تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشّمس والقمر بحسبان؟ قال: هما بعذابٍ. قيل: الشّمس والقمر يعذّبان؟ قال: سألتَ عن شيءٍ فأتقنْه. إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، وحرّهما من جهنّم. فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النّار حرّهما فلا يكون شمسٌ ولا قمرٌ. وإنّما عناهما لعنهما الله! أوليس قد روى النّاس أنّ رسول الله (ص) قال: إنّ الشّمس والقمر نوران فى النّار؟ قال: بلى. قال: أما سمعت قول النّاس: فلان وفلان شمس هذه الامّة ونورها؟ فهما فى النّار. والله ما عَنَى غيرهما".

وهم، فى غمرة التدليس، يَنْسَوْن أن الكلام هكذا لا يستقيم نحويا ولا سياقيا: فأما السياق فهو مخاطبة الجن والإنس، لا فلان وفلان، والمقصود طبعا أبو بكر وعمر. وإذا كان الجن والإنس يرمزان إلى الخليفتين الأولين، فمن منهما الجن يا ترى؟ ومن منهما الإنس؟ ثم ألا يرى المدلسون أنهم قد أَعْلَوْا من شأن الصحابيين الجليلين فى غمرة حقدهم، إذ جعلوهما الثقلين جميعا، بما يعنى أن المقابل للإنس منهما يشمل، فيما يشمل، النبى وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا ... إلى آخر فرد فى البشر. وأما النحو فكيف يتحدث الله سبحانه عن "آلاء" جَمْعًا، فيقول الشيعة إن هذه الآلاء اثنتان فقط هما محمد وعلى؟ لقد غطت كراهيتهم للشيخين فخلطا بين المخاطبَيْن اللذين يزعم الشيعة أنهما هما الشيخان وبين "الآلاء" فظنوها بدورها اثنتين هى أيضا. كذلك فهم، فى غمرة تدليسهم، لم يتنبهوا إلى الارتباك فى كلامهم عن الشمس والقمر، إذ بينما جعلوا حرهما يعود يوم القيامة إلى النار، نراهم يقولون بعودة نورها إلى عرش الله. أى أن فى أبى بكر وعمر نورا، وهذا النور مصيره إلى عرش الرحمن، فكيف يتسق هذا مع اجتهاد الشتامين فى لعنهما وتحقيرهما؟ أهناك شرف أعظم من هذا الشرف؟ ثم كيف يتسق هذا مرة أخرى مع كونهما حَرًّا يصير فى الآخرة إلى النار؟

ولقد قرأت فى "شبكة كربلاء المقدسة: www.holykarbala.net" فى باب "عقائدنا بين السائل والمجيب"، ردًّا على سؤال يستفسر فيه صاحبه عن مدى صدق ما يقال من أن الشيعة يفسرون "البقرة" فى قوله تعالى: "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" (البقرة/ 67) بأنها "عائشة"، أن هذا التفسير لا يوجد فى أى من التفاسير الشيعية. وقد بحثت فى بعض التفاسير الشيعية المتاحة لى فلم مأجد فعلا تفسيرا كهذا، بل وجدتها كلها تقول إن القصة من قصص بنى إسرائيل، ولم يتطرق أى منها إلى أنها تتعلق بعائشة أو بأحد من المسلمين البتة. ولكن لفت نظرى فى الرد قول المجيب الشيعى بعد ذلك: "ثم هل هناك من مناسبة في الآية من تشبيه ووصف أو مجاز أو استعارات الى غير ذلك يمكن للمفسّر ولغيره أن يربط بين الآية وبين المناسبة: ما علاقة البقرة بعائشة؟ ما علاقة الذبح وغير ذلك مما ورد في الآية الكريمة؟ ". وهذا ما أريد أن نكون على ذكر منه حين نفسر آيات القرآن، فقد لاحظنا أن بعض المفسرين الشيعة فى تفسيراتهم المسيئة فى حق الشيخين وابنتيهما، يمزقون النص القرآنى وينزعون بعض آياته أو عباراته من سياقها ويحملونها ما لا تحتمل دون أن يكون هناك ما يسوغ مثل هذا الصنيع الذى حذر منه الكاتب صاحب الإجابة على السؤال الحالى.

كما أوّل بعضهم البحرين وما يخرج منهما من اللؤلؤ والمرجان فى قوله عز جلاله: "مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان* فبأى آلاء ربكما تكذبان* يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان" (الرحمن/ 19 - 22) بأن البحرين هما على وفاطمة، والبرزخ محمد، واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين. ففى تفسير فرات الكوفى (ت القرن 4): "حدثنا أبوالقاسم العلوي، قال: حدثنا فرات معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: "مرج البحرين يلتقيان"، قال: علي وفاطمة. "بينهما برزخ لا يبغيان"، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"، قال: الحسن والحسين عليهما السلام ... محمد الفزاري معنعنا عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: ... علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، جاء هما النبي صلى الله عليه وآله فأدخل رجليه بين فاطمة وعلي. "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان": الحسن والحسين عليهما السلام ... حدثنا محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا عن علي بن فضيل عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير