تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحامدين، ولسوف يكون هذا دليلا لا يُصَدّ ولا يُرَدّ بشرط أن يكون هناك برهان على أنه من صنعه هو. ثم هل يصح أن يقال عن المهدى إنه هو الذى يحمى ويرعى ويقى المؤمنين به من الأخطار والمهالك، وكأنه هو الله سبحانه؟ إننى لا أسخر، بل أحاول أن أفهم.

وفى موقع شيعى آخر هو موقع " www.shiastudies.com" صادفتنى الاسئلة والأجوبة التالية التى تتعلق بموضوعنا قيد البحث، وقد وردت تحت عنوان "العمر الطويل للإمام المهدي عليه السلام": "س: إذا كان المهدي يعبر عن إنسان حي عاصر هذه الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من عشرة قرون، وسيظل يعاصر امتداداتها إلى أن يظهر على الساحة، فكيف تأتي لهذا الإنسان أن يعيش هذه العمر الطويل وينجو من قوانين الطبيعة التي تفرض على كلّ إنسان أن يمر بمرحلة الشيوخة والهرم في وقت سابق على ذلك جدا وتؤدي به تلك المرحلة طبيعيا إلى الموت، أو ليس ذلك مستحيلا من الناحية الواقعية؟

الجواب: يمكن صياغة السؤال بكلمة أخرى، وهي هل بالإمكان أن يعيش الإنسان قرونا كثيرة؟ وكلمة الإمكان هنا تعني أحد ثلاثة معانِ: الإمكان العملي، والإمكان العلمي، والإمكان المنطقي أو الفلسفي. والإمكان العملي هو أن يكون الشيء ممكنا على نحو يتاح لي أو لك أو لإنسان آخر فعلا أن يحقّقه: فالسفر عبر المحيط، والوصول إلى قاع البحر، والصعود إلى القمر أشياء أصبح لها إمكان عملي فعلا، فهناك من يمارس هذه الأشياء فعلا بشكل وآخر. أما الإمكان العلمي هو أن هناك أشياء قد لا يكون بالإمكان عمليا لي أو لك أن نمارسها فعلا بوسائل المدنية المعاصرة، ولكن لا يوجد لدى العلم ولا تشير اتجاهاته المتحركة إلى ما يبرر رفض هذه الأشياء ووقوعها وفقا لظروف ووسائل خاصة، فصعود الإنسان إلى كوكب الزهرة لا يوجد في العلم ما يرفض وقوعه. بل إن اتجاهاته القائمة فعلا تشير إلى ذلك، وإن لم يكن الصعود فعلا ميسورا لي أو لك، لأن الفارق بين الصعود إلى الزهرة والصعود إلى القمر ليس إلاّ فارق درجة، ولا يمثل الصعود إلى الزهرة إلا مرحلة تذليل الصعاب الإضافية التي تنشأ من كون المسافة أبعد، فالصعود إلى الزهرة ممكن علميا وإن لم يكن ممكنا عمليا فعلا. وعلى العكس من ذلك الصعودُ إلى قرص الشمس في كبد السماء، فإنه غير ممكن عمليا، بمعنى أن العلم لا أمل له في وقوع ذلك، إذ لا يتصور علميا وتجربيا إمكانية صنع ذلك الدرع الواقي من الاحتراق بحرارة الشمس، التي تمثل أتونا هائلا مستعرًا ...

فوجود ثلاث برتقالات تنقسم بالتساوي وبدون كسر إلى نصفين ليس له منطق لأن العقل يدرك، قبل أن يمارس أي تجربة، أن الثلاثة عدد فردي وليس زوجا، فلا يمكن أن تنقسم بالتساوي لأن انقسامها بالتساوي يعني كونها زوجا فتكون فردا وزوجا في وقت واحد. وهذا تناقض، والتناقض مستحيل منطقيا. ولكن دخول الإنسان في النار دون أن يحترق وصعوده للشمس دون أن تحرقه الشمس بحرارتها ليس مستحيلا من الناحية المنطقية، إذ لا تناقض في افتراض أن الحرارة لا تتسرب من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة، وإنما هو مخالف للتجربة التي أثبتت تسرب الحرارة من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة إلى أن يتساوى الجسمان فى الحرارة. وهكذا نعرف أن الإمكان المنطقي أوسع دائرة من الإمكان العلمي، وهذا أوسع دائرة من الإمكان العملي. ولا شك في أن امتداد عمر الإنسان آلاف السنين ممكن منطقيا، لأن ذلك ليس مستحيلا، لأن الحياة كمفهوم لا تستبطن الموت السريع، ولا نقاش في ذلك.

كما لا شك أيضا ولا نقاش في أنّ هذا العمر الطويل ليس ممكنا إمكانا عمليا على نحو الإمكانات العملية للنزول إلى قاع البحر أو الصعود إلى القمر، وذلك لأن العمل بوسائله وأدواته الحاضرة فعلا والمتاحة من خلال التجربة البشرية المعاصرة لا تستطيع أن تمدد عمر الإنسان مئات السنين. ولهذا نجد أن أكثر الناس حرصا على الحياة وقدرة على تسخير إمكانات العلم لا يتاح لها من العمر إلا بقدر ما هو مألوف. وأما الإمكان العلمي فلا يوجد علميا اليوم ما يبرر رفض ذلك من الناحية النظرية. وهذا بحث يتصل في الحقيقة بنوعية التفسير الفسيولوجي لظاهرة الشيخوخة والهرم لدى الإنسان. فهل تعبّر هذه الظاهرة عن قانون طبيعي يفرض على أنسجة جسم الإنسان وخلاياه بعد أن تبلغ قمة نموها أن تتصلب بالتدريج وتصحب أقل كفاءة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير