تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقصد أبدا النيل من بنى هاشم آل النبى وآل خَتَنه، بل كل ما أردت هو الإيماء إلى أن مثل تلك التفسيرات توقع صاحبها فى مآزق ومهالك ما كان أغناه عنها لولا التنطع!

وقد نقل الكاشانى فى تفسيره ما يلى: "القميّ عن الصادق عليه السلام: نحن والله النحل الذي أوحى الله إليه أن "اتخذي من الجبال بيوتا". أُمِرْنا أن نتخذ من العرب شيعة. "ومن الشجر يقول: من العجم. "وممّا يعرشون يقول: من الموالي. والذي "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه"، أي العلم الذي يخرج منّا إليكم. والعياشي عنه عليه السلام: النحل الأئمّة، والجبال العرب، والشّجر الموالي عتاقه. "ومنها يعرشون": يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق. وهو يتولى الله ورسوله والأئمة. والثمرات المختلفة: ألوانه فنون العلم الذي يعلّمه الأئمّة شيعتهم. فيه شفاء للناس: والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم؟ ولو كان كما تزعم أنّه العسل الذي يأكله الناس إذن ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة إلاّ شُفِيَ لقول الله تعالى: "فيه شفاء للناس"، ولا خُلْف لقول الله، وإنّما الشفاء في علم القرآن. ونُنَزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لأهله لا شكّ فيه ولا مِرْيَة، وأهله أئمّة الهدى الذين قال الله فيهم: "ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصْطَفينا من عبادنا" ... ". وفى تفسير العياشى (ت 324 هـ) وفرات الكوفى (ت القرن 4) مثله، أما الطوسى والطبرسى والطباطبائى وتقىّ الدين المدرسى، وهو عالم شيعى معاصر له تفسيرٌ يسمَّى: "من هدى القرآن"، فكانوا من العقل والحكمة بحيث لم يشيروا ولو مجرد إشارة إلى هذا التفسير المضحك! وأما ناصر مكارم الشيرازى صاحب تفسير "الأمثل فى تفسير كتاب الله المُنْزَل" فبالإضافة إلى سَيْره على منوال هؤلاء الأربعة الأخيرين فى ضَرْب صَفْحِه عن الخزعبلات التى يريد بعضهم إلصاقها بالآية الكريمة نراه ينفق جهده فى الحديث عن طبائع النحل وأماكن سكنه وطريقته فى إفراز العسل والعناصر الغذائية التى يحتوى عليها ذلك الطعام وما إلى ذلك.

ولقد قرأت ذات مرة منذ وقت طويل أن بشّار بن بُرْد الشاعر العباسى المشهور قد ردّ على أحد المتشيعين الذين يفسرون "النحل" فى الآية الحاليّة بأنهم بنو هاشم ردا مفحما قطعه به فلم يُحِرْ جوابا وأضحك كلّ من كان بالمجلس عليه، وكذلك كل من سمع بالقصة، بل جعله أضحوكة على مَرّ الأجيال. وهذه هى القصة كما وردت فى كل من "الأغانى" للأصفهانى، و"التذكرة الحمدونية" لابن حمدون، و"الكشكول" لبهاء الدين العاملى، و"معاهد التنصيص على شواهد التلخيص" لعبد الرحيم العباسى، واللفظ "للأغانى": "كان بشار جالسا في دار المهدي، والناس ينتظرون الإذن، فقال بعض موالي المهدي لمن حضر: ما عندكم في قول الله عز وجل: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر فقال له بشار: النحل التي يعرفها الناس. قال: هيهات يا أبا معاذ. "النحل": بنو هاشم، وقوله: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" يعني العلم. فقال له بشار: أراني الله طعامك وشرابك وشفاءك مما يخرج من بطون بني هاشم، فقد أوسعتنا غثاثةً. فغضب وشتم بشارا. وبلغ المهديَّ الخبرُ فدعا بهما فسألهما عن القصة، فحدثه بشار بها، فضحك حتى أمسك بطنه، ثم قال للرجل: أجل! فجعل طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فإنك باردٌ غَثٌّ".

ولم يكتف بعض علماء الشيعة بهذا، بل أوّلوا قوله تعالى فى سورة "الرحمن": "فبأى آلاء ربكما تكذبان؟ " بالنبى وعلى. يقول القمى: "قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، قال: في الظاهر مخاطبة الجن والإِنس، وفي الباطن فلان وفلان. حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ قال: قال الله تبارك وتعالى وتقدس: فبأي النعمتين تكفران: بمحمد صلى الله عليه وآله أم بعلي عليه السلام؟ ". وعند الكاشانى مثله. وفى تفسير الجنابذى زيادة على ذلك: " {فَبِأَيِّ آلا?ءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}: روى عن الرّضا (ع) أنه قال: {عَلَّمَ ?لْقُرْآنَ} (الرحمن/ 2): الله علّم القرآن قبل خلق الإنسان، وذلك أمير المؤمنين (ع). قيل: علّمه البيان؟ قال: علّمه بيان كلّ شيءٍ يحتاج إليه النّاس. قيل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير