تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) فالآية تشير إلى تناسخ الرسالات وتفاضل أحكامها لا إلى تناسخ آيات القرآن في أنفسها وتفاضلها. يقول أبو الفضل الرازي في تفسير قوله تعالى: (أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ): أي ما حسدتكم اليهود والنصارى على شيء كحفظ القرآن. ومعلوم أن القرآن ثابت لا يُمحى ومذكور لا ينُسى ومحفوظ لا يضيع ولهذا قال تعالى: (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى) أما النسيان والإنساء " لا التأخير " المذكور في آية البقرة فهو ثابت لأهل التوراة والإنجيل الذي نسوا حظا مما ذكروا به، وأحكام الله تعالى في التوراة والإنجيل منها ما ذكر في القرآن ومنها ما طوي في عالم النسيان ولهذا قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) ولهذا يمكن أن يقال إن التفضبل والخيرية والنسخ والإنساء أمور متعلقة بالتوراة والإنجيل لا القرآن.وبهذا فلا دليل قرآني على تفاضل الآيات القرآنية.

وسواء قلنا بوقوع التفاضل المذكور في الآية على القرآن أم لم نقل - فإن آيات القرآن في أنفسها لا تتفاضل وإن كانت معانيها الخارجية متفاضلة كما ذكر كثير من العلماء.

مراجع:

- جمال الدين عبد العزيز شريف: نظريات الإعجاز القرآني

- الجرجاني: دلائل الإعجاز

- ابن سنان الخفاجي: سر الفصاحة

-القرطبي: الجامع لأحكام القرآن

- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية،

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Mar 2009, 01:32 ص]ـ

هل للخلاف في هذه المسألة من ثمرة؟

أرجو أن نجد إجابة شافية.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[29 Mar 2009, 05:34 م]ـ

أخي محب القرآن زادك الله وإيانا للقرآن حباً

أخي مناقشة موضوع تفاضل الآيات ليست أمراً مهماً فحسب بل هو شديد الأهمية أيضاً؛ وذلك لأمور منها:

1 - توضيح ومعرفة معنى قوله تعالى: (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) فهذه الآية قد أثبتت هذا التفاضل بين الآيات، وبدون مناقشة هذا الموضوع لا يمكن معرفة تفسيرها، وتفسير القرآن لا يجادل في أهميته أحد.

2 - هذا الأمر متعلق بدراسة أهم الموضوعات وهو موضوع مقاصد القرآن؛ فالآيات منها المباشر في بيان المقصد الأعلى ومنها غير المباشر، وهذا الأمر يترتب حسب المعاني. والمقصد الأعلى من القرآن – كما هو معلوم - هو توحيد الله ومعرفته، وهذا التوحيد هو الذي يصحّح العقائد والتصورات، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي: معرفة ذات الحق وصفاته وأفعاله، وهذه الأقسام الثلاثة - كما ذكر الغزالي - هي زبدة القرآن وقلبه ولبابه وسره، ثم تأتي المقاصد التبعية المتممة لذلك كتعريف الصراط المستقيم وتعريف الحال عند لقاء الله وذكر الحشر والنشر والحساب والميزان النعيم والعذاب وأحوال المؤمنين والجاحدين وحفظ النظام الدنيوي كحفظ النفس وجودا وعدما وحفظ النسل وجودا وعدما وحفظ المال وجودا وعدما وحفظ أسباب المعيشة وضبط السياسات الدينية.

3 - حتى أقرّب الصورة فإن معرفة هذه الأمور كمعرفة الأحكام الفقهية وترتيبها ومعرفة الأولويات فيها، ولا يجادل في أهمية التفريق بين الواجب والمندوب والمباح والمكروه أحد

، ورغم أن هذا الترتيب مهم في معرفة مقاصد القرآن وأهدافه ورغم أن بعض الآيات مباشر في خدمة المقصد الأعلى كسورة الإخلاص التي تتناول لب التوحيد وبعضها غير مباشر كسورة المسد التي تبين حال من تنكب عن التوحيد - إلا أنني أرى أن لكل آية مهمة وثغرة تسدها ولا يغني غيرها عنها

لكل مكان لا يسد اختلاله مكان أخيه من جزوع ومن جلد

هل العين بعد السمع تكفي مكانه أم السمع بعد العين يهدي كما تهدي

ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 Mar 2009, 03:03 م]ـ

ولست أدري هل أثَّروا في الحنابلة في أن يستبدِلوا المذهب الحقّ

في القرآن وهو أنه (كلامُ الله، ولا يوصف بمخلوق لأنه وصف مبتدع) بالقول بأنه

كلام الله غيرُ مخلوق). لأن تقرير أنه غير مخلوق

استلزام غير ملزِم،من سكوت أئمة أهل السنة كأحمد بن نصر وأحمد

ابن حنبل عن قبول وصفه بمخلوق

وهذا من أعاجيب ما حصل في العقائد

بل العجيب حقا أن يقال مثل هذا الكلام، مع كونه خطأ محضا. وذلك من أوجه:

1 - أئمة السلف الصالح مجمعون على أن القرآن كلام الله غير مخلوق. وقد نقل إجماعهم خلق من المعتنين بالمقالات والمصنفين في العقائد.

2 - كلام الإمام أحمد في التنصيص على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، مشهور جدا. فمن أعجب العجب أن يوصف الإمام أحمد بأنه لم يقرر كونه غير مخلوق.

3 - كلام الإمام أحمد في تبديع بل تكفير الواقفة مشهور أيضا. والواقفة هم الذين يقولون (القرآن كلام الله) ويقفون، فلا بد عند الإمام أحمد وغيره من أئمة السلف أن تقول: (غير مخلوق).

4 - هذا الكلام من أئمة السلف، ومناقشتهم المعتزلة فيه، كان قبل أن يوجد الأشاعرة بمدة طويلة.

5 - الأشعري جاء بتثبيت مقالة السلف - والإمام أحمد - خاصة في القرآن. ولذلك قال بقولهم لفظا، وخالف المعتزلة القائلين بأنه مخلوق. ثم افترق المذهب الأشعري في المسألة عن صريح مذهب السلف، عند ابتداع مسألة الكلام النفسي.

فالقول بأن الحنابلة أخذوا هذا من الأشاعرة عجيب عجيب عجيب.

6 - أعتذر عن الخروج على الموضوع الأصلي، لكن رأيت كلاما لا بد من تصويبه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير