تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

، فلا بد أن ذلك هو رصيد الأيام الماضية ظهر اليوم على شكل حجر كبير يرمى في تلك البركة الهادئة، لكن سطح الماء عاد إلى هدوئه من جديد مع بطء شديد لكنه عاد، وهو يحتضن هذا الحجر الذي سيعطل أو يعيق الحركة الهادئة، وسيكن نواة لانفجارات أخرى، وهناك مادة داخل مياه تلك البركة تعمل على تفتيت أمثال تلك الجلاميد ولكن أيهما أسبق في العمل هل الجلاميد المتكاثرة أم المادة التي تذيبها ولا تبقي لها أثراً؟!

أسئلة ليس لها جواب

الأربعاء 23 نيسان 1975م = 11 ربيع الآخر 1395هـ

كنت أشعر أني أدور أو أن الأرض تدور، كان ذلك أثر صداع من زكام قد مرت عليه أيام، لكني الليلة بدأت أشعر أني أدور دوراناً مقلوباً، أو أن الأرض راحت تدور بجنون، فأظلمت أطراف الأرض، وانتقلتُ إلى عالم مسحور، أي أنه غريب، كنت أدور على أطراف حديقة مدورة قد رُصِفَتْ أطرافها لمرور الناس، كان المكان نصف مُضَاءٍ، ووسط الحديقة مظلم، ومع أن الجو كان ربيعياً لطيفاً لكن ذلك الدوران المتعدد الأطراف والجهات أفقدني المتعة بكل ما حولي سوى أني أدور في عالم مسحور، كان يحدثني من أعماقه، وأنا أستجمع كل حواسي لألتقط ما يقول لأفهم، لأهيئ ما يمكن أن أقول، كنت أخشى أن أقول كلمة يمكن أن تثير أثراً سيئاً، وكان يقول لي: لماذا ينظر الناس إلي، ما هذا الانتباه؟! م يحدثني الناس حين ألتقي بهم، ثم يسألوني عن أمور في السياسية وفي قضايا الساعة، لماذا هذا التركيز هل هناك سر؟! لماذا هذه المجاملة من كل من ألقاهم، وكثير مثل هذا الكلام، وأنا أحاول أن أقنعه أن كل ذلك طبيعي، وأن كل إنسان يعيش في مجتمع يمكن أن يلتقي بالناس ويحدثونه ويسألونه ويحدثهم ويسألهم، لكنه كان يأبى لا بد أن هناك شيئاً ما، ولكني لا أعتقد أن هناك شيئاً أي سراً إلا بالقدر الذي يمكن أن يكون حين نتساءل لماذا نمشي في الأسواق، لماذا نذهب إلى الجامعة، لماذا نلتقي بالناس، لماذا نأكل ونشرب، وننام، لماذا أشياء كثيرة من هذا القبيل، هذه مثل تلك، لكنه كان يأبى إلا أن يكون هناك سر، وراح هو يسرع في الدوران، وكنت أخشى أن يرهقه الدوران فيقع على الأرض، قبل أن يذهب كل إلى سبيله وقد انتصف الليل! (( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=2#_ftn8)8)

رسالة سعيد بن أمجد الزهاوي

الأربعاء 30 نيسان 1975م = 18 ربيع الآخر 1395هـ

ذهبت بعد الظهر مع الأخ خليل لتوديع الأستاذ كاظم الراوي، إذ إنه سافر اليوم مساء إلى العراق ليلتقي بأهله ويطمئن عليهم، بعد أن حصل على درجة الماجستير، وهو الآن يعد للدكتوراه، ذهبت بعدها إلى معهد اللغات لتعليم الانجليزية فأنا مستمر بالحضور منذ افتتاح الدورة يوم 6/ 4، ومع أن الدروس غير جادة كثيراً فإنها لا تخلو من فائدة، بل ربما ستكون ذات قيمة حين أتعلم اللفظ الصحيح للغة الانجليزية، الدروس التي أحضرها يومان في الأسبوع: الأحد والأربعاء من الساعة الخامسة حتى السادسة والنصف من مساء هذين اليومين، وبعد أن أنهيت درس اليوم ذهبت إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة، حيث تناقش رسالة السيد سعيد ابن عالم العراق ومُفْتِيهِ المرحوم الشيخ أمجد الزهاوي، كانت الرسالة حول التعسف في استعمال الحق، سَجَّلَها منذ ما يقرب من 25 سنة! وظل يعمل ويسافر إلى فرنسا أحياناً للاطلاع على المصادر، وهو يعمل في العراق مدرساً في الجامعة، واليوم وُضِعَتْ جهوده أمام لجنة المناقشة، وهو يبدو عالماً في المادة أكثر من مناقشيه، لكن الأستاذ سعيد قد فُطِرَ على صفة تعوقه من إيصال أفكاره بسهوله إلى مستمعيه، فإنه يعاني من لُكْنَةٍ في لسانه، أو حُبْسَةٍ بعبارة أصح، تخفي ذلك العلم، لكن الناس في هذا الزمن لا يبحثون أكثر مما تسمعه آذانهم، فَعَوَّضَهُ الله خيراً، وقد حصل على الدكتوراه بدرجة جيد جداً.

عيد العمال

الخميس 1 مايس 1975م = 19 ربيع الآخر 1395هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير