تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· قول صاحب القصة:" أولها , حسب رأيي, هي أن أغلب " العائدين للإسلام " الذين مرّوا بهذه اللحظات من الابتلاءات والذعر , تضرّعوا لله مباشرة بدون وسيط وبيقين." أقول هذا مصداق قول الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)) سورة الأنعام.

· وقوله: "الدرس المستفاد بين طيّات القصة يكمن في الإخلاص والصدق. فعندما يواجه الناس ظروفاً ضاغطة وحالات ذعر فإنهم يدعون الله مباشرة على الفطرة. لكن عندما يتخيلوا أنهم في مأمن وسالمين فغالباً ما يعودون إلى معتقداتهم القديمة التي تعتبر عديد منها إن لم تكن (أغلبها) مضللة." يذكرنا بقول الله تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)) سورة النحل.

· في قصة الرجل مصداق قول الله تعالى: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)) سورة النمل.

· قول الرجل: "كان باستطاعتي كملحد الاستمرار في الكفر بالله وأن أعزو معافاة ابنتي لتفسير الطبيب أكثر من أن أعزو ذلك لله. لكني لم أستطع. لقد قمنا بإجراء أشعة صورية قبل وبعد أظهرت وجود التضيّق يوماً واختفاءه في اليوم التالي ,وكل ما أفكر فيه هو أن قد أنجز وعده في هذه الصفقة وعلي أن أقوم بالمثل وحتى لو كانت هناك تفسيرات طبية مناسبة فإنها لا تخلوا أن تكون بإذن الله سبحانه وتعالى , فبأي وسيلة شاء الله قضاء أمره , فقد استجاب لدعائي. لا أكثر ولا أقل. وهكذا فإني لم أقبل آنذاك أي تفسير آخر ولن أقبل غير ذلك اليوم." فيه درس لأولئك الذين يغالطون الحقائق ويفسرون الأمور على غير الوجه الصحيح، لقد صدق الرجل في تفكيره وفي قراره وبهذا استحق هداية الله تعالى.

· لقد أعطى الله الرجل مفتاح الهداية فاستخدمه، وذلك يتمثل في وفاءه بوعده الذي قطعه على نفسه وبذل وسعه للوصول إلى الحق فاستحق بذلك الهداية من الله، قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) سورة العنكبوت (69).

· المتأمل في القصة يكتشف أن الرجل كان يستند إلى شيء ما وهو يدرس الأديان المختلفة ومن ثم الحكم عليها من حيث الصحة والبطلان، ولا أظن إلا أنه كان يستند إلى عقله وفطرته بعيدا عن المؤثرات الخارجية، وبهذا وصل إلى الحقيقة: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سورة الروم (30)

· ومن الدروس التي يجب أن نقف عندها في قصة الرجل هو تسليمه المطلق لله تعالى ونسبة الفضل إليه وحده في هدايته إلى الحق دون الاغترار بالعلم أو الذكاء، وهذا يذكرنا بقول الله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام (125).

· وما أجمل الشكر لمستحقه وقد فعل الرجل ولا أدل على ذلك من عبارته التي ختم بها قصته وهي تعتبر ملخصا لكامل القصة حيث يقول: " أشكر وأحمد الله أنه اختار هدايتي , وإني أعزو هذه الهداية إلى وصف بسيط: معرفة الله , عبادة الله وحده بصدق مع التعهد باتباع دينه الحق ; ثم اتباع الهدى بعد إنعام الله عليك بالهداية."

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير