تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنما العلم الخشية وليس العلم بكثرة الرواية كما قال بذلك أحد العلماء

والقرآن كتاب هداية للعقول الحائرة والأفهام الضالة وليس للمناظرة وكثرة الجدل وما ضل قوم بعد هدى إلا وأوتوا الجدل.

وحبذا لو أقتصرنا هذه الزاوية المباركة من هذا الملتقى في ما صدرة الأخ الكريم الباحث 7 بقوله تعالى:

] (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) فكيف نهتدي به؟ [/ color]

ولا يزال السؤال قائما ... كيف نهتدي به؟ وكيف نكون قرآنا يمشي على الأرض؟ ذلكم السؤال الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا ولا نحد عنه يمنه أو يسره فإن الصراط واحد والسبل كثيرة متفرقة.

وهذه مقالة بعنوان من روائع التعبير القرآني عن رابطة الأخوة

للدكتور أحمد شرشال من كلية الشريعة بجامعة الكويت وقد نشرتها الوعي الإسلامي أضعها باختصار لما حوته من فائدة في هذا المجال

1 - فهو تطرق أولا إلى أهمية فهم الأسلوب القرآني

2 - سنن القرآن أن يعبر بالنفس عن الآخرين وفائدة ذلك

3 - ثم ساق أمثلة لتلك التعبيرات القرآنية (التي خاطب بها الأمة الإسلامية خصوصا)

4 - تأثير ذلك الأسلوب لو تدبرناه وعملنا به على وحدة الأمة والعلاقات بين أفرادها


من روائع التعبير القرآني عن رابطة الأخوة
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم تضمن علوما ومعارف يعجز البشر عن الإتيان بمثلها وتضمن حكما وأحكاما وأسرارا بها بها يحقق الإنسان سعادته في الدنيا والآخرة ولا سبيل إلى معرفة هذه العلوم إلا بفهم القرآن الكريم وتفسيره وتدبره لأن ملكة الفهم عند كثير من الناس دخلها الفساد فصاروا لا يفهمون القرآن ولا يفقهون فيه.
ومن دون فهم القرآن وتفسيره لايمكن الوصول إلى كنوزه مهما رددننا تلاوته وأقمنا حروفه لذلك قال ابن القيم " ولم يكن للصحابة كتاب يدرسونه وكلام محفوظ يتفقهون فيه إلا القرآن وما سمعوه من نبيهم ولم يكونوا إذا جلسوا يتذاكرون إلا في ذلك " الإشتغال بفهم القرآن وتفسيره والتفقه فيه يرقق إحساس المسلم ويقوي شعوره وينمي فيه حب الآخرين بحيث يتألم لآلامهم ويفرح لفرحهم ويسعد لسعادتهم فيبني في نفوس الناس معالم الوحدة في الشعور والفكر.

ومن الأساليب القرآنية العجيبه في التعبير عن هذا الإحساس التي تدعو للتفكر والتأمل أن جعل قتل الرجل لغيره من بني جنسه قتلا لنفسه وجعل إخراج الرجل من داره إخراجا لنفسه وجعل الظن السوء بالغير ظنا بنفسه وجعل لمز الرجل لغيره لمزا لنفسه وجعل السلام على غيره سلاما على نفسه.
وهذا مَعلم بارز في أسلوب القرآن العجيب أرساه في نفوس اتباعه وهو من سنن القرآن أن يعبر بالنفس عن الآخرين لأنهم من نفس واحدة وفائدة هذا التعبير التنبيه إلى أن الأمه المتواصلة بالدين يجب أن يكون شعورها بالوحدة قويا وعميقا ومؤثرا

- قال تعالى في سورة النساء " (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) أي لا يقتل بعضكم بعضا فجعل قتل الرجل لغيره قتلا لنفسه قال القرطبي " أجمع أهل على أن المراد بهذه الآيه النهي أن يقتل بعض الناس بعضا , ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه " قال الحافظ ابن كثير " وهو الأشبه بالصواب " وقال إن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة "

- ومن أساليب القرآن الكريم في التعبير بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " حكى الفخر الرازي مقالة لعبد الله بن المبارك أنه قال " وهذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه سبحانه قال " عليكم أنفسكم " يعني عليكم أهل دينكم ولا يضركم من ضل من الكفار بأن يعظ بعضكم بعضا ويرغب بعضكم بعضا في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات " وبهذا التوجيه سقط قول من فهم من هذه الآية (الأنانية) فإن استعمال القرآن للأنفس يريد به معنى أشمل وأعم من النفس التي بين جنبي الإنسان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير