تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Jan 2008, 12:01 ص]ـ

رد على مصطفى سعيد

بقلم الحسن محمد ماديك

أخي الفاضل مصطفى سعيد أكرمك الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلقد امتلأت جذلا لما قرأت ملاحظاتك، وذلك أنها تعني ابتداء النقاش العلمي الذي هو أولى خطوات البحث عن الحقيقة بعيدا عن مذهب فرعون المذموم كما في قوله ? قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ? غافر 29 ومن المثاني معه قوله ? وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ? القصص 38 ويعني أن فرعون قد فرض تقليده على قومه وحجر على آرائهم وعقولهم فلم يأذن لهم أن يروا رأيا أكثر مما يراه هو لهم ولم يأذن لهم أن يعلموا غير الذي علمه هو لهم.

وهكذا بلغت ملاحظاتك مني مبلغا كالذي يبلغه الماء سيق إلى الأرض الجرز في حر الصيف رغم ما تحصل عندي من تصورات بل ملاحظات على ملاحظاتك سأهديكها بعد هذا التقديم وقبل الشروع في الجواب.

ووالذي بعث محمدا ? بالحق لم تك فرحتي بملاحظاتك أن آنست من نفسي قدرة على جوابها، ولم أدّع ذلك، وما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، وإنما لأن تساؤلاتك تدفعني رغم أنفي ورغم العوائق إلى زيادة البحث والمراجعة، وهي ـ أي ملاحظاتك ـ قبل ذلك دليل من صاحبها ومن أصحاب الموقع ملتقى أهل التفسير ـ جزاهم الله خيرا في الدنيا والآخرة ـ على أن لم تضع تلك السنون الماضية التي استأنست فيها بالقرآن أتلوه في نفسي وأتدبر معانيه واستوحشت مما سواه حتى أخرجت هذه البحوث التي أصبحت أمام الأمة وأتقبل من خواصها المتخصصين دون غيرهم الردود المتخصصة علّها تصوب أخطائي وأستمتع بسماع ردود العوام لأستفيد منها.

وهكذا كان وقع ملاحظاتك عليّ ولأنا بتبصيري بالخطإ أشد فرحا من موافقتي على خطإ كتبته وضللت فيه عن موافقة الحق الذي هو مدلول القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي ? لا غيره من التراث والآراء.

أخي مصطفى سعيد وفقني الله وإياك اعلم أن جميع ما في تفسيري الذي لم أنشر منه حتى الآن غير أبجدياته التي قصدت بها نشر الوسائل التي توصلت بها إليه، تلك الأسباب هي أصول التفسير التي استدللت بها على ما سيأتيكم إن شاء الله تفصيله وبيانه.

وقصدت كذلك من نشرها وإشاعتها على الملإ أن يتمكن غيري من الاهتداء بها إلى الغاية التي من أجلها أنزل القرآن وهي تدبره للاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.

وهكذا قررت التدرج في نشر هذا التفسير الجديد، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحق أي أدّعي أنه حق وصواب أو أدّعي أن جزئية منه هي الحق دون غيرها من التراث الإسلامي العريض.

وأسأل الله كذلك أن يمنّ عليّ برجال لا يخافون في الله لومة لائم يقولون بالقرآن لقد أخطأت في كذا وكذا وهم مصدقون من طرفي لاعتقادي الجازم أن من قال بالقرآن فقد صدق وإذن فليتحرّوا مقالتي هل هي مما قيل بالقرآن أو ضلّت عنه ولم تهتد به؟

وأعوذ بالله أن أكون ممن جعل الكتاب المنزل تبعا لمذاهب الرجال وآرائهم وإذن فهو يتأول كل ما أشكل عليه منه بها دون طاعة التكليف من الله بتدبر القول الثقيل، ذلكم التقليد الذي أعلن مفارقتي إياه.

أخي مصطفى سعيد قبل التعامل مع ملاحظاتكم رأيت أن أبيّن لكم من الموازين التي أزن بها الأشياء وعلى رأسها أن الحقيقة حيث هي حقيقة ثابتة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ليس بعدها أكبر منها.

إن الحقيقة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ستبقى كذلك لا يزيدها إجماع جميع الإنس والجن عليها ولا ينقصها نكرانهم في عصر من العصور أو في جميع العصور عبر التاريخ، وهكذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كلية من الكليات ستبقى كذلك لا تنقص بإنكار المنكرين ولا تزيد بإقرارهم.

وهكذا لم ينقص من وحدانية الله تعالى إنكار أهل الأرض جميعا قبل أن يخالفهم إبراهيم وحده بإعلان التوحيد.

إن الإجماع على ما في الكتاب المنزل من عند الله وعلى ما جاء به النبي ? من العلم والتشريع مع القرآن لا يزيد الوحي قوة في الدليل على قوته، وإنما يزيد في إيمان أهله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير