تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذه الطريقة توصل بها بعض أهل البدع إلى نفي بعض الصفات بصورة تدعو للضحك والسخرية فادعى أحدهم أن لقول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) خمسة عشر معنى، وانتقاء أحدها تحكم، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل الاستدلال به، وكلاماً نحو هذا

وهذه المعاني جمعها من معاني الألفاظ المفردة ثم ركبها (فعلى) لها عدة معاني وكذلك لفظة (العرش) وكذلك (استوى) وبتطبيق نظرية الاحتمالات تنتج لنا عدة معاني

فاعجب لهذا الفهم الذي يدعو للسخرية والامتعاض

وهذا الفهم ونحوه مما أدى بالشيخ رحمه الله إلى تأليف رسالته المسماه (منع جواز المجاز في كلام الله المنزل للتعبد والإعجاز)

أسأل الله تعالى أن يتقبله منه ويضاعف له المثوبة.

(اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)

قولك:

... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)

بل إن قولهم حينئذ يكون أخف وأقرب .... )

استنتاج خاطئ لا مسوغ له من كلام الشيخ

فعبارة الشيخ واضحة: (وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه).

أي في تحديد المعنى المراد كما سبق شرحه

وقوله قبلها: (وكل ما يُسميه القائلون بالمجاز مجازاً، فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية، فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف)

و (من) تبعيضية هنا

فأنت استنتجت قاعدة من تمثيل الشيخ بهذا المثال لم يقلها الشيخ ولم يُرِدها، وكتابه كله في نفي هذا الأمر

فالشيخ ينفي وجود المجاز بالصورة التي ادعاها أولئك

فكيف تدَّعي أنت أن الشيخ يسمي (الأسلوب الذي لا يحتاج إلى قيد) حقيقة و (الأسلوب الذي يحتاج إلى قيد) مجاز

وأين هذا في كلام الشيخ؟!!

والقائلون بالمجاز لهم عدة أقوال في الضابط الذي يفرقون به بين الحقيقة والمجاز وهي غير منضبطة كما ذكر

منهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً، والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولاً وزاد بعضهم في العرف الذي وقع به التخاطب لتدخل الحقائق الثلاث: اللغوية والشرعية والعرفية.

ومنهم من يقول: الحقيقة ما تبادر إلى الذهن من معنى اللفظ عند الإطلاق، والمجاز ما تبادر إلى الذهن غيره عند الإطلاق

ومنهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ الذي يفهم المراد منه بغير قرينة، والمجاز هو ما يدل على المعنى المراد بقرينة.

ومنهم من يقول: المجاز هو ما يعرف بصحة نفيه؛ فإذا قلت محمد أسد، جاز لك أن تنفيه فتقول: ليس بأسد، وهذا يجعله بعضهم علامة المجاز.

ومنهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ المطرد في جميع موارد استعماله، والمجاز يعرف بعدم اطراده في جميع موارد استعماله

فكلام الشيخ في هذا الموضع متوجه إلى من يفرق بين الحقيقة والمجاز بالقيد

ورد على الآخرين في مواضع أخرى

وأنت قلت:

(وإنما نقول: أن القول بأن هناك ألفاظ يفهم المراد منها بغير قرينة وألفاظ تحتاج للقرينة = خطأ كله ... )

فلم تصنع شيئاً سوى أن سميت الدليل قرينة، وخطَّأت الشيخ دون أن تفهم كنه كلامه

فمعلوم لدى الطلاب المبتدئين في علم النحو أن اللفظة المفردة لا تسمى كلاماً ولا يفهم منها مراد حتى تكون في جملة مفيدة

وليس في كلام الشيخ ما يدل على ما سبق إلى فهمك

بل قوله: (فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره)

جملة (بما يدل على أن المراد غيره) صفة مقيدة تفيد خلاف ما فهمته من كلام الشيخ

وقول الشيخ:

(ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله)

فهمت منه أنت أن الشيخ يدعي أن اللفظة المفردة قد لا تحتاج إلى دليل لمعرفة معناها!!!

وهذا فهم خاطئ لكلام الشيخ رحمه الله

فعبارة الشيخ: (لأن بعض الأساليب ... ) ولم يقل الألفاظ

فهل تعرف معنى الأسلوب في اللغة؟

وهل درست أي متن في علم البلاغة؟

ففي مقدمات علم البلاغة تجد معنى الأسلوب

ومن شروط الأسلوب أن يكون جملة مفيدة

فلا يسمى أي كلام أسلوباً حتى يكون جملة مفيدة

فأسلوب الاستفهام الذي مثلت به سابقاً يعد أسلوباً يتضح منه المراد دون دليل إضافي.

ـ[مرهف]ــــــــ[29 Dec 2007, 11:28 م]ـ

تحقيق جيد من الأخ عبد العزيز، جزاك الله خيراً

ونطلب من الأخ أبي فهر مناقشة ترتقي لمستوى الشيخ الشنقيطي رحمه الله أدباً وعلماً وفقك الله.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:11 ص]ـ

فكيف تدَّعي أنت أن الشيخ يسمي (الأسلوب الذي لا يحتاج إلى قيد) حقيقة و (الأسلوب الذي يحتاج إلى قيد) مجاز

وأين هذا في كلام الشيخ؟!!

.

كنتُ أقرأ رد الأخ الفاضل عبد العزيز فلما وصلتُ إلى هذا الموضع .... تعجبتُ فأنا لم أدعي هذا ولا شبهه ... بل قلت: لا فرق بين قول الشيخ أسلوب لا يحتاج إلى قيد وبين قولهم حقيقة

ولا فرق بين قوله: أسلوب يحتاج إلى قيد وبين قولهم مجاز

لا أني قلت: الشيخ يسمي هذا حقيقة ويسمي هذا مجازاً (!!!!)

والأستاذ عبد العزيز شرق وغرب في كلامه كثيراً ولو ضن بوقته فصرفه لحسن تأمل مواضع كلامي ولم يتعجل =لكان خيراً له ...

وقول الشيخ الشنقيطي: ((،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه))

هو قول فاسد وفاسد جداً .... وليس في كلام العرب كلام لا يحتاج إلى قيد ...

وبعد ....

فالصحة والفساد حكمان يحكم بهما على كلام كل من انحلت عنه العصمة .... وليس فيهما منافاة للأدب ... ويطلقهما كل من أدلى بحجته ... ولو أخطأ من حكم بفساد كلام لم يكن في حقيقة الأمر فاسداً فهو معذور مأجور وهذه سنن البحث العلمي ...

أما ما وراء ذلك ... فهي أشياء لو اتبعها الشنقيطي لما حكم بفساد وعدم صحة ألوف العلماء قبله في مئات المسائل ... ولظل العلم عندنا في جحر ضب خرب لا يجاوزه ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير