تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بينما كانت دول منطقتنا المنكوب أهلها بحكامها تستعد لاستقبال اليهودي الكبير الصديق هنري كيسنجر استعداداً لجولة جديدة تمهيداً لمزيد من الخطوات نحو أوهام السلام الكاذب مع اليهود - فَجَّرَ الفدائيون العرب قنبلة مدوية فجر هذا اليوم في تل أبيب ودَوَّى صداها في أرجاء الأرض، فقد تسللت مجموعة منهم عن طريق البحر ونزلت على شاطئ فلسطين بعد منتصف الليل، وقامت المجموعة بإطلاق نار كثيف وتفجير قنابل واقتحموا فندقاً واستولوا عليه (فندق سافوي) وظل الرصاص يمزق قلوب اليهود في تل أبيب طول الليل، وسقط جرحى وقتلى، وطلبت المجموعة التي احتجزت عدداً من الرهائن إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، ولكن اليهود جُنُّوا لهذا العمل، وقررت الحكومة الإسرائيلية اقتحام الفندق ونسفه، وراح من الفلسطينيين سبعة شهداء، وذُكِرَ أن ما لا يقل عن مئة من اليهود جُرِحُوا أو قُتِلُوا في العملية، حدث هذا قبل يوم واحد من وصول كيسنجر إلى أسوان ليبدأ جولته الجديدة (ربما التاسعة بعد الحرب) ليقوم بدور الوسيط بين حكام الدول العربية المجاورة لإسرائيل وقادة إسرائيل، في محاولة لإنهاء حالة التوتر الدائم في المنطقة منذ قيام دولة إسرائيل وبدء تطلعاتها العدوانية وأعمالها الإجرامية، ولا في شك أن المنطقة والعالم تعصف بها رياح أزمات اقتصادية وسياسية عاتية لا يُدْرَى أين تقذفها!

اتفاق بين الشاه وصدام

الجمعة 7 آذار 1975م = 24 صفر 1395هـ

عُقِدَ في أواخر هذا الأسبوع مؤتمر رؤساء دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وكان هدف المؤتمر وضع استراتيجية موحدة لتلك الدول، واتخاذ موقف موحد من الأزمة الاقتصادية الحاضرة، وكان من بين المشتركين شاه إيران وصدام حسين نائب الرئيس العراقي، وقد قام الرئيس الجزائري هواري بو مدين بالتوسط بينهما لبحث المشاكل المعلقة بين إيران والعراق والتي مضت سنوات طويلة عليها، وهي بين فتور وتوتر إلى درجة التراشق بالرصاص، وفي ختام مؤتمر الأوبك أعلن الرئيس الجزائري بأن اتفاقاً شاملاً قد تَمَّ بين الشاه وصدام حول القضايا المعلقة بين البلدين، وظهرت جريدة (الأهرام) اليوم وعلى صفحتها الأولى الشاه وصدام يتعانقان بعد توقيع الاتفاقية التي قال عنها صدام بأنها حدث تاريخي، وقال عنها الشاه بأنها فرصة لتسوية الخلافات بين البلدين، ولعل هذه الاتفاقية وما سيعقبها من خطوات تضع نهاية لإراقة الدماء وإزهاق الأرواح في شمال العراق، لأن الحركة الكردية دائماً تجد دافعاً من إيران نحو الحرب، ولكن هل سيكون ذلك الاتفاق فعلاً إنهاءً حقيقياً للخلافات فَتُفْتَحَ صفحة جديدة في العلاقات والمواقف، أم أنها مجرد مرحلة وتعود الأمور بعد أمد ولو طويل إلى التوتر من جديد، وإلى الضغط على العراق من خلال الأكراد، ونقض الاتفاقات بشأن شط العرب وحرية الملاحة، إن الأيام هي التي ستوضح ذلك!

فكرة

الأربعاء 12 آذار 1975م = 29 صفر 1395هـ

كلما قرأت في جريدة الأخبار اجتاحني شعور من التعجب، ويزداد ذلك حينما أقرأ الحقل الصغير المعنون (فكرة) التي طالعتنا زماناً في جريدة الأهرام، ثم استقرت في الأخبار تعاود مسيرتها الأولى، ولا يزال علي أمين من خلالها يبشر ويزف البشائر للإنسان المصري ومن بعده العربي بالحياة السعيدة التي تنتظره، والتي سيفيض منها خير على الجيران، يحلم ويُشْرِكُ الناس في أحلامه، ومنذ الأيام الأولى لحضور كيسنجر بعد الحرب عام 1973، وعلى مدار تلك الأيام وإلى اليوم وكيسنجر يروح ويغدو بين أسوان وتل أبيب، كان علي أمين يُعَلِّقُ على ما يحمله كيسنجر الآمال التي ستنقذ مصر بزعمه من بؤس الحرب وويلاتها التي ذاقتها على مدى 23 عاماً، لتعيش مصر حياة ناعمة وتبني حضارة بدايتها تغور في التاريخ 6 آلآف سنة، ويكفي ما لاقت مصر وشعب مصر من الحرمان والعذاب والفقر من أجل العرب الذين شكت بنوك أوربا من ضيقها عن استيعاب أموالهم، والحل الذي يُخَطَّطُ له ليرسم المنطقة من جديد يتركز على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد 1967 وقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتظل إسرائيل تمتد نحو البحر الأحمر وتتربع على البحر المتوسط، وحَدَّثْتُ نفسي يوماً بطريق بري يربط شرق العالم العربي وغربه أو سكة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير