تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن المثاني كذلك قوله ? فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ? يوسف 99 أي صيّرهما عنده مقيمين قائما على شؤونهما، ومن المثاني معه قوله ? إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ? الإسراء 23 فهو تشريع في الأخرين وهم هذه الأمة قضى به رب العالمين أن يكون الوالدان في كفالة الولد في تلك المرحلة وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة.

وأما محاولة جواب ملاحظتك الرابعة فهي أن الاستثناء إنما هو من قوله ? فلا تنسى ? أي سينسى النبي الأمي ? من الكتاب ذي التشريع ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان وكذلك قالت عائشة رضي الله عنها أنه كان مما أنزل عشر رضعات معلومات كانوا يقرأونها وكذلك ما ورد من نسخ تلاوة حد الشيخ الزاني فهو مما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان وأنسيه النبي الأمي ? وهو من المثاني مع قوله ? أو ننسها ? البقرة 106 وإنما هو في الكتاب ذي التشريع بدليل قوله ? نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما ذلك في التشريع وأوضحته في البحث وأن ما نسخ فيه إصر ومشقة وأن الآية البدل فيها تخفيف هو خير من الأول ذي المشقة وكما بينت في تفصيل الكتاب.

أما باقي افتراضاتك وأن استدلالي فاسد!! فذلك تصرف منك في ما تملك ولا أملك وهو تصوراتك الخاصة بك ولا اعتراض لي عليها وما ذا سأبقي للناس؟ إن فكرت في سلبهم تصوراتهم.

وأما قولك في ملاحظتك الخامسة "إن كان التشابه هو مجيء المعنى مرتين ـ مثاني ـ فماذا يسمى الذي أتى ثلاثا؟ " اهـ بلفظك فلعلي لم أستطع إيصال المراد رغم وضوحه إذ لم أقل أن مدلول المثاني هو مجيء المعنى مرتين فقط لا ثالث لهما بل قلت ـ بضمير المتكلم ـ: إنه يعني "أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر " ولم أقصد حصره في مجيء المعنى مرتين بل تجاوزته بقولي "حتى تشابه وتكرر " وتجاوزته كذلك في الأمثلة إذ مثلت له بالذي تكرر ثلاثا كما في قولي في البحث " وكما في قوله ? لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ? الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله ? لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ? الزمر 16 وقوله ? يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? العنكبوت 55، وكما في قولي في البحث " وكما في قوله ? هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ? ومن المثاني معه قوله ? أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ? مريم 67 وقوله ? وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ? مريم 9، فكل من المثالين تضمن مجيء المعنى ثلاثا ومثلت في البحث بمثال آخر وتركت غير ذلك إذ سيأتي جميع ذلك مما تكرر أربعا أو خمسا أو أكثر في سياق التفسير، وجميعه يسمى "مثاني" والله أعلم غير أن للمثاني معنى أخص وهو الذي ذكرته في سياق الأحرف السبعة وهو الذكر من الأولين كالذي في قصص القرآن والوعد في الآخرين وهو الموعودات في القرآن التي نبئ بها النبي الأمي ? ولما تأت بعد فهي منتظرة آمنت بها وبالكتاب كله.

وأما ملاحظتك السادسة:فقد عجبت منها ولكأني لم أفهمها وإنما فهمت منها أنك تريد أن أقر لك أن أصحاب الأعراف في مقابلة أصحاب الاحتمال الثالث في قوله ? فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ? النساء 55 وهو ـ أي الاحتمال الثالث كما قلت أنت ـ هو النفاق، وأما أنا فلا أقرّ بذلك لأن أصحاب الأعراف سيدخلون الجنة وأما أهل النفاق ففي الدرك الأسفل من النار، ثم إني لم أنكر ولم أثبت في البحث أنهما من المثاني وإنما افترضت أنت افتراضا وألزمتني الاعتراف به فأنصفني.

وأما ملاحظتك السابعة فلعلها حول قولي في البحث " وكما في قوله ? رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ? هود 73 ومن المثاني معه قوله ? فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ? النساء 54 ـ 55 فاعلم أني لم أتكلم عن أهل إبراهيم أي هاجر وسارة وابنيه إسماعيل وإسحاق وإنما عن آل إسحاق أي بني إسرائيل وآل إسماعيل وأن كليهما معا هم آل إبراهيم ويعني ما أوتيه آل إبراهيم وهو الكتاب والحكمة والملك العظيم سيناله بعد الوعد به كل من آل إسحاق وآل إسماعيل، فأما الكتاب والحكمة فقد أوتيها أنبياء ورسل بنو إسرائيل وهم آل إسحاق وكذلك أوتيهما محمد وإسماعيل ويقع عليهما الوصف بآل إسماعيل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير