أترك هذين الدرسين؛ للنظر ... فالكتاب هذا يحتوي على (14) محاضرة، وعلمت أن كثيرا من الطلاب يقرأونه؛ و-من وجهة نظري المتواضعة-أرى أن الواجب تنبيه طلاب العلم إلى المزالق؛ حتى لا يقعوا فيها!! ...
و لكم الأجر العظيم -إن شاء الله-
ننتظر تعليقاتكم -بورك بكم-
ـ[النجدية]ــــــــ[08 Oct 2008, 08:07 م]ـ
بسم الله ...
هل من تعليق (ولو بسيط) من أفاضل هذا الملتقى المبارك؟؟؟
ودمتم خير مرشد وموجه!
ومن الله وحده التوفيق ...
ـ[محب القران]ــــــــ[09 Oct 2008, 05:33 ص]ـ
انا اقول اختي الكريمه من تقصدين بطلاب العلم الذين يقرأونه ومن الذي ارشدكم لقراءة هذا التفسير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اولا: واضح من الكلام الذي نقلتيه اتجاه المؤلف العقدي
ثانيا: يميل الكاتب إلى الكلام الفلسفي الذي تعجب به الفرق الضاله
ثالثا: فحوى كلام المؤلف هو ان نعزف عن التفسير بالمأثور ونقبل على التفسير الموضوعي وهذا لا يقول به إلا من أشرب بغض السلف
رابعا: كيف نجعل من التجربه البشرية معينا نستقي منه المعلومات ثم نرجع إلى القران ليكون محكوما بهذه التجربه
هذه امور ذكرتها على عجاله وأرجو توضيح الامر وإعطاء نبذه عن عقيدة المؤلف ومنهجه حتى يتبين الامر
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:35 ص]ـ
بسم الله ...
بداية أشكر مروركم الكريم، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا!!
** الأخ الفاضل
إنك لتجد مِن الأساتذة مَن ينصح تلاميذه بقراءة بعض الكتب التي تحتوي على أفكار منحرفة؛ بُغية أن ينقدها الطالب، ويحاكمها بناء على القواعد العلمية التي درسها، وتلقاها؛ ولينمي مَلَكَة النقد فيهم -وهذا مقصد نبيل! - ... ولكن قد يفوت هذا الأستاذ أن يُفرد ساعة من وقته؛ ليناقش فيها الأفكار التي عجت بها تلك الكتب، والتي تنوعت حولها آراء الطلبة؛ بين مقبل على أفكارها متبن لها، وبين رافض!! -فهم متفاوتون في مقدار تمكنهم من العلم ورسوخهم فيه-
لهذا عرضت ما عرضت، وسألتكم الإرشاد ...
فنحن نعلم بأنه من الضروري غربلة كل ما يدخل على عقولنا، ووزنه بميزان الكتاب والسنة ...
وجزاكم الله خيرا أخي؛ على هذه الملاحظات القيمة.
¥