تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

: نعم في جامعة القاهرة، قال: إذن لا حق لك في الدخول إلى مكتبة جامعة عين شمس، وبعد أخذ ورد، وبعد أن أعرب مدير المكتبة أنه ليس من اختصاصه مثل هذه الأمور الصغيرة بل الحقيرة! بعد كل ذلك أبدى أحد الموظفين استعداده لإحضار الكتاب ربما بعد أن فهم من لهجتي أني (من بَرَّه) وقاربت الساعة الحادية عشرة وحضر الكتاب، واستغرقتُ كتابةً وقراءةً فيه، وكنت حريصاً على الدقة في فهم الموضوع، لأن هذا البحث من أهم ما كتب عن أصل الكتابة العربية، وقبل أن تصل الساعة الواحدة والنصف صاح الموظف بأن الوقت انتهى، لأن هناك عطلة نصف السنة، وخرجت دون أن أكمل الكتاب، وعدت اليوم لإكمال مراجعة الكتاب، وبعد انتظار طويل حضر الموظف قريباً من الحادية عشرة، أمراض متأصلة عند كثير من الموظفين.

وتوفيت أم كلثوم!

الثلاثاء 4 شباط 1975م = 23 محرم 1395هـ

منذ الخميس الماضي وأخبار أم كلثوم تستأثر باهتمام الناس، يسمعونها من الراديو أو يقرؤونها في الصحف، بحوث تكتب عن الأمراض التي ألمت بأم كلثوم، بحوث وكلام فارغ عن الوحدة التي حققتها أم كلثوم بين الشعوب العربية، قبل أن يفكر الساسة في ذلك، وعلي أمين يدعو أن صلوا لأم كلثوم، ليس هذا فقط فالمسؤولون في الدولة من أعلى مستوى إلى أدناه مهتمون بالوقوف على صحتها من رئيس الوزراء ... لا بل إن كثيراً من الناس في البلاد العربية قد تعلقوا بتلك الأخبار، السيدة زوجة أبو رقييه ترسل أختها وابن شقيق زوجها .. الأمير فلان يتصل من السعودية للاستفسار، وهناك لجنة على مستوى عال من الأطباء يشرفون على سير العلاج (ولكن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) وكانت تقارير رئيس اللجنة الطبية منذ يوم الخميس تشير إلى تدهور صحتها، وتعطل كل نشاط في الجسم ماعدا ضربات القلب الذي يضطرب أحيانا، الأطباء جادون في استخدام وسائل العلم الحديث في عمل شيء لسيدة مصر، وفي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم أُعْلِنَ أن أم كلثوم لفظت أنفاسها الأخيرة، ونعتها الحكومة المصرية من أعلى مستوى في الساعة السادسة من مساء هذا اليوم، وكان الخبر هذه المرة صادقاً، وذهبت أم كلثوم التي شغلت الشعب العربي مدة خمسين عاما لتلقى جزاء ما فعلت في هذه الأمة المنكوبة بها وبأمثالها، ولكن كثيراً منهم لا يفقهون!

تشييع

الأربعاء 5 شباط 1975م = 24 محرم 1395هـ

حديث الصحف والناس هذا اليوم عن أم كلثوم، والعناوين البارزة في الصحف: الشعب يودع أم كلثوم، في الصباح ذهبتُ إلى مكتبة الجامعة العربية في ميدان التحرير، ولكن بناية الجامعة كانت مغلقة في وجه الزوار لاجتماع مجلس الدفاع العربي، ورجعت في نية العودة إلى البيت، ورأيت ميدان التحرير قد أغلقت الشوارع المؤدية إليه والناس يتدفقون من كل صوب، وأكاليل الورد تتكدس، حيث ستشيع أم كلثوم من جامع عمر مكرم إلى جامع (مرسي) ثم تنقل بالسيارة، وكان إمام جامع الحسين قد صلى عليها في المستشفى فجر هذا اليوم، ونقلت في الصباح إلى جامع عمر مكرم انتظاراً لبدأ التظاهرة في الحادية عشرة صباحاً، وقبل ذلك بقليل صُلِّيَ عليها مرة ثانية في جامع عمر مكرم حيث أَمَّ الناس وزير الأوقاف، وبدأت المسيرة يتصدرها رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب والوزراء، ولكن ما إن تحرك الموكب حتى تدفق الناس واختل برنامج السير، فلاذ رجال الحكومة بالتنحي جانباً .. وسارت الجموع تحمل الجنازة إلى ميدان طلعت حرب، ومن هناك تغير اتجاه الجنازة تحت ضغط الجماهير، وتحولت المسيرة عبر شارع قصر النيل إلى العتبة، ثم إلى جامع الحسين حيث صُلِّيَ عليها للمرة الثالثة، ثم نقلت من هناك إلى حيث توارى في مثواها الأخير، إن الإنسان ليصاب بخيبة شديدة حين يرى كل هذا التعلق بمغنية، ولتكن ما تكن، فالاهتمام بالأمر من أعلى رجل في الدولة إلى رجل الشارع الذي لا يجد ما يسد به رمقه.

شغالة أخرى

الخميس 6 شباط 1975م = 25 محرم 1395هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير