تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Apr 2010, 01:44 م]ـ

جزاك الله خيراً

لكن: أين الرأس من الجسد! (العنوان والمضمون).

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Apr 2010, 02:02 م]ـ

ما هي الإشكالات التي يطرحها الاشتغال بترجمة القرآن أو معانيه؟ وما هي الشروط الكفيلة بترجمة علمية دقيقة تروق للعقل الغربي؟ سؤالان من ضمن حزمة أسئلة كانت محور لقاء علمي في موضوع ترجمة القرآن مع الدكتور محمد عبد الحليم، مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة لندن، بمناسبة زيارته للمغرب لحضور الدروس الحسنية.

الرجل كرس أكثر من أربعين سنة في التعامل مع القرآن، ويعيش مستقرا في الغرب، خريج المعاهد الدينية بالأزهر الشريف، حفظ القرآن صغيرا، ثم درس في جامعة القاهرة، وأتم أطروحة الدكتوراه بجامعة كمبريدج بإنجلترا، ودرس بها وقتا.

ويعمل حاليا أستاذا للدراسات الإسلامية بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، وهي أكبر كلية في مجالها في غرب أوروبا، بالإضافة إلى إدارته لمركز الدراسات الإسلامية، فهو يرأس مجلة الدراسات القرآنية التي أنشأها بالمركز 1998.

ويبسط د. عبد الحليم في الحوار جوانب من تخصصه العلمي المتعلق بترجمة القرآن، والإشكالات التي تعترض المنشغل بعلوم القرآن وقراءاته، ورأيه في بعض الدراسات التي تحاول تشويه القرآن والدين الإسلامي بغية الشهرة وجذب السمعة لدى الغربيين، مؤكدا أن من واجب المسلمين أن يجعلوا من الإنجليزية لغة إسلامية مثلما فعلوا مع الفارسية والتركية وغيرها.

تباينات مهمة في فكر الترجمة

* د. عبد الحليم .. هناك ترجمة للقرآن وترجمة لمعاني القرآن، ما هي مظاهر الفرق بينهما؟

- التعبير بـ"ترجمة معاني القرآن الكريم" انطلق في مصر في عصر الشيخ مصطفى المراغي، شيخ الأزهر، في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث بدأ الكلام عن ترجمة القرآن إلى الإنجليزية، وظن الشيخ ومن حوله أن القرآن الكريم لا يمكن ترجمة كلماته، والأوفق أن يقال "ترجمة معاني القرآن الكريم".

لكن لدي على هذه التسمية اعتراضين: الأول أنه هرب من شيء ووقع في شيء آخر، فمن ذا الذي يحيط بمعاني القرآن الكريم حتى يزعم أنه ترجمها؟ هم أرادوا القول بذلك لتجنب ترجمة ألفاظ القرآن فوقعوا في محظور آخر.

ومن ناحية ثانية: فالغرب - وأنا من أهل اللغة الإنجليزية - لا يقولون ترجمة معاني كذا لأي كتاب؛ ولذلك أنا لا أتحرج - وأنا عربي مسلم وأحفظ القرآن وأدرسه - أن أقول في الترجمة الإنجليزية إنها "ترجمة للقرآن"؛ لأن الترجمة ليست هي الأصل على الإطلاق، وكل ترجمة لأي عمل ليست هي أصله.

ولا يمكن أن يزعم أحد مهما كان عبقريا أن ترجمة القرآن هي القرآن؛ لأن القرآن شيء والترجمة شيء آخر، إذ هو يحاول أن ينقل إلى المتكلمين باللغة الثانية شيئا مما في الأصل، ولا يمكن نقل إعجاز القرآن وعظمته.

وبالتالي فليست الترجمة قرآنا؛ لأن القرآن هو النص المقدس الذي يتعبد بتلاوته ويتلى في الصلوات، ولا يمكن أن تكون أي ترجمة مقدسة أو يتعبد بها.

* ما هي خصائص ترجمة القرآن الكريم .. ولو تفضلتم بتقديم آليات وتقنيات الاشتغال بها؟

- آليات الترجمة صعبة وكثيرة، تفترض إتقان اللغة الأصل أولا، فكل من يريد ترجمة أي نص من لغة لا بد له من معرفة هذا النص في لغته، وأن يكون له من الفقه في اللغة، وعندما نتعامل مع ترجمة القرآن نجد شيئا آخر غير ترجمة كلمات اللغة، وإنما هناك البلاغة والإعجاز القرآني وأساليب القرآن في التعبير عن المعاني، فهذا أصعب شيء في ترجمة القرآن الكريم.

وبعد تعلم اللغة والنحو يجب تعلم كيف يعبر القرآن عن المعاني وطرقه في البيان، ويأتي بعد ذلك معرفة اللغة التي يترجم إليها، ومعرفة وسائل البيان فيها ما يمكنه قدر المستطاع من نقل ما في النص العربي الكريم.

ولو قام طبيب عربي يتقن اللغة الإنجليزية في الطب أو المجال العام وحاول ترجمة القرآن فالأمر لن يكون سهلا؛ لأن الأمر لا يتطلب فقط ترجمة الكلمات، ومن أراد ترجمة القرآن لابد أن يكون قد عاش مع القرآن، وليس مجرد العيش في بيئة عربية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير