تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يفرق الحرالي في هذه الرسالة بين التفسير الذي قوانينه علم النحو والأدب، وهو ما بدا منه في يوم الدنيا، والتأويل الذي قوانينه علم الإيمان، وهو ما يبدو من القرآن في يوم الآخرة، والفهم لما عليه القرآن دائماً، حيث لا ليل ولا نهار. ويعتبر الحرالي الفهم شأناً قلبياً اختص الله به بعض عباده، ويسجل في رسالته ما يعتبره قوانين لهذا الفهم، فيتحدث في الباب الأول عن "علو بيان القرآن على بيان الإنسان"؛ إذ بيان الله مرتبط بإحاطة علمه ويخبر بالحق والواقع، وفي الباب الثاني عن "جمع القرآن لنبأي الإفصاح والإفهام"؛ ففيه الإجمال والتفصيل، والإفصاح والإفهام، "فمتى أنبأ عنه تعالى أخذ الفاهم مقابل ما يتلو إفصاحاً في قلبه عن العبد مفهوماً، فيملأ القرآن قلبه بإفهامه، ويملأ سمعه بإفصاحه" (ص31)، ويتحدث في الباب الثالث عن "إبانة القرآن عن ألسنة ذوات الخلق، وعن تنزلات أسماء الحق"؛ فالقرآن ينطق عن ذوات الخلق، ولكل اسم من أسماء الله بيان يخص إقامته طوراً من أطوار خلقه تفصيلاً وإجمالاً، ويتحدث في الباب الرابع عن "رتب البيان عن تطور الإنسان بترقيه في درج الإيمان وترديه في درك الكفران" ويذكر أن أردى أحوال المستخلف المحل الذي يسمى فيه بالإنسان، وهو حيث أنس بنفسه وغيره، ونسي عهد ربه، فيرد لذلك نبؤه بالذم في القرآن، ثم مرتبة الناس ويذم فيها أكثرهم، ثم مرتبة القبول والسماع "الذين آمنوا"، ثم المرتبة الأقرب "المؤمنون" ثم المؤمنون حقاً، ثم المحسنون، ثم الموقنون (ص36). وفي الباب الخامس يتحدث عن "تنزلات خطاب القرآن بحسب أسماء الله"؛ فيرى أن فهم الآيات يرتبط بما ورد فيها أو بما ختمت به من أسماء الله، ويتحدث الباب السادس عن "وجه بيان القرآن في تكرار الإظهار والإضمار"، فإذا تقدم الإظهار فهو خطاب المؤمنين بآيات الآفاق، وإذا تقدم الإضمار فهو خطاب الموقنين بآيات الأنفس، وإذا كان الكلام عن إحاطةٍ تقدم الإضمار, وإذا كان الكلام عن اختصاص تقدم الإظهار، ويتحدث في الباب السابع عن "رتب البيان في إضافة الربوبية ونعت الإلهية في القرآن"؛ فبحسب إضافة اسم الرب تختلف رتبة البيان، أما الباب الثامن فيتحدث فيه عن "وجوه بيان الإقبال والإعراض في القرآن"؛ فيتفاوت الخطابان بحسب تفاوت المخاطبين، ويتناول في الباب التاسع "وجوه إضافات الآيات واتساق الأحوال لأسنان القلوب في القرآن" ويقصد بأسنان القلوب أعماراً معنوية تتدرج على مراتب تبدأ بالإنسان وتكتمل باليقين في سبع مراتب، ويجعل من مفاتيح البيان فهم المخاطب في الآيات بحسب هذه المراتب، ويأتي الوصف بحسب الاستجابة وأحوالها سلباً أو إيجاباً. ويختم الرسالة بالباب العاشر "في محل أم القرآن من القرآن، ووجه محتوى القرآن على جميع الكتب والصحف المتضمنة لجميع الأديان، وما حواه من وجوه البيان"، ويفصل في هذا الباب مكانة القرآن من الكتب السابقة، ومكانة أم القرآن من القرآن.

العروة للمفتاح الفاتح للباب المقفل المفهم للقرآن المنزل

الرسالة الثانية للحرالي في قوانين فهم القرآن هي "العروة للمفتاح الفاتح للباب المقفل المفهم للقرآن المنزل" ويتحدث فيها عن الأحرف السبعة من حيث شرط علمها وحالها وبيانها، أما بيانها -موضوع الباب الأول من الرسالة-, فهي حرفا صلاح الدنيا (الحرام والحلال)، وأصل هذين الحرفين التوراة وتمامها في القرآن، وحرفا صلاح المعاد (الزجر والأمر)، وأصل هذين الحرفين في الإنجيل وتمامها في القرآن، وحرفا صلاح الدين (المحكم والمتشابه)، وأصل هذين الحرفين في الكتب المتقدمة كلها وتمامها في القرآن، وهذه الحروف الستة تشترك فيها الكتب المتقدمة ويزيد القرآن عليها تمامها وبركة جمعها. ويختص القرآن بالحرف الجامع (المثل الأعلى) أو (الحمد) الخاص بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لذلك افتتح الله به أم القرآن، وجمع فيها جوامع الحروف السبعة التي بثها في القرآن، كما جمع القرآن ما بث في جميع الكتب المتقدمة (ص58 - 59)، ثم يشرح في سبعة فصول هذه الحروف وخصائصها ومن تتوجه إليه.

أما الباب الثاني من الرسالة "في شرط منال هذه الحروف وعلمها والعمل بها" فيخص فيه كل حرف بفصل مستقل يتحدث فيه عما تحصل به قراءة الحرف في العلم والحال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير