تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من المشاكل التي يعانيها المقيم في القاهرة هي مشكلة أعمال البيت بالنسبة لغير المتزوجين خاصة، إذ إن وجودهم هنا مرتبط بأعمال وواجبات عليهم أن يسعوا في إنجازها، ولهذا فهم مضطرون إلى الاستعانة بشغالة تقوم بأمر البيت من طبخ وغسل وتنظيف، ولكن عالم الشغالات هنا يبدو أنه غير موثوق إلا في النادر، ونحن لم نعانِ من المشكلة إلا القليل، منذ السنة الماضية كانت أم محمود تعمل عندنا، وهي ليست محترفة أصلاً، وعملت عند بعض العراقيين، فكنا مطمئنين إلى عملها ووجودها في الشقة وقت خروجنا منها، لكنها انقطعت عن العمل منذ نهاية الشهر الماضي، وبدأنا بالعمل على تأجير شغالة جديدة، ووعد البواب بإحضار شغالة على معرفته وبضمانته، وحضرت الشغالة مساء أمس، واتفقنا أن تحضر صباح اليوم للاتفاق على الأجر، فإذا بها تدعي أنها كانت تعمل بخمسة عشر جنيها، ولكن ذلك لا يمكن أن يكون تسعيرة، وعندما أخبرها الأخ خليل أن الذي ندفعه هو ستة جنيهات، انهارت وتنازلت إلى الثمانية، وأخيراً وافقت على الستة، وبدأت تعمل وحاولنا أن نشعرها بأننا سنزيدها جنيهاً إن هي أحسنت التصرف، وهي لا تعرف من طبخ العراقيين شيئاً، فإننا نحتاج إلى طبخ التمن والمرق. ولكن الأهم من ذلك أن تتوافر فيها الأمانة، التي هي أهم شيء، وبدونها تفسد كل الأمور.

زيارة معرض الكتاب

الجمعة 7 شباط 1975م = 26 محرم 1395هـ

اليوم هو آخر أيام افتتاح معرض الكتاب، ذهبت منذ افتتاحه ثلاث مرات واشتريت من الكتب بأكثر من ثلاثين جنيهاً، ولكن ظلت في نفسي رغبة كبيرة في شراء بعض الكتب، فقلت لا ينبغي أن أضيع آخر فرصة، وذهبت بعد صلاة الجمعة برفقة الأخ محمد أحمد محمود، وكنت أتذكر أماكن الكتب التي أرغب في شرائها، وكذلك كنت أرغب في شراء مصحف كريم بطبعة رائعة ومجلد تجليداً لطيفاً، أحدث نفسي بإرساله إلى العراق هدية للوالد الذي يقرأ بمصحف ربما كان مطبوعاً في الإستانة منذ زمن بعيد، وعند الغروب كنا نهم بالخروج، اشتريت مع المصحف هذه المرة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري، وكتاب منهج الفن الإسلامي، وكتاب الأفكار في العالم الإسلامي، وكنت أرغب في شراء بعض الكتب الأخرى، وقد تعاون عاملان على إهمالي شراءها، أولاً ذكرى نقلها إن شاء الله وأنهيت الدراسة، وثانياً ارتفاع الثمن، فالأسعار بصورة عامة مرتفعة ولكن بعضها مرتفع جداً، فمثلا كتاب اللغة العربية للدكتور محمود فهمي حجازي بأربع جنيهات ربما ونصف، وهو كتاب عام يتحدث عن اللغة العربية وعلاقاتها ومصادر اللغة والنحو وبعض الظواهر اللغوية، ليس فيه عمق بل اتساع من غير تركيز، وراجعت المكتبة التي تعرضه أكثر من مرة وأصروا على السعر، وقررت ألا أشتريه (1)، كذلك الحال مع بعض الكتب الأخرى. ومهما يكن من أمر فإن معرض الكتاب كان فرصة لحصولي على بعض الكتب التي كنت أعتبر الحصول عليها حلماً، والحمد لله أولاً وآخراً.

مشاغل جانبية

السبت 8 شباط 1975م = 27 محرم 1395هـ

أشعر الآن أن عملي ليس بالمرضي، خاصة بعد أن أنهيت الاطلاع على أكثر مخطوطات دار الكتب المصرية، أحياناً يكون العذر الانشغال بمتابعة معاملة صديق، وأحيانا طلب مصدر قد لا أجده إلا بصعوبة، فاليوم خرجت من الصباح لأقرأ ساعة واحدة في مكتبة معهد الدراسات العربية في كشف الظنون، ثم ذهبت إلى الكلية في متابعة بعض القضايا، وأهمها تكليف السيد رشيد نعمان التكريتي بأن أقدم أوراقه إلى قسم الأدب لتسجيله بقسم الدكتوراه، وكذلك الحصول على الرسالة المناقشة في دار العلوم (الواقعية في الشعر المصري) وأنجزت بعضها وظل الكثير، وكذلك كنت أحاول مقابلة الأستاذ المشرف للحصول منه على ورقة إلى المسجل لتزويدي بكتاب إلى بعض المكتبات: الأزهر، والجامعة الأمريكية، ولم أحقق من ذلك شيئاً، وقبل نهاية الدوام ذهبت من الكلية إلى جامعة القاهرة لأقف على نتيجة تقديم أوراق الأخ منذر كمال إلى كلية الحقوق لدراسة الماجستير، وكنت قد راجعت أكثر من مرة حول الموضوع، وفي هذه المرة كان جواب جهات الأمن قد وصل، وحاولت أن أنجز له شهادة لأبعثها إليه، ولم يبق إلا تصديق دائرة الوافدين والسفارة، وهذا ما سأفعله غداً، إن شاء الله، وعدت إلى البيت وأنا أشعر بتعب ليس بالقليل،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير