الأيام الأولى للموافقة على الموضوع وهذه الأيام، فقد مَنَّ الله عليَّ بهذا البحث لأظل قريباً من القرآن، لعلي أنتفع بذلك يوم يكون القرآن شاهداً لنا أو علينا، ومع كل ذلك فأنا لا أزال في أول الطريق، فإن كتباً ضخمة تنتظر مني أن أقرأها أو أنا أنتظر قراءتها لألتقط ما يمكن أن أستفيده منها، أيام وأسابيع طويلة ستمر إن شاء الله قبل أن أنهي هذا البحث، إن كُتِبَ لي إنهاؤه، ولكني آمل أنَّ حبي للبحث سيخفف عني المتاعب وسيجعلني أكثر رغبة في العمل وأكثر تحملا لمتاعبه، ومن الله العون.
البحث عن شقة جديدة
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 1974م = 12 ذو القعدة 1394هـ
الشقة التي نسكنها الآن فيها ما هو جيد يشجع على الاستمرار في السكن فيها , وفيها عكس ذلك , فهي نظيفة، أثاثها جيد، موقعها جيد، ومواصلاتها جيدة ولكنها تقع على شارع رئيسي , رغم عدم ازدحام المنطقة كثيراً فإن وقوعها على شارع 26 يوليو يخلق ضجيجاً مزعجاً، خاصة والشقة قريبة من الأرض في الدور الثاني , والأهم من ذلك أن الشمس في الشتاء لا تصلها , وهذا هو الذي حفزنا على البحث عن شقة نستقبل بها الشتاء , قلنا لأبي المجد أن يبحث لنا عن شقة في نفس المنطقة وبنفس المواصفات مع وجود الشمس , الأخ خليل يرى أنه من الممكن أن نسكن في المنيل حيث يحقق ذلك لي وله بعض التسهيلات، ذهبنا اليوم إلى المنيل منذ الصباح، والتقينا بعدد من الوجوه التي لا تختلف كثيراً في أسلوب تعاملها .. جديدة، نظيفة، (بِلْكُلُّو) ولكن عندما نرى الشقة نجدها تشبه سجناً في الأدوار العليا , وتعبنا من السعي مع السعاة والسماسرة وعلت الشمس في كبد السماء وانحرفت نحو الغروب، ولم نظفر بشيء، عدنا بعد تلك الرحلة المخيبة للأمل، إذ إن الأسعار غير معقولة , والنوعيات رديئة، وقلنا لنبق لعلنا إن لم نجد شقة غيرها يمكن أن نواجه الشتاء بالوسائل والاحتياطات رغم أنها شاقة.
دعوة بمناسبة العام الدراسي الجديد
الخميس 28 تشرين الثاني 1974م = 14 ذو القعدة 1394هـ
كانت هناك دعوة عامة في السفارة العراقية للطلبة العراقيين الذين يدرسون في مصر، بمناسبة العام الدراسي الجديد , ذهبت لا للاستمتاع ولكن للاستطلاع , كانت البداية في الساعة الرابعة والنصف مساءً لكني تخلفت حتى الساعة الخامسة والنصف، إذ كنت أسعى لأداء صلاة المغرب قبل الذهاب , كان مكان الدعوة في بيت السفير، وكان يرحب بالمدعوين الملحق الثقافي الدكتور عناد ومعاونه حميد المزعل , كان المكان غير رحب فضاق بما يزيد على مئة بل ربما مئة وخمسين ما بين طالب ومدعو , وفي الساعة التي تأخرت فيها كانت قد تمت مناقشة بعض القضايا وخاصة ما يتعلق بامتيازات الطلبة المجازين والطلبة الذين يدرسون على نفقتهم، ورُوِيَ لي أن الطلبات والاقتراحات أُدْرِجَتْ في مذكرة سترفعها السفارة إلى بغداد، بعد ذلك مالَ القوم وتدافعوا على مائدة قد نثر عليها من أنواع البسكويت والحلوى والكيك من أطايب ما يصنع في مصر، وأصبت ما أصبت في تلك اللجة، وبعد ذلك تفضل السفير وارتجل كلمة رحب وأثنى .. وأمَّل ووعد ثم وَدَّعَ , وقد جمعني هذا الحفل ببعض الأصدقاء، كان منهم الأستاذ أحمد خطاب (7) الذي وصل منذ عهد قريب إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه، وهو الآن يعمل في كلية الآداب في جامعة الموصل، بعد الحفل سرنا إلى دارهم القريبة من منزلنا! واستعرت منه كتاب إيضاح الوقف لابن الأنباري لعلي أستفيد منه، إن شاء الله.
مع كتاب إيضاح الوقف والابتداء
الثلاثاء 3 كانون الأول 1974م = 19 ذو القعدة 1394هـ
خلال الأيام الثلاثة الماضية كنت أقرأ في كتاب إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، لأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، والذي حققه محيي الدين عبد الرحمن رمضان , وهو مطبوع في دمشق 1970 في مجمع اللغة العربية , وقد عرفت أن فيه مادة جيدة عن موضوع الرسم المصحفي , ولم أجد نسخة منه هنا في مصر، على أني لم أستقص كل الأماكن المحتملة، وأخبرني الأخ الأستاذ أحمد خطاب بأنه يقتني نسخة من الكتاب لأن موضوعه يتصل بالكتاب الذي يعمل على تحقيقه وهو (القطع والائتناف للنحاس)، فتفضل مشكوراً وأعارني إياه منذ يوم الجمعة الماضي، فانقطعت له هذه الأيام الثلاثة الماضية كاملة أقرأ فيه وأنقل منه
¥