تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذهبت يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي إلى مبنى دار الكتب الجديد في منطقة بولاق والذي لا يحوي إلا المخطوطات، هناك عدد كبير من المخطوطات يمكن أن أستفيد منها ولكن ليس من السهولة تحقيق ذلك، فقد أنفقت يوم الثلاثاء ويوم الخميس في سبيل الحصول على إذن بالاطلاع على المخطوطات، وقد ذهبت أمس واليوم إلى الدار، وسأواصل الذهاب إن شاء الله أياما أخرى كثيرة، أمضيت يوم الخميس والأمس واليوم في القراءة في كتاب فضائل القرآن ومعالمه وأدبه لأبي عبيد القاسم بن سلام في نسخة مصورة عن مخطوطة في ألمانيا، ولا شك في أن هذا الكتاب من أهم الكتب وأقدمها وأجلها في تاريخ القرآن، وهو يقع في 58 لوحة كل لوحة في صفحتين، ولا أزال أحتاج إلى يوم آخر إن شاء الله للانتهاء من هذا الكتاب، مع أني أحمل تصريحاً مؤقتاً بالدخول إلى دار الكتب لحد الآن، إذ إن معاملة الحصول على إذن دائم متوقفة على ورود موافقة دائرة الأمن، والتي لن تكون قبل عشرة أيام أو أكثر، ومع أن البناء لا يزال جار والعمل مستمر في الدار الجديدة فإن هناك قاعتين واسعتين مهيأتين للمخطوطات، وقاعة صغيرة للمطالعة، أما دار الكتب القديمة في منطقة باب الخلق فقد كنت أعقد الآمال في أن تكون المكتبة الأولى التي سأستفيد منها ولكن عندما ذهبت هناك وجدت كل نقائص الموظفين في مصر قد اجتمعت في موظفيها الذين التقيت بهم، الإهمال وسوء الفهرسة والفوضى.

مخطوطات دار الكتب المصرية

الخميس 9 كانون الثاني 1975م = 26 ذو الحجة 1394هـ

منذ الخميس الماضي وأنا أعمل في كتاب فضائل القرآن ومعالمه وأدبه لأبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ رحمه الله، وهو يقع في 58 لوحة، ومع أنه ليس كبيراً فإنه من أقدم الكتب التي رأيتها تتحدث عن تاريخ القرآن مع الصدق والإخلاص، رغم بعض الأخبار الغريبة التي يرويها، أنهيت دراسة هذا الكتاب يوم أمس ونقلت منه أشياء كثيرة عن جمع القرآن واختلاف المصاحف، ونشأة القراءات، وكنت طوال اليوم أعمل في دار الكتب المصرية في مبناها الجديد على النيل، كنت أنقب في فهارس المكتبات التي تضمنها الدار: التيمورية وطلعت، وقَوَلَة، والفهرس العام، ووجدت عدداً غير قليل من الكتب المخطوطة التي يمكن أن أستفيد منها في بحثي إن شاء الله، ولكن علة العلم في مصر فقدان الأمانة، هي علة مصر المزمنة بأسرها وكل مرافقها، طلبت بعض المخطوطات للاطلاع عليها في دار الكتب وكان الموظف يرد أكثر ما أطلب ويقول غير موجود، ما معنى ذلك، وأساله متى سيكون موجوداً في وقت آخر فأطلبه، فلا يجيب أو يقول: لا أدري، وحدث هذا مع غيري، كنت أراهم يطلبون ولكن تعود الطلبات والموظف يصيح غير موجود، أين تذهب هذه المخطوطات التي كانت يوماً ما فعلاً موجودة في الدار؟ إذ لو لم تكن موجودة لما ذُكِرَتْ في الفهارس، وهي لا يمكن أن تتلف وتختفي إلى الأبد برمتها، إذن لابد أن يداً تمتد لسرقة هذا التراث الذي لا يخص مصر وحدها بل هو تراث الإسلام والمسلمين والعالم أجمعين، وسمعت عن مثل ذلك أنه حدث في المكتبة الأزهرية، وإذا كانت يد سارق المال تقطع فلا أقل من أن يحرق هؤلاء العابثون، ولكن أين ومتى؟!

الشيخ عبد الحميد كشك

الجمعة 10 كانون الثاني 1975م = 27 ذو الحجة 1394هـ

كان الجو هذه الأيام مائلاً للبرودة قليلاً، ولكن ليس بدرجة تجعل المرء يفضل المكوث في البيت، فالجو هنا في القاهرة محتمل جداً سواء برد الشتاء أم حر الصيف، إذا ما قيس بالأجواء المتطرفة في العراق، خرجت مع الأخ خليل بعد العاشرة صباحاً، وزرنا مكتبة وهبة التي أكن لها منذ زمن بعيد مشاعر الحب ولها ذكريات لطيفة في قلبي، زرناها فكانت عامرة بحمد الله، وسمعت عن تحريقها في العهود الغابرة لكنها اليوم تبدو مزدانة من جديد بأجل الكتب وأنفسها، ولأول مرة منذ سنين بعيدة تعرض كتب سيد قطب في المكتبات، سمعت أحدهم وهو يتعجب لعمل الناس في مصر إذ هو يرى كيف حرقت كتب هذا الرجل وكيف عاد الناس يتسابقون إلى شرائها، وتعرفنا على صاحب المكتبة واشترينا بعض الكتب، ومنذ زمن كنا نحدث أنفسنا أن نصلي عند الخطيب الذي بلغت خطبه وأخباره العراق، الشيخ عبد الحميد كشك، ولم نكن نعرف المكان بالضبط، ووصلنا قبل الصلاة ولكن وجدنا منظراً عجباً، كان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير