وقد روي التفريق عن كثير من السلف. راجع كتاب الإيمان لشيخ الاسلام بن تيمية.
وقد اثبت هذا التفريق الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه (تعظيم قدر الصلاة) ص 512، بدليل الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وأئمة الدين، ثم أثبتها بالعقل فقال:
" .. وذلك أن الله جعل اسم المؤمن اسم ثناء وتزكية ومدحة، أوجب عليه الجنة فقال: " وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً {43} تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً "
وقال: " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ "
وقال: " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم "
وقال: " يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ "
وقال: " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ "
وقال عزوجل: " وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ "
قال محمد بن نصر المروزي: " ثم أوجب الله النار على الكبائر، فدل بذلك على أن اسم الإيمان زائل عن من أتى كبيرة، قالوا: ولم نجد الله أوجب الجنة باسم الاسلام، فثبت ان اسم الإسلام ثابت على حاله، واسم الإيمان زائل عنه. إ هـ
قلت: وله كلام عظيم وطويل في إثبات ذلك بالنظر والعقل، غير ما أورده من أدلة فراجعه فهو مهم.
فبهذا أخي مقاتل تعرف أن التسمية بابها واسع فالإسلام والإيمان يتداخلان في المعنى ولكل منهما معنى خاص ومعنى عام وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد قيس معنى الإسلام فجعله المعنى الخاص للإيمان الذي في حديث جبريل. وقوله تعالى: " أولئك هم المؤمنون حقاً " يدل على أن الإيمان نوعين كما ذكر ذلك الإمام محمد بن نصر ي كتابه المذكور (1/ 358) فالتسميات أمرها واسع لكن المعاني التفصيلية هي التي ينبغي معرفتها على وجه التفصيل حتى لا يتوهم المسلم تناقض الأحاديث يما بينها، أو لا يفهمها على حقيقتها.
وحقيقة المعاني الشرعية لا يمكن معرفتها بعيداً عن مراجعة كلام السلف وأئمة الدين
ومن ذلك ربما تسمية بعض الذنوب كفراً وقد فسر بن عباس الكفر في قوله تعالى: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون " بأنه ليس الكفر الأكبر.
والله أعلم
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[18 Jun 2006, 07:12 م]ـ
للرفع
اين مقاتل
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[21 Jun 2006, 07:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد بحث هذه المسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإيمان الكبير
بحثا وافيا شافيا
أحيلكم عليه وأنقل لكم مقدمته للتشويق:
سْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ. قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: أَحْمَد ابْنُ تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا. اعْلَمْ أَنَّ " الْإِيمَانَ وَالْإِسْلَامَ " يَجْتَمِعُ فِيهِمَا الدِّينُ كُلُّهُ وَقَدْ كَثُرَ كَلَامُ النَّاسِ فِي " حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ " وَنِزَاعُهُمْ وَاضْطِرَابُهُمْ؛ وَقَدْ صُنِّفَتْ فِي ذَلِكَ مُجَلَّدَاتٌ؛ وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ مِنْ حِينِ خَرَجَتْ الْخَوَارِجُ بَيْنَ عَامَّةِ الطَّوَائِفِ. وَنَحْنُ نَذْكُرُ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَا يُسْتَفَادُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى فَيَصِلُ الْمُؤْمِنُ إلَى ذَلِكَ مِنْ نَفْسِ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّ هَذَا هُوَ
¥