تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2010, 11:33 م]ـ

أخي العزيز الدكتور محمود أبو زيد وفقه الله ورعاه: أشكرك على استدراكك وتصويبك، وهو في مكانه تماماً، وأعتذر لغفلتي عن هذه النقطة المهمة جزاك الله خيراً، وغفر الله للأستاذ الدكتور عبدالصبور شاهين وتقبل منه، فله بحوث قيمة وجهود مشكورة، وإن كان في اجتهاده المذكور هنا قد ذهب مذهباً غريباً.

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:03 ص]ـ

الطبري "وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها"

فعلا هذا هو الأساس، وهو الذي يقرره علم اللغة الحديث

بارك الله فيكم دكتور على هذا النقل

وتنكب هذه القاعدة الطبرية العظيمة، هو الذي ورط كثيرا من الفرق المخالفة في إنكار الصفات

كما سيأتي الإشارة إليه

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[21 Aug 2010, 01:06 ص]ـ

بارك الله في الشيخ على هذا البحث الماتع، والشيخ يتميز بالتصنيف العلمي

وليسمح لي بتعليقات يسيرة:

الأصل الاشتقاقي للَّفظة

لاشيء يساعد في ذلك كدراسة اللغات السامية – خاصة اليمنية القديمة – ذلك أنها أقربها إلى العربية: أصواتا، واشتقاقا، ونحوا، ودلالة .. بل إن كثيرا من أصول العربية، إنما نجدها في اليمنية القديمة. وهي إن تكن نقوشها المنشورة – حسب المستشرقين – لا تتعدى الألف الأول قبل الميلاد، فمن المقرر في علم الأنثروبولوجي: أن السلالة اليمنية هي أقدم سلالة بشرية، وأن قوم نوح عليه السلام كانوا من اليمن. وقد وجد في اليمن مومياوات قدر المختصون عمرها بثلاثمئة ألف سنة.

ومهما حاول المحاولون إنكار الأعجمي في القرآن، فلن يستطيعوا تفسير عشرات الألفاظ، وإن أعادوها إلى أصولها فسيجدونها سامية لا عربية. وهاكم مثالا واحدا

أذكر أني - في محاضرة في مرحلة تمهيدي الماجستير في بغداد – كنت أستمع إلى الأستاذ المحاضر يقرأ لنا من بحث مستشرق أن (كِسيبو) عملة عراقية قديمة، ومنها اشتق الفعل (كسابو) بمعنى (حطم – شتت- دمر – فتت) وأنها مادة لا تعرفها العربية، فاستأذنته ثم لفت نظره إلى مثل قوله تعالى {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء: 187، وقد ورد في التنزيل في خمسة مواضع. فتناول الأستاذ العالم قلمه وسجلها. ولم أكن بحاجة لأشرح له – لكن لغيره – أن العربية إذن إنما أخذت هذا اللفظ من الأكدية، مع ملاحظة الإبدال الصوتي بين الباء والفاء، ومع ملاحظة أيضا أن الباء تنطق ثقيلة كالحرف الأوربي P.

على أن كثيرا مما يزعم أنه مشتق، إنما هو من خيال اللغويين، ولا يؤيده البحث اللغوي.

وأرجو الدكتور سليمان أن ينظر هنا

http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21528

http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=20935

أن تأتي اللفظة على الاستعمال الغالب عند العرب

في مثل هذا الحكم للسياق، وليس للمعنى المعجمي .. وهاكم هذا المثال {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} الفرقان72 فالسياق هنا يقطع بأن المقصود بالزور أعياد الكفار، وليس شهادة الزور. وأن معنى يشهد: يحضر، كما في قوله تعالى {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} النور2.

وإغفال هذه المسألة هو الذي ورط الفرق المخالفة للسلف في إنكار الصفات، فافترضوا أن النص الشرعي - إذ يذكر اليد والوجه – ينبغي أن يكون على المجاز لا الحقيقة. وتورط بشكل خاص الأشاعرة في إنكار صفة العلو، لما جاؤوا بتفسير شاذ لقوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} طه5، وهو استولى لما لم يعجبهم استعلى، ففروا من الرمضاء إلى النار؛ فلا يفهم العرب من الاستيلاء إلا المنافسة، والمغالبة.

وإذا كانت الثياب واضحة المعنى في سورة المدثر، وصرفها عن أن تكون الملابس غير لازم، فماذا نقول عن معلقة امرئ القيس، التي فيها:

وإن تك قد ساءتك مني خليقة ** فسلي ثيابي من ثيابك تنسلِِ

الاستعمال السياقي

وفي مثل هذا يتضح خطأ تفسير من فسر لهو الحديث أوالسمود بأنه الغناء، لأنه خارج السياق.

على أن تردد القدامى في تفسير اللفظ بين أكثر من وجهين، يفتح الباب على مصراعيه للاجتهاد، ولا يقال في مثل هذا نلتزم بتفسير السلف.

المصطلح الشرعي

ولهذا أنكر كفار قريش التوحيد؛ لأنهم يفهمون معنى الصمد، فهي في اللغة تعني التوجه بالوجه إلى الشيء، لا تحيد عنه يمنيا ولا يسارا. ففهموا أنه لا يجوز التوجه لغير وجه الله، فأنكروا، وقالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ص5

أما احتمال التعارض في مثل {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ} التوبة84، فغير وارد؛ لأنه إذا لم يجز له الدعاء، فلأن يمنعه من الصلاة أولى وأولى. فلا اعتبار للخلاف هنا، وإذا أردنا تشديد العقوبة، وتغليظها، فليس ثم إلا وجه واحد، وهو الدعاء. يدل عليه أنه تعالى لم يأذن لرسوله أن يستغفر لأمه، وإن كان أذن له في زيارة قبرها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير