ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Oct 2003, 08:59 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم الباحث7
الفكرة رائعة، والموضوع من أهم ما ينبغي الاعتناء به
فنرجو منك المواصلة في عرض الموضوعات التي تبين طريقة الاهتداء بالقرآن.
ولعلك تنتقي لنا روائع ما سطره العلامة الشنقيطي في أضواء البيان حول آية الإسراء التي صدرت بها موضوعك، وتقوم باختصاره بطريقة مناسبة.
وفقك الله وسدد خطاك، ونسأل الله الكريم أن يهدينا بالقرآن العظيم.
ومن باب المشاركة أبدأ بذكر مقدمته رحمه الله حول تفسير آية الإسراء:
قال رحمه الله:. قوله تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}. ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أن هذا القرآن العظيم الذي هو أعظم الكتب السماوية، وأجمعها لجميع العلوم، وآخرها عهداً برب العالمين جلَّ وعلا ـ يهدي للتي هي أقوم. أي الطريقة التي هي أسد وأعدل وأصوب .....
وهذه الآية الكريمة أجمل الله جلَّ وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها، فلو تتبعنا تفصيلها على وجه الكمال لأتينا على جميع القرآن العظيم. لشمولها لجميع ما فيه من الهدى إلى خيري الدنيا والآخرة. ولكنَّنا إن شاء الله تعالى سنذكر جملاً وافرة في جهات مختلفة كثيرة مِن هدى القرآن للطريق التي هي أقوم بياناً لبعض ما أشارت إليه الآية الكريمة، تنبيهاً ببعضه على كله من المسائل العظام، والمسائل التي أنكرها الملحدون من الكفَّار، وطعنوا بسببها في دين الإسلام، لقصور إدراكهم عن معرفة حكمها البالغة.
ثم بدأ رحمه الله يذكر كيفية هداية القرآن لأقوم الطرق وأهدى السبل في كل جانب من جوانب هذا الدين العظيم، فقال مبتدئاً بجانب العقيدة والتوحيد:
فمن ذلك توحيد الله جلَّ وعلا: فقد هدى القرآن فيه للطريق التي هي أقوم الطرق وأعدلها، وهي توحيده جلَّ وعلا في ربوبيته، وفي عبادته، وفي أسمائه وصفاته. وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول ـ توحيده في ربوبيته، وهذا النوع من التوحيد جبلت عليه فطر العقلاء، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ?للَّهُ}، وقال: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ?لسَّمَآءِ وَ?لاٌّرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ?لسَّمْعَ و?لاٌّبْصَـ?رَ وَمَن يُخْرِجُ ?لْحَىَّ مِنَ ?لْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ?لْمَيِّتَ مِنَ ?لْحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ?لاٌّمْرَ فَسَيَقُولُونَ ?للَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ?لْعَـ?لَمِينَ} تجاهل من عارف أنه عبد مربوب. بدليل قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـ?ؤُلا?ءِ إِلاَّ رَبُّ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ بَصَآئِرَ}، وقوله: {وَجَحَدُواْ بِهَا وَ?سْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله. كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِ?للَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ}، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جداً.
الثاني ـ توحيده جلَّ وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى «لا إل?ه إلاَّ الله» وهي متركبة من نفي وإثبات. فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جلَّ وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام. وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم {أَجَعَلَ ?لاٌّلِهَةَ إِلَـ?هاً وَ?حِداً إِنَّ هَـ?ذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ}.
¥