وكانت استنباطاته متنوعة، وغالبها في الفقه، لكن لم يخل الكتاب من استنباطات في علوم أخرى كالعقيدة، وأصول الفقه، والقواعد الفقهية، والطب، والهئية، والجدل والمناظرة، وغيرها من أنواع العلوم، فهو كتاب ماتع حقاً.
وقد قام المحقق بجهد مشكور في تحقيق نص الكتاب والتعليق عليه وعمل دراسة إضافية في مقدمة الكتاب عن المؤلف والكتاب ومنهجه فيه، وغير ذلك من مستلزمات التحقيق العلمي.
قراءة علمية:
هذه دراسة موجزة عن الكتاب في ذكر منهجه في التأليف مع ذكر بعض الملاحظات، واستفدنا في عمل الدراسة من مقدمة المحقق وفقه الله إضافة إلى فوائد زوائد تجدها في موضعها
الباعث على تأليف الكتاب:
أراد المؤلف أن يبين أن القرآن قد اشتمل على كل شئ مصداقاً لقوله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، ولاشك أن هذا المقصد وإن كان شريفاً إلا انه محل خلاف بين أهل العلم، فالمانع يرى أن القرآن أنزل بقصد الهداية ومن ثم، فلا يلزم أن يكون فيه البيان لكل شئ إلا مما يُحتاج إليه في الهداية وبيان الحق، أما ما سوى ذلك من أمور وعلوم دنيوية فليس القرآن محلا لها، وما ورد فيها من ذلك فإنما أورده القرآن لغرض ديني فقط، والمتوسع في الموضوع أدخل – كما ترى في الإكليل بشكل عام ومقدمة السيوطي بشكل خاص– علوم الدنيا على اختلافها، كالطب والهندسة والهيئة الخياطة ونحوها، فلا نستغرب عندها أن نرى مثل هذه العلوم في الإكليل.
طريقته في التأليف: ونجملها في النقاط التالية:
1 - تعرض المؤلف لجميع سور القرآن عدا خمس سور.
2 - كان يختار من كل سورة آيات معينة فيذكر ما قيل فيها، أو بعض ما قيل فيها من: استنباط أو تفسير أو استدلال أو نكتة طريفة أو فائدة لطيفة.
3 - تنوعت طريقته في الآيات المدروسة:
فتارة يذكرها كاملة، وتارة يذكر محل الشاهد، وتارة يذكر أول الآية فقط معقبا بقوله: الآية، وغير ذلك.
4 - وأيضاً تنوعت طريقته في عرض المسائل:
فمرة يقدم تفسير الآية على الاستدلال بها فيقول فسرها ابن عباس بكذا ففيه كذا، ومرة يقدم الاستدلال على التفسير.
أسلوب المؤلف:
1 - الإحالة على الكتب وإن لم يكن ضرورة للنقل منها.
2 - عدم إيراده لبعض الأحاديث لافي النص ولافي المعنى والاكتفاء بالإشارة إلى موضوعه.
3 - عدم الاستطراد في قول المخالف إلا قليلاً.
4 - حذف أسانيد الأحاديث والآثار إلا نادراً.
5 - الرد في بعض الأحيان على القول المخالف أو تبيين أن هذا الاستدلال والاستنباط يرد به على قول في المسألة غير صحيح.
6 - إذا وردت الآية أو بعضها في أكثر من سورة فنجده تارة يحيل وتارة يشير إلى تقدم الكلام وأحياناً يعيد الكلام ولا يشير إلى تقدمه.
مصادره:
تنوعت مصادر السيوطي رحمه الله وذلك تبعاً لما يتطلبه هذا البحث من تنوع ,و ما هو معروف من موسوعة السيوطي ,فكانت المصادر أنواعا (ولن نشير هنا إلا لغير المطبوع أو المفقود).
أ - كتب التفسير: ومن أبرز التفاسير التي رجع إليها التفاسير المفقودة وهي تفسير الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وابن برّ جان، والمرسي، والطيبي.
ب - كتب أحكام القرآن:
وهي من أهم مصادره وقد أفادنا السيوطي إلى أهمية بعضها كأحكام القرآن لابن الفرس المالكي (599هـ) فقد نقل عنه السيوطي نقولا مفيدة كثيرة , (ذكر المحقق أنه قد حقق منه بعض الأجزاء في ليبيا ومصر وشرع الدكتور حسن الوراكالي في تحقيقه كاملاً) وأيضاً أحكام القرآن لإسماعيل القاضي، ولبكر بن العلاء.
ج – كتب علوم القرآن
كالناسخ والمنسوخ لأبي داود والناسخ والمنسوخ للمؤلف.
د- كتب الحديث والآثار
وقد رجع إلى أمات المصادر في ذلك.
هـ- كتب العقيدة.
و- كتب الفقه
وما رجع إليه من كتب الفقه الشافعي بحكم مذهبه.
ز- كتب أصول الفقه.
ح- السيرة والتاريخ والتراجم
ط- كتب الزهد والرقائق.
وقد عرف المحقق – جزاه الله خيرا – بمصادر المؤلف هذه في مقدمته الدراسية.
طريقته في النقل من المصادر
1 - النقل بالنص.
2 - النقل بتصرف لا أثر له في المعنى.
النقل بتصرف يؤدي معنى الأصل مع بعض الغموض أحياناً (انظر مقدمه التحقيق ص194)
طريقته في عزو الأقوال إلى قائليها:
1 - تارة يسمي القائلين، وتارة يقتصر على أهم القائلين ,.
وتارة يبهم القائل
¥