تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أبو بكر في هذا الاختبار! ... والآية الكريمة الصريحة في موقف أبي بكر المخزي تتعاضد مع الروايات التي تحكي لنا سوء نيته وما أضمره في نفسه عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله بأنه ساحر، والعياذ بالله، عندما جرت على يديه صلى الله عليه وآله كرامة عَلَّها تهدئ روع أبي بكر! ولكن دونما فائدة! ".

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:55 م]ـ

لكن تُرَى لو كان الصِّدّيق رضى الله عنه على النحو الذى يصفه به هذا الكاتب، فكيف نفسر يا ترى استمرار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى تقريبه إياه إليه ومعاملته بإكرام ومودة وحرصه على مشاورته فى كل أموره؟ وكيف يحكم مثل ذلك الشخص عليه بهذا الحكم الغريب، وهو رضى الله عنه لم تسجَّل عليه مأخوذة مما تؤخذ على المنافقين والمذبذبين وضعفاء الدين؟ فلا هو رجع مرة عن الجيش ولا تخلف عن معركة ولا كانت له مع اليهود مودة ولا كان صديقا لجماعة المنافقين ولا تأخر يوما عن الإنفاق فى سبيل الله ولا اتصل بمشركى مكة يؤلبهم على الإسلام ورسوله؟ بل كل ما أُثِر عنه إنما يدل على نبل وشرف وقوة إيمان وصلابة فى الحق والخير والغيرة على دين الله ورسول الله. ولو كان كارها للنبى ودينه فكيف أبلى هذا البلاء العظيم الرائع فى محاربة الردة وفى الجهاد فى سبيل الله ونشر الإسلام بعد توليه الخلافة؟ أهذه أعمال المنافقين المذبذبين الضارعين الخائفين الذين يعتقدون أن رسول الله ساحر؟ أستعغفر الله العظيم! وليلاحظ القارئ أننى لا أستشهد على فضل أبى بكر بأحاديث أهل السنة أو رواياتهم، بل أستعمل المنطق العام وأستنطق وقائع التاريخ التى لا يستطيع أن يشكك فيها أحد.

أما الطبرسى والطباطبائى فلم يصدر عنهما ما ينال من أبى بكر على النحو الجلف الذى شاهدناه عند الطوسى والجنابذى والكاشانى، وإن كان الطباطبائى قد استفرغ كل وسعه للحيلولة دون القول بنزول السكينة على أبى بكر رضى الله عنه. وكأن الطبرسى قد تبرأ من اجتهاد علماء مذهبه فى إخراج الصديق رضى الله عنه من فضيلة نزول السكينة عليه، إذ قال: "وقد ذكرت الشيعة في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بالسكينة كلاما رأينا الإضراب عن ذكره أَحْرَى لئلا ينسبنا ناسبٌ إلى شيء". ولا شك أن هذه تُحْسَب له وتُشْكَر مهما يكن باعثه عليها. أما ناصر مكارم الشيرازى صاحب "الأَمْثَل فى تفسير كتاب الله المُنْزَل" فقد وقف موقفا وسطا، إذ لم يتعال تماما على التنقص من أبى بكر كالطبرسى، لكنه فى ذات الوقت لم يسئ إليه بشكل مباشر، مكتفيا بالقول بأن الصحبة لا تدل بالضرورة على أن الموصوف بها رجل صالح، بل تصدق على الصالح والطالح جميعا، وإن لم يضرب المثل هنا بالكافر واليهودى والبهائم كما فعل زميل له من قبل. كما أصر على نفى نزول السكينة على الصديق رضى الله عنه.

وتبلغ كراهية الشيعة للصحابة الكرام الذين يَرَوْن أنهم اغتصبوا حق على فى الخلافة أن يقول بعض مفسريهم إن "الجبت والطاغوت" فى قوله تعالى فى الآية الحادية والخمسين من سورة "النساء" هما فلان وفلان، أى أبو بكر وعمر، جاعلين إياهما من الكفار. يقول الكاشانى: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ}. القمّي قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب: أديننا أفضل أم دين محمد صلّى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: بل دينكم أفضل. قال: ورُوِيَ أيضًا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين حقهم وحسدوا منزلتهم. والعياشي عن الباقر عليه السلام: "الجبت والطاغوت" فلان وفلان. أقول: "الجبت" في الأصل: اسم صنم، فاستُعْمِل في كل ما عُبِد من دون الله تعالى. و"الطاغوت" يطلق على الشيطان وعلى كل باطل من معبود أو غيره. {وَيَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُوا} لأجلهم وفيهم: {أَهَؤُلاءِ} إشارة إليهم {أَهْدَى مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}: أقوم دينًا وأرشد طريقًا؟ في الكافي عن الباقر عليه السلام: يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين. {أُولَئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}. {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}: إنكار. يعني ليس لهم ذلك. {فَإِذًا لاَ يُؤْتُونَ النّاسَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير