تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الاثنين 23 كانون الأول 1974م = 9 ذو الحجة 1394هـ

لفتني اليوم كآبة عميقة وحزن داخلي لأمور لم أجدها واضحة، كان ذلك مطلع النهار، فخرجت إلى كازينو أبي الفداء، وجلست في الشمس أقرأ في كتاب تاريخ الأدب لحنفي ناصف، ونقلت بعض النصوص حتى وقت الظهر، وصليت في جامع الزمالك، وعدت إلى البيت، وحاولت أن أستلقي بعض الوقت كنت اليوم صائماً – ولله الحمد – وفاء لعهد مضى، وبعد العصر كنت أستمع إلى الراديو وهو ينقل صورة لما يجري على جبل عرفات، وما جرى بعد ذلك من نفرة الحجيج إلى مزدلفة .. إنها ذكرى تثير الشجن وتحلق بالنفس إلى آفاق أخرى بعيدة في التاريخ لتعانق الأيام الأولى للإسلام، وتنزع إلى أيام آتية لعلها تحظى بذلك اللقاء الرائع على ذلك الصعيد الطاهر، أمنية نفس أسال الله أن يحققها (4)، ولكن مع ذلك الإحساس كنت أجدني أفكر في حال الأمة الإسلامية وما هي عليه من التشتت والتخلف والفرقة والهوان، وأحزن لكل ذلك، ويحزن كل مسلم، ماذا لو اجتمع المسلمون كما اجتمع ممثلوهم على جبل عرفات، قلب واحد، وروح واحدة، دعاء واحد , وهدف واحد، ماذا لو اجتمعت الشعوب الإسلامية على شعار واحد في ظل راية واحدة، لا اله إلا الله محمد رسول الله، إذن لتحقق لهم خير الدارين أفراداً وجماعات عز الدنيا ونعيم الآخرة، وَعْدَ الله لا يخلف الله وعده، اللهم فاغفر لنا وارحمنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

يوم العيد!

الثلاثاء 24 كانون الأول 1974م = 10 ذو الحجة 1394هـ

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ... لا إله إلا الله ... الله أكبر ... الله أكبر ولله الحمد، هتاف هز الجوانح، استقبل به المسلمون في أرجاء الأرض هذا اليوم العظيم , فمع إشراقة الشمس كان المسلمون يهتفون بهذا الهتاف الرباني الكريم , الذي يعبر عن أكبر معاني العبودية , كانوا كلهم من غير موعد سوى موعد هذا اليوم تنطلق أصواتهم تريد أن تحلق بهذا النداء إلى أعز الذكريات حيث يقف الموكب الكريم الذي يتجدد كل سنة، فتتجدد الذكريات وتنسكب العبرات ويتطلع المسلمون وتتعلق قلوبهم بهذه الجموع المنساحة على جنبات جبل الرحمة كل عام، عصر يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، وهم يُلَبُّونَ ويُكَبِّرُونَ ويُهَلِّلُونَ ويدعون ويرجون رحمة الله، وكل منهم فرح مسرور يعود إلى أهله بعد أن أدى الفرض واطمأن إلى أنه عاد كيوم ولدته أمه، ولكن بذكريات لا تمحى , ما أشد الرابطة التي تربط المسلمين، هذا الهتاف الذي كان ينبع من أعماقهم مع إطلالة هذا الفجر ومع شروق الشمس، ابتهاجاً بحدث عظيم، أفراد المسلمين تشدهم هذه الرابطة ولكن تقف دونهم حواجز صنعتها دول الكفر وأهل النفاق، ويقف يحمي تلك الحواجز الفراعنة الصغار!

زيارات العيد

الأربعاء 25 كانون الأول 1974م = 11 ذو الحجة 1394هـ

اليوم هو اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك، أمس قضيته مع الأخ خليل والسيد (راضي ذَهَب الحديثي) ضيف الأخ خليل من العراق، بعد صلاة العيد في الفضاء ذهبنا إلى بيت الأستاذ كاظم الراوي، وبعدها زرت الأخ أحمد شهاب، وزرنا الأخ عايش الكبيسي، ثم تغدينا في بيت الأخ الأستاذ كاظم الراوي , عدنا بعدها إلى البيت، وذهبت أنا بعد ذلك لزيارة الأستاذ أحمد خطاب , وقضينا أمسية جميلة، ثم صباح هذا اليوم الأربعاء ذهب الأخ خليل وضيفه إلى (وسط البلد) لحجز موعد السفر له، ولكني مكثت في البيت حتى قريب الظهر، وذهبت لزيارة أحمد الجنابي ويعقوب الفلاحي، وعدت إلى البيت، ثم بعد الظهر ذهبت إلى مصر الجديدة حيث زرت الدكتور أمين السيد والإخوة د. حسام وسعد و عبد المهيمن في (جسر السويس)، بعدها عدت قافلاً إلى البيت حين حل ظلام الليل .. قمت بكل ذلك، ولكن شيئاً غريباً كنت قد بدأت أحسه آخر يوم أمس واتضح هذا اليوم إحساس كنت كلما فكرت به من قبل تركته جانباً، لكن هذه المرة كان الإلحاح شديداً , علمت أن رئيس جامعة الموصل هنا في القاهرة وكان ذلك منطلق الفكرة، عرض لي أن أقابله واشرح له طلباتي السابقة إلى الجامعة، وأطلب منه أحد أمرين: إما أن تمنحني الجامعة زمالة أو بعثة، أو أن توافق على تعييني مساعد باحث في قسم اللغة العربية في كلية الآداب، ولكن هذه الفكرة كانت موضع جذب ودفع في داخلي، إلى أن انتصف الليل فإذا أنا أتخلى عن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير