تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفى تفسير الآية السابعة عشرة من سورة "العنكبوت"، وهى قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى? قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ ?لطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}، لا يحيد الطبرسى عما تقرّره إلى ما يصنعه مفسرون شيعيون آخرون من اتخاذها فرصة للبرهنة على صحة وجود المهدى فى السرداب الآن رغم مرور ما يزيد على ألف عام منذ اختفائه، إذ كان كل ما قاله هو: " {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه} يدعوهم إلى توحيد الله عزّ وجل، {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا}، فلم يجيبوه وكفروا به {فأخذهم الطوفان} جزاء على كفرهم فهلكوا {وهم ظالمون} لأنفسهم بما فعلوه من الشرك والعصيان. {فأنجيناه وأصحاب السفينة}، أي فأنجينا نوحًا من ذلك الطوفان والذين ركبوا معه في السفينة من المؤمنين به {وجعلناها}، أي وجعلنا السفينة {آية للعالمين}، أي علامة للخلائق أجمعين يعتبرون بها إلى يوم القيامة لأنها فرَّقت بين المؤمنين والكافرين والأبرار والفجار، وهي دلالة للخلق على صدق نوح وكفر قومه". ونفس الشىء فى تفاسير الطوسى والقمى والجنابذى والكاشانى، إذ لم يعرج أى منهم على موضوع عُمْر المهدى أثناء تعرضه لتفسير تلك الآية.

أما فى تفسير "الأمثل فى تفسير كتابِ اللهِ المُنْزَل" للشَّيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي فنقرأ: "الألف، وأيّ ألف؟ ألف سنة! يعدّ رقمًا مهمًّا وعددًا كبيرًا بالنسبة لمدّة التبليغ. وظاهر الآية الآنفة أنّ هذا المقدار لم يكن هو عمر نوح عليه السلام بتمامه، وإن ذُكِر ذلك في التوراة الحديثة، في سفر "التكوين": الفصل التاسع، بل عاش بعد الطوفان فترة أخرى. وطبقًا لما قاله بعض المفسّرين فقد كانت الفترة هذه ثلاثمائة سنة! طبعًا هذا العمر الطويل بالقياس إلى أعمار زماننا كثير جدًا ولا يعدّ طبيعيًّا أبدًا، ويمكن أن يكون ميزان العمر في ذلك العصر متفاوتًا مع عصرنا هذا. وبناءً على المصادر التي وصلت إلى أيدينا فإنّ قوم نوح كانوا معمَّرين، وعمر نوح بينهم أيضًا كان أكثر من المعتاد، ويشير هذا الأمر ضمنًا إلى أن هيئة تركيب أجسامهم كانت تمكّنهم من أن يعمَّروا طويلا. إنّ دراسات العلماء في العصر الحاضر تدلّ على أن عمر الإنسان ليس له حد ثابت، وما يقوله بعضهم بأنه محدود بمائة وعشرين سنة وأكثر أو أقل فلا أساس له ... بل يمكن أن يتغير بحسب اختلاف الظروف. واليوم وبواسطة التجارب استطاع العلماء أن يضاعفوا عمر قسم من النباتات أو الموجودات الحيّة، إلى اثني عشر ضعفًا على العمر الطبيعي. وحتى في بعض الموارد، ولا تتعجبوا، أوصلوا هذه الفترة للنباتات أو غيرها إلى تسعمائة مرّة ضعف عمرها الطبيعي. وإذا حالفهم التوفيق فيمكنهم أن يضاعفوا عمر الإنسان، فيمكن أن يعمّر الإنسان عندئذ آلاف السنين. وينبغي الإلتفات ضمنًا إلى أن كلمة "الطوفان" في الأصل معناها كل حادثة تحيط بالإنسان، وهي مشتقّة من مادة "الطواف". ثمّ استعمل هذا التعبير للماء الغزير أو السيل الشديد الذي يستوعب مساحة كبيرة من الأرض ويغرقها. كما يطلق على كل شيء كثير وشديد، وفيه حالة الاستيعاب، سواءً كان ريحًا أو نارًا". وقد اشتممت فى الكلام رائحة الإيماء إلى عمر المهدى عليه السلام. ولم يكذب المفسر الشيعى خبرا، إذ وجدته فى الهامش يقول ما نصه: "لمزيد التوضيح في مسألة طول العمر بمناسبة الأبحاث المتعلقة بطول عمر المهدي عليه السلام، يراجع كتاب ‘المهدي تحول كبير‘".

وفى موقع " arabic.irib.ir"، وفى قسم "البرامج المسجلة"، وتحت عنوان "شمس خلف السحاب" نجد الشيخ الشيعى محمد الشوكي يقول: "تعلمون أن من سنن الأنبياء عليهم السلام التي جرت في قضية مولانا المهدي عجَّل الله فَرَجه هي سُنّة طول العمر التي ظهرت في نوح عليه السلام أشهر من غيره من الأنبياء عليهم السلام. والقرآن الكريم يصرح بأن نوحا عليه السلام ظل يدعو قومه الى الهدى على مدى ما يقارب الألف عام قبل الطوفان ويرعى من آمن معه منهم، وهذا أيضا من أوجه الشبه بينه وبين مولانا المهدي عليهما السلام. فالمهدي يقوم في غيبته أيضا بالدعوة إلى الهدى ورعاية المؤمنين ودفع الأخطار عنهم، ولكن بأساليب خفية. ولولا ذلك لنزلت بهم اللأواء والشدائد واصطلمهم وأبادهم الأعداء كما يصرح بذلك عليه السلام في رسالته المشهورة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير