تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في كلام كل الناس وليس فقط في كلام العرب لا يخص الذكر والتوكيد إلا الأولى به. مثلا:

المعلم أو الأستاذ يتوجه إلى تلاميذه قبل الامتحان قائلا:

إن الطالب المجتهد الذي يذاكر دروسه هو الذي سينجح في الاختبار.

لا شك أن المعني بتوكيد الكلام هو الطالب المجتهد وليس الطالب الكسول، مع العلم أن الطالب الكسول إذا اجتهد وذاكر دروسه ينجح هو الآخر. فإذا أراد الأستاذ أن يتكلم عن التلميذ الكسول بعد ذلك فإنه يقول: والتلميذ الكسول إذا ذاكر دروسه جيدا ينجح,

مثل آخر:

رئيس الدولة أو الملك إذا أصدر أمرا بأنه سيعاقب كل من يخالف دستور البلاد، من هم الذين أولى بعدم مخالفة الدستور؟

لا شك أنهم الوزراء والمقربون والذين هم على رأس الدولة هم أولى بعدم مخالفة الدستور، وهؤلاء هم أولى بالتوكيد.

لنعد إلى الآية: إن الذين آمنوا والذين هادوا) التوكيد هنا للذين أوتوا الكتاب (القرآن) وللذين أوتوا الكتاب (التوراة)، هؤلاء وهؤلاء كتبهم تأمرهم بالإيمان بالله واليوم الآخر وعمل الصالحات، وهو تذكير بإيمان الفطرة، والإنسان بفطرته السليمة حتى ولو كان ليس من أهل كتاب (صابئ) إذا استعمل عقله استعمالا سليما فإنه يهتدي إلى أن هذا الكون له خالق وأن الموت ليس هو نهاية كل شيء بل لا بد أن بعده يوم آخر يحاسب فيه الإنسان على ما قدم في حياته الدنيا.

أما النصارى فإنهم خالفوا إيمان الفطرة وخالفوا التوراة التي هي كتابهم مثل ما هو كتاب اليهود والله في زعمهم هو المسيح. إذن فالإيمان بالله واليوم الآخر أقرب إلى الصابئ من النصراني لأن الصابئ مازالت فطرته سليمة إن هو استعملها أما النصراني فاعتقاده في المسيح ناقض به ما فطره الله عليه، ولذلك جاءت كلمة (الصابؤون) قبل كلمة (النصارى) في آية سورة المائدة.

نستخلص من آية سورة المائدة أن التوكيد (للذين آمنوا وللذين هادوا) ,

وأما (الصابؤون والنصارى) فهما معطوفان عطف جملة على جملة وليس عطفا في التوكيد، فكأن المعنى هو كالتالي:

إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون

والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

لكن الآية تجنبت هذا التكرار وجاءت كما هي في سورة المائدة،

وكلمة (النصارى) لو جاءت معطوفة على (الذين هادوا) قبل (الصابؤون)

لما عرفنا إن هي شملها التوكيد ب (إن) أم لم يشملها لأنها من الجمع الذي لا يتأثر بحركات الإعراب (الرفع والنصب والجر).

ـ[أخوكم]ــــــــ[21 Sep 2003, 12:25 ص]ـ

جزاك الله كل خير أخي الكريم (أبو علي)

ما قصرت الله يعطيك العافية شرح وإيجاز ودليل

وأثني بالشكر للأخ الفاضل خالد الشبل الذي ما قصر

افدتمونا كثيرا بارك الله فيكما

ـ[ايمان يحيي]ــــــــ[25 Sep 2003, 08:53 ص]ـ

جزاكم الله خيرا ... وأرجو أن تكثروا من موضوعات النحو فقد استفدت من هذا الموضوع كثيرا ... وبارك الله فيكم.

ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 Sep 2003, 04:41 م]ـ

الأخت الكريمة

لكِ أن تزوري منتديات الفصيح لعلوم اللغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/index.php?s=)

ـ[ايمان يحيي]ــــــــ[27 Sep 2003, 11:25 ص]ـ

جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك يوم القيامة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير